البيجاما باللغة العربية أو الأوروبية أو الهندية هي أحد الأزياء القومية للرجال في الهند - أي والله - ولكنها بيجاما من نوع خاص وبمواصفات خاصة ولابد من أن تكون من الخيوط الطبيعية وعلي رأسها القطن ثم الحرير الطبيعي ثم الكتان، اللون الأبيض هو الغالب ثم اللون الطبيعي الأصفر الباهت للحرير أو الكتان، بالطبع البيجاما لها نمط خاص في الشكل، النصف العلوي طويل نسبيا ويشبه الجلباب الأبيض يصل حتي الركبة ومقفل تمامًا من الأمام وله فتحة عند الصدر بحيث يشبه هذا القميص القفطان العربي الشهير، وتلك الفتحة حولها دندشة من التطريز الشرقي وكذلك علي الحدود بين الأكمام والأكتاف، كما أن فتحة الصدر لها أزرار عادية من القطن مثل الصديري البلدي في مصر أو أزرار عادية من الصدف أو أزرار خاصة من الفضة أو من الذهب المرتبطة بسلسلة خلفية من الذهب حتي لا تقع فجأة دون علم صاحب البيجاما ويتم خلعها ثم تركيبها بعد كل عملية تنظيف حتي لا يطمع فيها صبيان شعبان عبدالرحيم أثناء عملية الكي؟! البيجاما بهذه الصورة يمكن الخروج بها إلي الشارع وإلي ديوان العمل وإلي النادي الاجتماعي وإلي المعبد والمسجد أيضًا ولكن لابد من انتعال نوع خاص من رداء القدم يسمي الصندل الكولابوري وهو أيضًا من نوعية خاصة يتم تصنيعه في إحدي مدن الهند من الجلد الخام في لونه الطبيعي خفيف الوزن بسيط الشكل يشبه الشبشب البيتي وعند ذلك فقط يجوز الخروج من المنزل بهذا الزي المحترم والذهاب إلي ديوان العمل سواء كنت مديرًا عامًا أو مربوطًا علي الدرجة السادسة والناس درجات!! بل يمكن حضور حفلات العشاء والولائم والعزائم واستقبال الضيوف وزيارة النادي والمعابد ومقر الحزب واللقاءات الشعبية، حيث إنه أحد الأزياء الوطنية الهندية الرسمية وباختصار لا حرج مطلقا في ارتداء تلك البيجاما حتي في البرلمان أو مجلس الوزراء. وعند الحديث عن الأزياء الوطنية في الهند نجد أن الموضوع غزير ووفير بل متعدد ومتناقض، ففي كل ولاية من الولايات الهندية (26 ولاية) نري عدة أنماط حتي في داخل الولاية ذاتها، ويختلف في الشكل والمضمون وطريقة ارتداء الزي نفسه، وتتراوح مساحة الزي من لا شيء علي الإطلاق سوي ما يشبه ورقة التوت إلي عدة طبقات كما يكون نبات الكرنب، بالإضافة إلي البيجاما هناك زي آخر هو «الدوتي» يرتديه الرجال في التنقلات الداخلية أي في المنزل وما حوله وفي الدواوين والدوائر الحكومية ويتكون من قطعتين العليا تشبه القميص المقفل والسفلي من القطن الأبيض تلتف حول كل من الساقين بما يسمح بحرية الحركة، وهناك «اللونجي» ويقتصر ظهوره علي المسرح الداخلي للبيوت ولكنه يتحرك منفردا في شوارع القري والأحياء الشعبية تمامًا مثل بشكير الحمام ولكنه من القماش البسيط الرخيص يشبه المنديل المحلاوي وفي الصيف يمكن ثنيه من أسفل إلي منتصف الوسط فيتحول إلي جونلة رشيقة تغطي نصف الطول الرسمي لساق الرجل؟!