بعد ما يقرب من عامين علي توليه منصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحدث الدكتور أحمد مجاهد عن تجربته في المؤسسة الثقافية بمصر من أسوان لمطروح ودور الهيئة في التنوير الثقافي مقابل ما يتعرض له المجتمع من هجمات الظلاميين.. صعوبات وتحديات عديدة يواجهها داخل المؤسسة ودوره في حلها وطرح بدائل لها بالإضافة إلي ما يقابله خارجها من تحديات من البيئات المختلفة التي تواجهها مشاكل الهوية والانتماء أو الأخري التي تغرق في مشاكل التيارات الدينية، كما تحدث عن أزمات المثقفين وتقاعس بعضهم عن العمل العام بحجة عدم الانتماء لتيار مثقفي الدولة ووصفهم بالمثقفين السلبيين حول هذه الموضوعات والمشاكل وغيرها دار حوارنا مع الدكتور أحمد مجاهد: الهيئة متهمة بعدم قيامها بدورها التنويري بالشكل الأمثل في محاربة الأفكار المتطرفة؟! - الرد ينقسم لشقين: هل تقوم الهيئة بدور تنويري أم لا؟ وهل تقوم به كما ينبغي أم لا؟ بالنسبة للشق الأول لا يوجد شك أن الرسالة الثقافية الرئيسية هي إشاعة الفكر التنويري في أقاليم مصر بالاستعانة بالمثقفين سواء من خلال رئاسة المؤتمرات الأدبية والفنية والمهرجانات أو التعاون معنا في رئاسة السلاسل الثقافية ولكن يبقي سؤال هل الجهد كاف؟ بالتأكيد غيركاف لأسباب تتعلق بالجانب المادي فالجزء المخصص للأنشطة 22 مليون جنيه تقريبا، وهو متواضع جدا في ظل وجود 540 موقعًا والمبلغ لا يزيد ونحن نزيد في العام ما بين 15 إلي 20 موقعًا علي الرغم من توصيات لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب بالزيادة لحصة الأنشطة فإنها لا تزيد فنحاول التغلب علي هذا النقص من خلال التعاون مع معظم المحافظين بتحمل نفقات الإقامة والإعاشة مما يوفر أكثر من نصف أو 4/3 الميزانية. الهيئة متهمة بافتقاد خطة واضحة لمواجهة الأفكار المتطرفة خاصة في المناطق النائية؟! - غير حقيقي ولا يجب عند وجود خطة أن تكون معلنة. هل هذا يعني وجود خطة غير معلنة تتبعها؟ وما هي؟ - ليست خطة غير معلنة إنما يوجد ما يسمي سياسات عامة لتسيير الخطط التنفيذية فبمراجعة جميع إصدارات الهيئة نجدها تصب في اتجاه التنوير وبمراجعة كثافة انتشار النشاط المسرحي الآن في ظل أن المسرح حرام سنجده يصب في إطار تنويري وذلك ينطبق أيضا علي مهرجاني الموسيقي العربية اللذين نجوب بهما المحافظات للعودة بالغناء الأصيل مثل سيد درويش وما نقدمه الآن في سينما الديجيتال يعني أن طبيعة أنشطتنا ثقافية وفنية لا تعمل في المجال السياسي بشكل مباشر وإن كان في الإطار السياسي أو السياسة الثقافية هي التي تحكم جميع أنشطتنا وتوجهاتنا. هل تشعر بوصول تلك الثقافة إلي الجميع أم أن تلك الجماعات تسحب الناس من قصور الثقافة؟ وهل هذا النشاط كاف؟! - إلي أين؟! والنشاط غير كاف مثلما ذكرت بسبب قلة الإمكانيات المادية ولدي ما يسمي الأجندة الثقافية تقدمها الأقاليم الخمسة ويقوم التليفزيون بالتنويه عنها وهذا دورنا. هل تري أن الحل في زيادة الميزانية؟! - ليس بالضرورة ويجب أن تبحث عن طرق تمويل بديله ولدي خطط في هذا الإطار الأولي عن طريق جمعيات الرواد الثقافية التي تضم ما يقرب من 84 جمعية تمكنت من توفيق أوضاعها مع القانون الجديد ومن خلالها يمكن ممارسة أنشطة تدر دخلاً يتم إعادة تدوير هذه الأموال في أنشطة الهيئة وهذا ليس اختراعًا لأنه كان موجودًا من أيام الراحل سعد وهبة خاصة أن كل جمعية لها كل عام إعفاء ضريبي لإقامة الحفلات وبالإضافة التعاون مع رجال أعمال مقدرين للثقافة ويدعمونها وجميعا ملفات تجري دراستها الآن. - هل توجد خطة واضحة لمحاربة الأفكار الثقافية الدخيلة كالوهابية أو حضارة فارس؟ - استراتيجية الهيئة فعل وليس رد فعل ولا نعمل ضد أحد إنما ما هو أعمق وأهم وهو أولاً تثبيت الهوية الثقافية للشعب المصري وثانيا التمكين الثقافي للشباب في القري والنجوع ولو استطعنا أن نقوم بذلك بشكل ما سنكون ما أشير له في السؤال وما لم تقوليه وما سيأتي ولذلك نعمل برجلين واحدة تضرب في التراث الشيعي وأخري تحاول مد الشباب بالتقنيات الحديثة لذلك أصدرنا سلسلتين جديدتين إحداهما مهتمة بالكمبيوتر والإنترنت وأخري لربط الشباب بتاريخ مصر وفي نفس الوقت بدأنا إعطاء دورات في اللغة الإنجليزية والكمبيوتر مجانًا للشباب في بعض مواقعنا وتلك رسالتنا التنويرية إذا تحققت فلست مضطرًا أن أري من أحارب وتمكنت من تكوين عقلية ثقافية نقدية للشباب قادرة علي الاختيار الحر. ذكرت أن قصور الثقافة وصلت للشباب فماذا عن واقعة ضرب القافلة الثقافية في مرسي مطروح؟ في نفس اليوم كانت الوزارة تهاجم المنابر؟ - لم نتعرض للضرب بهذا الشكل لكن أريد أن أقول إننا تعرضنا للهجوم علي المنابر ظهر اليوم وقالوا إن الثقافة حرام وما ذكرته لنا وليس علينا بمعني أنه كانت توجد أماكن في أطراف العاصمة الحدودية لا تصل إليها خدمات ثقافية وفنية وبالتالي سيطرت عليها بعض التيارات فبمجرد ذهابنا تعاطف الكثيرون معنا واكتمل العرض في مقابل واحد أو اثنين ألقوا حجرين صغيرين وبدأ الجمهور يتعرف من خلال القافلة الثقافية علي هذا الجو وما حدث يجعلنا نضع خططًا قبل الذهاب لأي مكان لنتمكن من إحداث تنمية ووعي لهؤلاء الناس وفي تلك الزيارة اعترف بافتقارنا للدراسة الكافية لطبيعة الموقع ولكن توافرت في زيارات أخري لحلايب وشلاتين ومرت القافلة بسلام من خلال درايتنا من أين نبدأ هل من الصفر أم تحت الصفر؟ علي مدار عام ونصف العام منذ توليك المنصب غطيت الكثير من الأماكن أي هذه المشاكل أكثر ؟ - سيدي براني والسلوم الأكثر عندما تتحدث عن مشكلة التيارات الدينية أما حلايب وشلاتين فيعانيان من مشكلة أخري وهي الهوية والانتماء وسيناء أيضًا تعاني من نفس المشكلة فكل منطقة حدودية تختلف طبيعة مشكلتها وفقًا للثقافة السائدة فيها ونحن نعمل علي محاولات التغيير الثقافي. بعد استكشاف الأمر هل بدأت في وضع خطط جديدة لمواجهة ذلك؟ - بالتأكيد نضع خططًا ولكن بالتأكيد أيضًا لكي نكون صرحاء أن أية قافلة ثقافية تذهب لتلك الأماكن تكون مكلفة جدًا فقافلة حلايب وشلاتين مثلاً بلغت تكلفتها 200 ألف جنيه. ألا تري أنه من الأفضل إنفاق 200 ألف جنيه في تلك الأماكن بدلاً من إنفاقه في مؤتمر أدباء الأقاليم بالإسكندرية الذي اقتربت تكلفته من 700 ألف جنيه؟ - مؤتمر أدباء الأقاليم تكلف حوالي 600 ألف جنيه ولا شيء أفضل فكلاهما مهم. ألم تفكر بالاجتماع بالأمانة العامة لإجراء تعديلات؟ - بالفعل دعوتهم لمراجعة شاملة. ألا يوجد تعاون مع رجال دين مستنيرين في تلك المناطق؟ - يوجد وعند تقديم الأنشطة الفنية في أماكن مثل حلايب وشلاتين نأخذ معنا شيوخًا ونفتح دائمًا بندوات ثقافية دينية ويوجد تعاون مع الأزهر ولكن للأسف الشديد يكون في قمته في شهر رمضان ووجوده طوال العام. ماذا عن مشكلة تكدس الكتب بالهيئة؟ - غير موجودة الآن ولا يوجد مرتجع للكتب أسعارنا وموضوعاتنا جيدة. ومشكلة التوزيع ؟ - كنا نوزع مع مؤسسة قومية كبري وغيرناها ورجعنا لها مرة أخري وبدأنا نشرف علي خطة التوزيع ونأمل أن يكون ذلك أفضل. هل هناك خطط جديدة للنشر؟ - رؤساء تحرير السلاسل هم واضعو الخطط والآن افكر جديا في شخصيتين ثقافيتين كبيرتين كأمين عام للنشر لوضع سياسات النشر. الرموز الثقافية غائبة عن ندوات قصور الثقافة فيما عدا ما تحضره أنت؟ - هذا ليس عملاً بالتحديد لا اختار من يحضر ويشارك ومن لا يحضر فإنا رئيس هيئة ولست وكيل وزارة لشئون الثقافية ولا أتدخل في عمل من يعملون معي. لكنك توجههم؟! طبعا ولكن لا أتدخل وهم يرشحون اسماء وانا أوافق عليها واتحمل مسئولية رؤساء التحرير لأنهم اختياري الشخصي إنما الفنيون تتحملهم الثقافة العامة والشئون الثقافية وفيهم أسماء كبيرة ونجد الكثير من المثقفين الكبار بمؤتمر أدباء مصر. الهيئة غير مواكبة للعصر. - لدينا موقع الكتروني وقريبا سيطرح ويتضمن جميع الأنشطة والندوات . توجد مواقع لا تليق بالأقاليم ؟ - المكتبات حجرة أو مجرد شقة أو اثنتين في المساكن الشعبية ولكن اطرح سؤالاً الأفضل أن تبقي المكتبة المتواضعة ويرتادها من 15 إلي 20 في اليوم أم نغلقها قبل إيجاد البديل. ماذا عن غياب السينما بقصور الثقافة؟ - لدينا سينمات غير تجارية والفكرة التجارية غير مرحب بها لأنها لا تأتي بدخل مجزوتعرض المواقع لتلفيات أكبر من هذا الدخل. ماذا عن أزمة العقود بوقف الجديد؟ - ليس لدينا أموال للعقود والآن تعيين بشكل مختلف عقب اكتشاف أن أكثر من 50% من العاملين حملة المؤهلات المتوسطة فلا تعيين الا لحملة المؤهلات العليا التي نحتاجها وهم متخصصون في الأدب والفنون . هل ستفسخ بعض العقود؟ - ولكن سيكون هناك صرامة في الحفاظ علي العمل دون تهاون. ماذا عن حصول البعض علي مكافآت أعلي؟ - عندما توليت المنصب وجدت مكافآت تخرج للكثيرين كل شهر مما يميز فئة عن فئة قمت بتحجيمها مما وفر لأول مرة 6 مكافآت للعاملين.