بعد تعيينه مستشار المسرح بوزارة الثقافة صبحى يرد على مهاجمتة : لا تتعجلوا النتيجة بالرغم من ترحيب عدد كبير من المسرحيين بقرار وزير الثقافة فاروق حسني الذي أصدره مؤخرا بتعيين الفنان محمد صبحي مستشارا لشئون المسرح بالوزارة إلا أن هذا القرار أثار أيضا حفيظة بعض المسرحيين فمنهم من رآه مجرد منصب شرفي ولن يكون مجديا بالإضافة إلي أنه من الممكن أن يتعارض مع منصب رئيس البيت الفني للمسرح وعن ذلك قال الناقد المسرحي عبد الغني داود: للأسف في رأيي أنه ستحدث حالة من الازدواجية في العمل بين المنصبين، فكيف يكون هناك جمع بين مستشار للمسرح ورئيس للبيت الفني للمسرح، فلماذا لا يتولي صبحي المنصب كاملا؟، وأضاف: مشاكل المسرح معروفة لكن دائما النوايا تكون غير صادقة لإصلاحه وأعتقد أن صبحي ليس مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ المسرح من كبوته، ففي رأيي هذا المنصب ليس له محل من الإعراب وبالتأكيد سيحدث تعارض بينه وبين رئيس البيت الفني للمسرح لأنه في النهاية لن يكون ملزما بقرارات صبحي لأنه مجرد مستشار وقراراته ليست إلزامية. أما الدكتورة نهاد صليحة فقالت: في رأيي أن مؤسسة المسرح أصبحت متهالكة لأن النظام الإداري في مسرح الدولة منذ عقد الستينيات وحتي الآن لم يحدث به أي تغيير يذكر لذلك نحتاج إلي تغيير كلي، وصبحي لن يستطيع فعل أي شيء لأن المؤسسة كلها تحتاج إلي إعادة هيكلة وتنظيم كما أن البيت الفني للمسرح عندما تم إنشاؤه قام علي نظام اشتراكي وكان يخدم المبادئ الاشتراكية لكننا حاليا في نظام اقتصادي مختلف وهو نظام "سوق" لذلك نحن نحتاج إلي حيل جديدة ونظام هيكلي جديد متكامل عكس الموجود حاليا، ومهما غيرنا الأشخاص لن يستطيعوا فعل أي شيء في ظل هذا الشكل المستمر عليه البيت الفني للمسرح وعلي سبيل المثال قال الراحل كرم مطاوع في إحدي نداوته عن البيت الفني للمسرح "هذا الجهاز ترهل ولا يمكن إصلاحه" وللأسف الدولة مصرة علي الاحتفاظ به، وكل شخص سيأتي مهما كانت درجة كفاءته لن يستطيع ان يصلح شيئا. لكن الدكتور حسن عطية كان له رأي مختلف حيث قال: احتياج وزير الثقافة لمستشار هو أمر طبيعي وجزء من احتياج أي مؤسسة عليا لمستشار أو أكثر من متخصص في مجال معين ودائما يكون عمل هذا المستشار هو وضع خطة وإعداد دراسات وأفكار تساعد علي تنمية أي مجال يطلب له، ووجود شخصية مثل محمد صبحي كمستشار لشئون المسرح بوزارة الثقافة هو أمر هام جدا لأن صبحي علي وجه التحديد يتميز بالجدية والفكر العميق إلي جانب التنزه عن النظر للبيت الفني للمسرح كمخرج أو ممثل فهذا الاستغناء الكامل سيجعله صاحب رؤية موضوعية تحكم مسار البيت الفني للمسرح خاصة أن الحركة داخل هذا المكان في حاجة دائما لمن ينظم بينها وبين مدراء الفرق المسرحية وفي رأيي أنه لابد ألا تقف حدود تنظيم العمل المسرحي عند رئيس البيت الفني وحده بل لابد من وجود فريق قوي يساعده وصبحي سوف يكون همزة وصل قوية بين الوزارة والبيت الفني للمسرح خصوصاً وهو يمتلك جرأة المواجهة