، الأزياء في الهند متعددة ولها دلالاتها بين الريف والمدن وبين أصحاب الديانات المختلفة وكذلك بين الطبقات المختلفة، مثلاً يفضل المسلمون ارتداء اللونجي ذي المربعات الخضراء كذلك يفضلون ارتداء الزي الشرواني كما كان يرتديه جواهر لال نهرو وهو سروال أبيض ضيق جدًا عند أسفل الركبة يعلوه جاكت طويلة جدًا تشبه البالطو ولها ياقة قصيرة وأزرار كثيرة جدًا ويكملها غطاء للرأس هرمي الشكل والشرواني هو الزي الواضح لكل السياسيين الكبار في الهند وأصحاب رءوس الأموال وكبار العائلات والإقطاعيات والمسئوليات؟! الالتزام بالزي لكل طبقة أو مهنة شيء ضروري جدًا ولاتنازل عنه، فعلي سبيل المثال داخل المحاكم يرتدي المحامون (محام هي وكيل باللغة الأردية أو في الهند عمومًا) جاكت أسود أما القضاة (جمع قاض بنفس المعني واللفظ في عموم الهند والدول العربية أيضًا) علي بنطلون من التيل الأبيض وقميص من القطن الأبيض وحذاء من الجلد ورباط عنق كليهما أسود، كذلك جميع الأعمال لها ما يناسبها من الأزياء، موظفو الأمن في المكاتب وعمال النظافة والسائقون بل ووصل الأمر إلي من يعملون في منازل علية القوم «الطباخ والسفرجي والجنايني ومكوجي المنزل» جميعًا لهم زي خاص موحد يتميزون به عن غيرهم ولابد من الظهور به في حفلات الأسرة مع غطاء الرأس التقليدي عدا السائقين لسيارات الأسرة فلهم زي آخر، في أول حفلات العشاء التي دعيت لها لاحظت أن جميع الرجال الموجودين في خدمة الضيوف يرتدون زيا موحدا بعمامة زاهية اللون فتخيلت أنه زي خاص بأحد المطاعم أو الفنادق ولكن أفهمني صديق مشترك لي وللأسرة أن هذا الزي خاص بخدم الأسرة يجب ارتداؤه في حفلات العشاء، كما أن الرجال في الهند يرتدون الأزياء القومية مع غطاء للرأس مختلف ألوانه ما بين طاقية هرمية الشكل إلي طاقية تشبه الطاجن إلي طاقية مربعة الشكل وهناك العمامة البيضاء ذات الطبقات المتعددة كما في جنوب مصر والسودان بينما طائفة السيخ يتميزون بوضع غطاء الرأس ويسمي (التاربان) له لون يضاهي لون البدلة، فصل الشتاء قد يستدعي وضع الشال من الصوف الكشميري علي الكتفين خاصة في شمال ووسط الهند، رجال البورصة خاصة بورصة الشاي التي أنشئت في عهد نهرو كلهم يرتدون الزي الأبيض «قميص وبنطلون وشراب وحذاء أبيض أيضًا». رجال الدين الهندوس يرتدون الزي الخاص بلون المانجو مع حلاقة شعر الرأس تمامًا أو يكتفي بخصلة في منتصف أسفل الغرض والبعض يطلق شعر الرأس والذقن كي يصل إلي الأرض ومنهم من يقوم بعمل ضفيرة طويلة جدًا يستخدمها كعمامة من الشعر المجدول علي رأسه خاصة الصوفية والدراويش منهم، أما رجال الدين من السيخ فلهم زي خاص يشبه ما كان يرتدي المغني العالمي ديميس روسوس ولكن في اللون الأصفر ومن المعروف أن طائفة السيخ جميعها لا تنزع الشعر من المهد إلي اللحد طبقا للتعاليم الدينية لهم، وهناك في الجنوب بعض رجال الدين في المعابد لا يرتدون سوي اللون الأسود من فوق إلي تحت أي علي الرأس وحتي القدمين!!، لذلك تجد أن في الهند كرنفال للأزياء والألوان في كل وقت وفي كل مكان سواء للرجال أو النساء وهذه كانت أزياء الرجال أما أزياء النساء فلها مقام ومقال آخر يرد عند أية فرصة مستقبلية علي هذه الصفحة.