كتب - جون بوديست علي الرغم من الإنتصارات التشريعية القليلة وقانون الرعاية الصحية الذي أصبح حقيقة أمام الجميع وإصلاح وول ستريت من أجل الوصول إلي إيقاف الكارثة الإقتصادية، تشير إستطلاعات الرأي إلي أن الديمقراطيين يتراجعون وسيتكبدون خسائر كبيرة وفادحة في إنتخابات الكونجرس القادمة وستكون الدواء المر لإدارة أوباما بعد عامين فقط من تحقيقه لفوز كاسح وموجة تأييد شعبية بدعم من الحركة التقدمية. فبعد موجة صيف صعبة تميزت بضعف النمو في العمالة بالبلاد واستمرار تقارير تسرب النفط في خليج المكسيك انخفضت شعبية أوباما إلي أدني مستوي لها بالتزامن مع المعارك التشريعية الكريهة بين الأمريكيين والتي شهدت معارضة مريرة وإهانات من الجمهوريين عاد بعدها الناخبون إلي حالة الإحباط التي قد ينفسونها ضد الديمقراطيين حزب السلطة خلال الإنتخابات القادمة. أثقل بطء انتعاش الاقتصاد ونمو العمالة كاهل الحزب الديمقراطي وقيد الرئيس وفريقه وحال دون عدم السقوط في الركود والتحول للإفلاس التام ورغم توفير ثمانية ملايين وظيفة لكنها لن تفعل الكثير خلال الانتخابات القادمة فاليوم هناك واحد من كل عشرة أمريكيين لم يعثر علي عمل ولاتزال هناك أعداد قياسية من العاطلين بالإضافة إلي المشاكل الأخري الناتجة عن بطء الانتعاش الاقتصادي هذا بالإضافة للوعود الطموحة للغاية والأجندة السياسية التي وعد بها أوباما قبل مجيئه للسلطة. ومع ذلك اجتمع الرئيس أوباما مع قادة من اليمين الجمهوري المتعصب الذين يتحركون غالبا بتحريض من حركة الشاي المتطرفة وكان هدف الاجتماع هو التعاون بين الرئيس والديمقراطيين مع تلك القيادات لحاجة البلاد إلي أولئك السياسيين المحافظين ولوضع ركائز أكثر قوة وأقل حزبية في الحياة السياسية الأمريكية. نتيجة لذلك أمضي الرئيس الكثير من الوقت مع فريقه لتأمين الأصوات الحاسمة للديمقراطيين بإنتخابات مجلس الشيوخ الصاخبة في مواجهة المخططات التي تحاك من جانب الجمهوريين والمحافظين بهستيريا انتشرت في وسائل الإعلام ضد الديمقراطيين ظل خلالها البيت الأبيض في موقف دفاعي لوقت طويل ووقت أقل في توضيح أولوياته مما تسبب في خلط وشعور بالإحباط لتزايد الانقسام بين الحزبين الرئيسيين في البلاد أكثر من أي وقت مضي كما أن أوباما فشل في الوفاء بتعهداته خلال حملته الانتخابية لإنهاء تلك الحرب الحزبية إلا أن أوباما وفريقه مارسوا واقعية مثيرة للإعجاب في سياستهم وهي العمل بغض النظر عن العقيدة. ولكن علي إدارة أوباما أن تمارس القرار الدفاعي من خلال قيمة عملية وليس الحجة الفلسفية المتماسكة فقط فالنشاط الإيجابي للحكومة هو الذي سيعطي قوة لأوباما وهو ما يعني عدم فقد الديمقراطيين السيطرة علي الساحة السياسية, الخبر السار هو أن الرئيس أوباما ركز ونجح في أولوياته الأكثر أهمية وهي وضع أسس لاقتصاد قوي ونزيه عكس الرئيس السابق جورج دبليو بوش الذي غرق مع الجمهوريين في بئر عميقة. ولذلك ففي حين أن الديمقراطيين سيلقون هزائم في إنتخابات الكونجرس القادمة في نوفمبر إلا أن أوباما فاز بالفعل في انتصار التقدميين وسيظل عالقا لأجيال قادمة وكافح من أجل فرص العمل المتساوي بين الرجل والمرأة دون امتيازات ودافع عن الصالح العام في مواجهة الأنانية وضمان المساواة السياسية الكاملة والعمل الجماعي لمواجهة التحديات العالمية. لقد عاني الرئيسان السابقان رونالد ريجان وبيل كلينتون من هزائم منتصف المدة ولكن بعد ذلك حققوا انتصارات رائعة والنجاحات السياسية لأوباما علي المدي الطويل علي الأرجح هي التي ستكون في صالح الولاياتالمتحدة. رئيس المركز التقدمي الأمريكي ن قلا عن صحيفة أل باييس الإسبانية ترجمة هاشم عبدالحميد