بين نشوة الانتصار، والاستسلام للانكسار ظهرت ملامح متباينة الساعات القليلة الماضية علي وجهي رئيسي أمريكا وفرنسا ففي الوقت الذي خطا فيه رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما أهم خطواته منذ الوصول للبيت الأبيض بانتزاعه موافقة الكونجرس علي قانون التأمين الصحي الجديد، يغطي 34 مليون أمريكي، بتكلفة 940 مليار دولار في أكبر تغيير سياسي اجتماعي خلال أربعة عقود، اجتمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع رئيس وزرائه فرانسوا فيلون لبحث إجراء تعديل وزاري، علي خلفية هزيمة حزبه الساحقة في انتخابات المحليات. ففي جلسة وصفت ب"التاريخية" صوت مجلس النواب الأمريكي علي قانون إصلاح الرعاية الصحية بأغلبية 219 صوتا مقابل اعتراض 178 كلهم من الجمهوريين، مما يعني نجاح أوباما في تحقيق واحد من أهم وعوده الانتخابية. في المقابل اعتبر اضطرار ساركوزي للتعديل الوزاري بمثابة تعطيل لتعديلات كان قد وعد بإدخالها علي أنظمة المعاشات ورفع سن تقاعد المواطنين، إضافة لإجراءات تحد من عجز الموازنة المتوقع وصوله إلي 8.2 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي نهاية العام الجاري. كان اليسار الفرنسي المعارض قد حصد 54٪ في أصوات الانتخابات المحلية فتقدما علي حزب ساركوزي اليميني الذي نال 35.5 ٪ في النتائج الأولية ليسجل واحدة من أسوأ هزائم يمين الوسط منذ عشرات السنين. تفاصيل ص8