كذبة إبريل هي أضحوكة عالمية يتناقلها الناس في يوم أول إبريل من كل عام لتجعلهم يضحكون. ومعروف في كل أنحاء العالم أنها تنشأ عن طريق تأليف خبر كاذب أو قصة كاذبة ونقلها علي أنها حقيقة، وتكمن البراعة في جعل الناس يصدقونها لفترة ثم تنكشف الكذبة ويضحك الجميع. وتوجد سجلات لأشهر الكذبات التي تم الترويج لها وتصديقها في الأول من إبريل ومن أشهرها كذبة عام 1957 حيث صور تليفزيون محطة ال (بي بي سي) السويسريون يحصدون محصول أشجار المكرونة الاسباجتي في حقولهم. وانهالت المكالمات التليفونية علي المحطة من كثير من المشاهدين الغافلين الذين يسألون علي كيفية الحصول علي أشجار المكرونة الاسباجتي ليزرعونها هم أيضا! وقد اعتدنا عندما كنا صغارا أن نحترس جيدا يوم أول إبريل من أي خبر نسمعه، وكنا نبادر بسرعة قائلين: (كدبة إبريل) ونحن غير مصدقين لما يقوله. ولكننا كنا نتوقع الكذب يوما واحدا فقط في العام هو اليوم. لأن من المفترض أن بقية أيام العام لا تحوي كذبا علي الإطلاق. ومن المتعارف عليه أن كذبة أول إبريل ليست كذبة بقدر ما هي فكاهة. وقد اعتدت علي دخول المحاضرات في ذلك اليوم متجهمة الوجه علي غير عادتي لأبادر الطلاب بأن هناك خبرا لا يبدو مطمئنا علي الإطلاق، ثم أنتظر حتي يسود القلق عيونهم وأكاد أسمع الطير يحف فوق رءوسهم، ثم أزف لهم الخبر الكاذب - بمنتهي الجدية وهو أن امتحانات نهاية العام قد تم تقديم ميعادها - أسبوعين مثلا وأنتظر حتي تعلو همهماتهم واعتراضاتهم فأزيد من تأكيد المعلومة وقبل أن ينتبهوا لتاريخ اليوم، أكتب لهم علي السبورة (April Fools). أما الآن وبعد أن صارت أيام السنة كلها كذب في كذب، لم يعد لأول إبريل وكذبته المضحكة وجود. ولم نعد نصدق أو نكذب الأخبار بالقدر الذي اعتدناه من قبل. أي أننا صرنا علي قناعة بأن كل الأخبار التي نسمعها تحمل قدرا من الكذب حتي ولو كان فيها صدق. ومع اختلاط المعاني بشكل عام وانتشار الزيف بصورة كبيرة والتضاربات الإعلامية الصارخة حول كل الأخبار حتي التوقعات الجوية، أصبحنا نتوقع الكذب في كل الأخبار وفي كل الأيام، ولم يعد أول إبريل يوما متميزا عن غيره من الأيام. ومن الكذبات المرشحة للفوز باللقب هذا العام كذبة سهولة حصول المرأة علي جميع الحقوق الإنسانية الكاملة، وكذبة ارتفاع الحد الأدني للأجور في مصر بشكل لائق عالميا، وكذبة الثبات علي نظام واحد للثانوية العامة في مصر، مثل كل بلاد العالم، وكذبة إدراك المواطن العادي لنظام الضريبة العقارية، وكذبة ازدياد التسامح وقبول الآخر بين أبناء الوطن، وكذبة مقاومة التلوث والوعي بالبيئة والعمل علي حمايتها. ولكنها كذبات تخلو كلها من الفكاهة ولا تنتهي بالضحك، بل لا تنتهي أبدا. ولا ترقي للدخول علي سجلات إبريل. وقد يطرح شجر الاسباجتي قبل أن يثبت نظام الثانوية، أو نفهم الضريبة العقارية، أو تكون لنا اهتمامات بيئية، أو نقبل التعددية