في خطوة جديدة تسير عكس الاتجاه الذي اتخذته باقي أحزاب ائتلاف المعارضة الوفد والتجمع والناصري كشفت قيادات بحزب الجبهة الديموقراطية عن أن أروقة الحزب في ختام مؤتمر المعارضة الرئيسية، بدأت تشهد تقاربًا ملحوظًا في السياسات مع الجمعية الوطنية التي أسسها د. محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية.. وقام ممثلون عنه - أي الجبهة - في ختام مؤتمر البديل الآمن للوطن بالترويج للبرادعي بين عناصر الأحزاب الأخري المشاركة، والتي كان لعدد منها نفس التوجهات، التي تطالب بالالتحام مع الحركات الاحتجاجية غير القانونية وهو ما بدت ملامحه كذلك في التقارب الشديد الذي ظهر مؤخرًا بين رئيس الحزب ومجموعة محمد البرادعي خاصة إن الحزب لا يملك ترشيح أحد في أعضائه وقياداته المركزية في الانتخابات الرئاسية المقبلة لحداثة عهده بالعمل السياسي. وقالت قيادات بارزة بالحزب إن الجبهة لن يساند أحدًا من مرشحي المعارضة الرئيسية الذين دارت حولهم أقاويل بعقد صفقات انتخابية مع الحزب الوطني - قاصدًا ما زعمته جريدة يومية خاصة، ويتعلق بحزب الوفد - لذلك مالت ترجيحاتهم إلي البرادعي. اتجاه حزب الجبهة عكسته أيضًا بصورة لافتة الكلمة التي ألقاها رئيس الحزب د. أسامة الغزالي حرب علي المؤتمر وقال خلالها إن هذا المؤتمر وإن بادرت بعقده أربعة أحزاب بعينها فإن هذا العمل يتكامل مع جهود قامت بها أحزاب أخري وحركات سياسية وشخصيات متميزة تتوافد رموزها الجديدة كل يوم لتضيف زخمًا وحيوية ومصداقية إلي نضال الشعب المصري من أجل إصلاح ديمقراطي حقيقي طال انتظاره! لكن في المقابل سادت حالة من الاستياء الشديد بين قيادات الحزب لانصراف المشاركين منه بالمؤتمر عن تقديم ورقة إصلاح خاصة بالجبهة خلال لقاءات الائتلاف، والمناقشات التي دارت بين ممثليه في الاجتماعات التنظيمية السابقة علي المؤتمر، والتي كانت قد انتهت بدورها إلي عدد من التوصيات منها: الدعوة لإقامة الأحزاب عن طريق الإخطار وضرورة إيجاد آلية واضحة للانخراط في الشارع وإضافة بعض التعديلات علي قانون الحقوق السياسية كالانتخاب عن طريق بطاقة الرقم القومي وتحديد صلاحيات الهيئات الدولية المشرفة علي العملية الانتخابية. مما أضفي - بحسب وصف قيادات الجبهة - صورة غير لائقة علي الحزب خلال المؤتمر وأنه لم يقدم نقاطاً محددة حول عملية الإصلاح والتغيير الدستوري مكتفياً بالموافقة علي ما طرحه الوفد في ورقته، خاصة أن وضع الحزب مؤخراً قد شهد تطوراً عن ذي قبل. يأتي ذلك في الوقت الذي لم تكن فيه تحركات الحزب المتمثلة في شخص د. أسامة الغزالي حرب هي الأولي من نوعها في الدعوة للانضمام للجبهات والحركات غير الحزبية فقد سبق أن دعا رئيس الحزب وألمح إلي هذا الأمر أكثر من مرة. وقد أظهرت الأيام القليلة الماضية لجوء الحزب لهذه التيارات لتعويض ابتعاده النسبي عن الشارع إذ إنه - أي الجبهة - تبني اتجاهاتهم ومطالبهم من أجل تحقيق حد أدني من التفاعل الإعلامي الذي اكتسبوه علي مستوي الصحافة الخاصة.. وبدأ الحزب تحركاته بالتعاون مع حركة ما يحكمش في صورتها الأولي، وتلاها بعد ذلك تعاونه مع جمعية البرادعي وحسن نافعة.