عشرات الأطفال الصغار في حلقة السمك بالاسكندرية يكدون ويكدحون حيث يتصببون عرقا في الصيف تحت أشعة الشمس الحارقة وفي الشتاء يستيقظون فجرا في زمهرير البرد القارس وهطول الامطار الغزيرة لجمع الاسماك التي تتساقط من طاولات المعلمين في الحلقة وبيعها للزبائن من اجل توفير قوت يومهم والانفاق علي اسرهم بدلا من الذهاب الي المدارس ليقتل طموحهم في التعليم. روز اليوسف تجولت في حلقة السمك التي يعمل فيها عشرات الاطفال الصغار منذ الفجر وحتي المغرب يلتقطون الاسماك التي تسقط من طاولات المعلمين الكبار لبيعها. ابراهيم خميس "16 سنة" لم يذهب الي المدرسة في حياته لأن اسرته بسيطه لا تستطيع تحمل مصاريف التعليم وخرج للعمل وعمره 9 سنوات حيث عمل كل شيء "صبي نقاش وصبي ميكانيكي" وأخيرا يعمل في الحلقة حيث يحصل علي كمية سمك " من معلمين الحلقة واصحاب المراكب وبيعها ولا يزيد دخله عن 20 جنيها يوميا. برر ابراهيم خروجه للعمل لمساعدة والده المريض لان عيب تخرج والدته للعمل وعنده ثلاثة اخوة غيره جميعهم يعملون في الحلقة. أما محمد صبري 15 سنة ابن حوش عيسي بالبحيرة فجاء للعمل في الحلقة وترك بلدته لعدم وجود فرصة عمل هناك قال: كنت ادرس في المعهد الازهري خرجت من ثالثة ابتدائي لان اسرتي لا تستطيع تحمل نفقات التعليم واعمل لمساعدة أهلي لاني من اسرة فقيرة وابي يعمل ولكن دخله لا يكفي وارسل اليه كل شهر مبلغًا. ويضيف محمد انه يعمل في الحلقة من السادسة صباحا حتي الثامنة مساء بالبحيرة مقابل 20 جنيها في اليوم كما تأتي الصباح الباكر الي الحلقة في الانفوشي الفتاة الصغيرة ندي يحيي 10 سنوات قادمة من العامرية لتجميع السمك وبيعه وأحيانا تأخذ كمية من الاسماك لوالدتها لذلك تضطر للاستيقاظ فجرا. وتقول ندي انها خرجت من المدرسة في سنة ثانية ابتدائي لان والدها دخله لا يكفي احتياجات الاسرة ودائما يترك البيت ويتخانق مع أمها. لم يختلف حال احمد جابر 15 سنة بائع السمك في الحلقة عن أقرانه الاخرين حيث ترك المدرسة بعد رابعة ابتدائي ولكن يختلف عنهم في انه لا يحب التعليم وهو يعمل في الحلقة وعمره 10 سنوات مع والده وقال لدي 4 أشقاء كلهم لم يكملوا تعليمهم ويعملوا في الحلقة لان مهنة بيع السمك متوارثة في عائلتهم. تروي صفاء خميس (40 سنة) حكايتها مع حلقة السمك قائلة لدي ولد وبنت يعملان في الحلقة للانفاق علي لأنني مريضة ولا تستطيع العمل فبعد طلاقها من زوجها السائق ترك اولادها الدراسة للعمل لان والدهم لا ينفق عليهم وتضيف صفاء انها مريضة بمرض الفيل ولا تستطيع الحركة كما انها مصابة بجلطة في القدم وتعاني من امراض السكر والضغط وعلاجها يتكلف الكثيرا وليس لديها المقدرة المالية شراءالعلاج ولكن اهل الخير في المنطقة احيانا يساعدونها ويشترون لها العلاج الذي يتكلف اكثر من (300 جنية شهريا) وتكمل ابنتها بسنت كمال احمد 15 سنه انها تركت الدراسة في المرحلة الاعدادية وتعمل لمساعدة أمها بعد مرضها وانفصالها عن والدها وقالت بسنت انها تشعر بالاسي لانها كانت تتمني ان تكمل تعليمها لكن ظروفها الاسرية منعتها من التعليم . ويؤكد شقيقها محمد 12 سنة انه يعمل من السادسة صباحا حتي المغرب في تكسير الثلج واحمل الطاولات السمك في الحلقة مقابل 10 جنيهات يوميا ويوضح محمد انه ترك الدراسة منذ سنتين وكان يتعشم في استكمال دراسته ويصبح مهندس كهرباء لكن ظروف الاسرة منعته من تحقيق هذ الحلم.