والتعامل مع الأمور بحكمة ووضوح. ويضيف: لا اعتقد أن هذه المهمة ستشكل أزمة مع منصب رئيس البيت الفني للمسرح فكما ذكرت هو يحتاج لمن يدعمه إلي جانب أن وظيفة المستشار لشئون المسرح لن تكون قاصرة علي البيت الفني فقط بل المسرح بكل قطاعاته بوزارة الثقافة مثل قصور الثقافة وقطاع الفنون الشعبية وكل ما يخص المسرح بالوزارة ، وفي النهاية منصب صبحي منصب تطوعي فهو ليس معينا وهذا شيء مهم للغاية لأنني ضد أن يصبح الفنان موظفًا لأنه ليس ملكا لنفسه بل هو ملك لفنه. اتفق معه في الرأي المخرج المسرحي سمير العصفوري الذي قال: فنان مستقل مثل محمد صبحي هو رجل لم يكن موظفا يوما بالبيت الفني للمسرح وهو عنصر متكامل كفنان يملك القدرة علي التخطيط لجيل كامل من المسرحيين، خاصة لأن هذا المكان أصبح يعاني من فوضي إدارية عارمة ويجب عمل نوع من التوازن بداخله وفكرة وجوده جيدة لأنه ينظر نظرة ثاقبة للأمور وهو جاء أيضا لأنه مثلنا جميعا حزين علي ما وصل إليه حال المسرح حاليا. وأضاف: لا أتوقع حدوث أي خلاف بين منصب البيت الفني والمستشار لأن وظيفة الأخير تشبه تماما وظيفة الطبيب المعالج الذي يمنح المريض روشته علاج وعليه أن يقرر أن يتعامل مع هذه الروشتة أو لا، بمعني أن صبحي سيقدم مجموعة من الاقتراحات وعلي رئيس البيت الفني أن يأخذ بها أو لا، وقال العصفوري: لابد أن يتم اختيار رئيس البيت الفني بناء علي مواصفات مهمة منها أن يكون مارس العمل المسرحي لسنوات ليست قليلة وأن يكون شخصًا حكيمًا ومثقفًا ولديه تاريخ لا يستهان به في هذا المجال. من جانبه أكد الفنان محمد صبحي علي طبيعة منصبه الجديد بالوزارة أنه مجرد عمل تطوعي لم يسع إليه بل تم ترشيحه له ولن يتقاضي منه أجرا حيث قال: هذا المنصب ليس منصبًا تنفيذيا بل عملي يشبه الجراح الذي جاء لوضع مجموعة من الاقتراحات لمشاكل متراكمة من السبعينات خاصة أن الوزير يريد النهوض بالمسرح خلال الفترة الحالية وقال لي إنه لن يحل أزمة المسرح سوي المسرحيين أنفسهم، وأنا كفنان غير مؤمن علي الإطلاق بأن الفنان يصلح لأن يكون موظفًا لأن أي فنان مهما كانت درجة إجادته لفنه هذا لا يعني بانه يجيد الإدارة، لذلك رفضت منذ عشر سنوات ان أصبح رئيسا للبيت الفني للمسرح، لكن حاليا كما ذكرت من قبل أنا مجرد طبيب يضع خطة علاج لهذا المكان عمرها ثلاث سنوات وخلال هذه السنوات الثلاث سأبتعد تماما عن مسرح الدولة باعتباري مخرجا او ممثلا وهذا شرطي في قبول هذا المنصب، وأتمني ألا يتعجل أحد النتيجة لأن الإصلاح لن يأتي في يوم وليلة بل هي خطة نضعها لسنوات تالية، لأنه من المهم أن ننهض بالمسرح من جديد فالأمور حاليا أصبحت بلا مسمي واضح وكل مسرح ليست له علاقة بهويته، وللأسف أصبح الفرق بيننا وبين الدول الأوربية مائة عام كاملة وهذه أزمة بكل المقاييس، وأحب أن أشير إلي أنني لن أركز بالبيت الفني وحده بل بجميع ما يخص المسرح في قطاعات وزارة الثقافة المختلفة حتي تتحول المسألة لمجموعة من الفرق تتنافس علي الظهور بشكل جيد ومختلف.