اتصالات السفارة الأمريكية بالمعارضين المصريين لا تعني أنهم عملاء.. وإذا اعتبروا أنها تشجعهم.. تلك مشكلتهم لن تقع في مصر فوضي أو مصادمات.. ونتوقع انتقادات أمريكية للانتخابات .. وسوف نتصرف بما يحمي استقرار البلد الإدارة الأمريكية تتعرض لضغوط لكي نغير نظرتنا للشواذ وقوانين الميراث وعلاقة الرجل بالمرأة.. ولن نستجيب لذلك طبعًا وصف وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، في حوار خاص ل«روزاليوسف»، الخلاف الأمريكي - الإسرائيلي بأنه (حاد جدا)، وأنه يتجاوز طبيعة الخلاف إبان عصر بوش الأول، حين قال جيمس بيكر، وزير الخارجية الأسبق، للمسئولين الإسرائيليين: امسحوا أرقام تليفوني من سجلاتكم.. واعتبر أبوالغيط أن هذا الخلاف يدعم الحقوق الفلسطينية في القدسالشرقية. وعبر الوزير عن ثقته في أن الرئيس أوباما لديه نية صادقة في تنفيذ ما ورد في خطابه الأشهر في جامعة القاهرة، بعد مرور نحو عام علي إلقائه له في يونيو الماضي، وإن قدر الوزير ما يواجه الرئيس أوباما من تحديات تفرضها مشكلات دولية معقدة وملفات داخلية أمريكية صعبة.. غير أن الوزير قال: حان وقت التنفيذ. ونفي الوزير عن إدارة أوباما أن تكون تتبع نفس المنهج الذي كانت تتبعه إدارة الرئيس بوش السابقة بشأن نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.. وقال: لكن الإدارة لديها ضغوط تتعرض لها من قبل جماعات مدنية في الولاياتالمتحدة.. لا تقتصر علي الأمور السياسية وإنما تمتد إلي مسائل تخص الرغبة في تغيير قوانين الميراث في مصر، والعلاقة بين الرجل والمرأة، ونظرتنا للمثليين، ونحن لا نستجيب لذلك بالطبع. وقال الوزير في الحوار الذي ننشر اليوم الجزء الأول منه: إن قوة مصر في انفتاحها.. وأن تعدد الرؤي وحدة الانتقاد هو دليل قدرة.. وأنها سوف تحافظ علي استقرارها.. ولن يري أحد فيها مصادمات وفوضي كما يريدون.. نحن أعلم بشئون بلدنا.. وأعلم بشئون منطقتنا.. وكل من ادعي أنه يفهم في شئون الشرق الأوسط من خارجه ثبت أنه لا يعرف شيئا والدليل في العراق وأفغانستان.. تلك التي يكتبون عنها كما لو أنهم يكتبون عن السويد وبريطانيا. ولم ير الوزير في اتصالات السفارة الأمريكية بمعارضين مصريين مشكلة.. وقال: هذا جزء من طبيعة عمل السفارة كما أن لدي سفارتنا في واشنطن اتصالاتها.. وليس كل من يتصل بالسفارة الأمريكية وكان مصدرا لمعلوماتها عميلاً.. ولكن إذا اعتبر أنه يلقي تشجيعا منها أو توجيها فإن تلك هي مشكلته. وانتقد الوزير تسريبات الصحافة الإسرائيلية حول صحة الرئيس خلال فترة علاجه في الخارج.. وقال إنها تتعمد الدس والوقيعة.. وسوف تثبت الأيام القليلة المقبلة أنها كلها كانت خاطئة.. ومن المؤسف أن صحفا مصرية تنقل عنها.. مضيفا :إن غالبية صحف العالم تقع تحت تأثير المعلومات التي تأتيها من الحكومات.. سواء كانت كاذبة أو حقيقية.. والدليل الواضح هو أنه نشأت إدارة في البنتاجون إبان غزو العراق لنشر الأخبار الكاذبة عن تلك العملية في عام 2003 . وقال الوزير: إن السياسة الخارجية المصرية كانت مستقرة خلال فترة علاج الرئيس، وأنها كانت تدار من قبل وزارة الخارجية وجميع أجهزة الأمن القومي المصري وبالتنسيق مع رئيس الحكومة والعرض المستمر علي الرئيس.. مشيرا إلي أن الاتصالات المستمرة بين الوزير والرئيس قد زادت كثيرا بعد عودته من ألمانيا.. وأضاف: أعرض عليه شفويا وكتابة أمورا مختلفة.. وليس من المعتاد أن تعلن تلك الإجراءات. وأردف: كنا نتلقي اتصالات مختلفة واستفسارات متنوعة من دول كثيرة إبان علاج الرئيس بقصد الاطمئنان الإنساني علي صحته فهو رئيس كبير وزعيم مؤثر وقائد مصر.. وليس تعبيرا عن قلق علي استقرار مصر.. مشيرا إلي أن عددا من قادة الدول العربية أرادوا أن يزوروا الرئيس بعد انتهائهم من القمة العربية لكننا طلبنا أن نعطي الرئيس فرصة للنقاهة.. وأتوقع أن يزور الرئيس عدد كبير من رؤساء الدول حين يعود لممارسة نشاطه قريبا. الجزء الأول من الحوار ص 6و7