مهمة صعبة ألقاها زهير جرانة وزير السياحة علي عاتق المكتب السياحي المصري قبل مغادرته موسكو إذ طلب الوزير من ناهد نظمي مستشارنا السياحي ورئيس مكتب روسيا زيادة معدل الحركة الوافدة من السوق الروسي إلي 2.5 مليون خلال العام الحالي أي بارتفاع يقترب من نصف مليون سائح.. مطلب الوزير لم يكن مستحيلاً بعد أن استعرض خطة المكتب لتنشيط الحركة ولمس بنفسه إشادة المسئولين الروس بكثافة الدعاية لمصر في روسيا حتي أن لوشكوف عمدة موسكو قال مازحاً للوزير إنه لا يوجد مكان في روسيا يخلو من الإعلانات عن المقصد المصري فكانت فرصة للوزير لتوجيه الدعوة له لزيارة مصر.. نجاح الصورة الذهنية عن المقصد المصري ظهرت واضحة بالفعل حيث شهد معرض موسكو الدولي للسياحة والسفر mitt الذي شهد علي مدار أربعة أيام حتي 20 مارس الماضي إقبالاً كبيراً من الروس رغم درجة البرودة التي وصلت خلال أيام المعرض إلي 6 درجات تحت الصفر وسقوط الجليد ثاني أيام المعرض وكان تصميم الجناح المصري والذي صممته المهندسة نازان شرف الدين من القسم الفني لهيئة تنشيط السياحة مفاجأة لجميع المشاركين من 150 دولة حيث امتد الجناح لمساحة 2800 متر مربع بمشاركة 12 فندقاً وغرفة المنشآت الفندقية وشركة مصر للطيران وقد اتخذت الخطوط الرئيسية للتصميم من اللونين الأزرق والأبيض في إشارة إلي صفاء مياه الشواطئ المصرية وتداخل اللون الأبيض في الأزرق عبر كلمة مصر باللغة الروسية وقد ظهر حرف ال T علي شكل مفتاح الحياة يشير إلي الحضارة الفرعونية ويوجه رسالة إلي العالم تقول إن مصر أرض لجميع الأديان خاصة أن مفتاح الحياة يشبه إلي حد كبير الصليب ناهد نظمي رئيس المكتب السياحي في روسيا أكدت أن استراتيجيتها تعتمد علي عدة محاور أولها التنسيق مع منظمي الرحلات الروس لأن السوق الروسي تتحكم فيه 6 شركات كبيرة هي فيز وبيجاس وموسي وأنتورست وكورالون وافادون ويأتي الأتراك علي رأس هذه الشركات لذا نواجه منافسة شرسة معهم وخاصة خلال فترة الصيف كما أشارت إلي أنها ستركز هذا العام علي جذب فئة جديدة من السائحين الروس ذات الانفاق العالي وخاصة من طبقة الفنانين والمثقفين والإعلاميين مؤكدة أن الحملات الإعلانية عن المقصد المصري تنتشر في 9 مدن رئيسية وهي المدن الاقتصادية التي يخرج منها أغلب السائحين الروس الذين تصل أعدادهم إلي 12 مليون سائح سنوياً. إسماعيل أمير الملحق السياحي قال إن خطة الحكومة الروسية تطمح إلي تحقيق نحو 4.5٪ خلال العام الحالي وأن روسيا الدولة الوحيدة التي لم تتأثر كثيراً بالأزمة المالية.. وتملك العديد من الموارد الاقتصادية مثل المعادن والأنهار ومصادر الطاقة البترولية وخاصة الغاز لذا نواجه منافسة شرسة مع الأتراك علي السوق الروسي لأن تركيا تعتمد علي مصادر الدخل السياحي كأحد محاور خطتها لأن تصبح عاشر اقتصاد علي مستوي العالم إذ تحتل الآن المركز ال17 لذا يلعب الأتراك دوراً رئيسياً في هذا السوق ويسيطرون علي 3 شركات متحكمة في السوق بنسبة كبيرة هي فيز وبيجاس وموسي ولكن تحكم الاتراك في بنية كبيرة من السوق لن يمحنا من المنافسة بقوة علي حد قول الملحق السياحي الذي أكد أن سياسة تنشيط الحركة من السوق الروسي لمصر بدأت تركز منذ فترة علي جذب السائحين الروس خلال فصل الصيف الذي كان يسيطر عليه الاتراك ولكننا نجحنا في جذب أعداد كبيرة من الروس خلال فصل الصيف ونسعي حالياً إلي جذب شريحة جديدة من المجتمع الروسي إلي السياحة الثقافية والآثار وخاصة في الأقصر وأسوان حتي تستمر الحركة خلال الشتاء والصيف.. السفير علاء الحديدي سفيرنا في روسيا أكدا أنه سيركز علي التعاون السياحي مع الروس ليكون جسراً لباقي أوجه التعاون بين البلدين وقد كشف الحديدي عن مطالب الوكالة الفيدرالية للسياحة الروسية وهي بمثابة وزارة السياحة والتي تتلخص في إبقاء الحكومة المصرية علي منح التأشيرات للسائحين الروس من المطارات لتسهيل الحركة وكذا الاهتمام بزيادة العلامات الاسترشادية في الفنادق والشوارع في المدن السياحية باللغة الروسية وكذا المطبوعات ووسائل النشر والإعلان.