يتقبل السفير محمود عوف سفير مصر لدي المملكة العزاء في فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر مساء اليوم الجمعة في منزله بالرياض. وكان عوف قد عاد إلي الرياض أمس بعد مرافقته جثمان الفقيد إلي مثواه الأخير في مقابر الغرقد بالبقيع بالمدينةالمنورة حيث ووري جثمان فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر ليكون بجوار الرعيل الأول من الصحابة والصديقين والشهداء ولينضم بذلك إلي قائمة محدودة جدا من الذين يتم استثناؤهم لينالوا شرف الدفن داخل البقيع إذ سبقه في ذلك الشيخ محمد الغزالي الذي وافته المنية في الرياض عام 1996 أثناء مشاركته في إحدي الندوات. بالجنادرية ليشكلان معا حالة استثنائية إذ إن الشروط والضوابط لا تجيز نقل الجثامين المتوفاة خارج المدينة لدفنها في البقيع، إلا بعد موافقة إمارة منطقة المدينةالمنورة علي ذلك، كما أن الضوابط تنص علي نقل جثامين غير السعوديين المتوفين في المملكة إلي بلدانهم ما لم تصدر موافقة استثنائية بذلك. وكان عشرات الآلاف من جموع المصلين بالمسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة قد أدوا عقب صلاة العشاء أمس الأول صلاة الميت علي شيخ الأزهر من بينهم حشد كبير من الجالية المصرية احتشدوا منذ وقت مبكر في أروقة المسجد النبوي بغية المشاركة في صلاة الميت علي الفقيد. وعقب أن فرغ المصلون من الصلاة تهافت ما يزيد علي 1500 مقيم من المشيعين يتقدمهم السفير المصري بالمملكة محمود محمد عوف وعدد من مسئولي السفارة المصرية إلي جانب مسئولين من المراسم الملكية من المدينةالمنورة علي مراسم التشييع. وفي مشهد مهيب أخذ نعش فقيد الأزهر الشريف يطفو علي رؤوس الأشهاد وصولاً إلي مثواه الأخير في بقيع الغرقد بالمدينةالمنورة. وكان جثمان شيخ الأزهر قد وصل إلي إدارة التجهيز المعنية بتغسيل وتجهيز الأموات عقب صلاة المغرب مباشرة حيث تم تجهيز الجثمان تمهيدا للصلاة عليه، وما إن وصلت العربة التي تقل جثمان طنطاوي حتي تهافت المئات من الجالية المصرية والتي غطت الساحة الخارجية لإدارة التجهيزات فيما تم بعد ذلك حمل جثمان شيخ الأزهر علي الأكتاف من قبل ذويه وعدد من مسئولي السفارة المصرية. كما أعلنت وزارة الأوقاف أنه سيتم أداء صلاة الغائب علي روح شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي في جميع مساجد الجمهورية اليوم، وانتقد علماء الأزهر الشريف موقف قناة الجزيرة القطرية من تقريرها اللاحق لخبر الوفاة الذي وصفت فيه الإمام الراحل بأنه "شخصية صدامية"، وقال الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية: "إن النقد متاح ولكن في حدود احترام الموت وليس من المروءة النقد الشخصي لشيخ الأزهر، وكان يمكن قبول نقد الرأي". أكد الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية إن ما بثته الجزيرة تحامل علي شيخ الأزهر لأن الرجل كان يوازن في رأيه ويختار الرأي الذي يحقق المصلحة، وقال: "هذا الأسلوب لا يتفق إطلاقا مع أدب الخلاف الذي يقره الإسلام ولو أن شخصا لم يتفق مع شيخ الأزهر فله أن يعبر عن نقده في حدود الخلاف، لكن النقد الفوري الذي وجهته الجزيرة لا يعبر عن موضوعية، ولم يعط الرجل حقه خاصة أنه يقف علي رأس مؤسسة علمية لها رصيد لدي المسلمين في كل أنحاء العالم". من ناحية أخري قال الشيخ صلاح نصار رئيس اتحاد الأئمة إنه سيخصص خطبته في الجامع الأزهر اليوم في رثاء فضيلة الإمام الأكبر وسيشير إلي ما قدمه من جهود علمية وتجديدية في الأزهر الشريف، دوره في نشر الحوار مع الآخر ووسطية الإسلام، وما قدمه من إنتاج فكري وعلمي. وفي مشيخة الأزهر كشفت مصادر مسئولة بالمشيخة عن تزايد التكهنات عن شيخ الأزهر القادم حيث أكد البعض أن القادم هو الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أو الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، بينما أكد مكتب شيخ الأزهر الراحل أنه لا يمكن أن يتوقع أحد من سيأتي شيخا للأزهر، وإنما هناك حديث كثير لإحداث شوشرة داخل المؤسسة الأزهرية. بينما رفض وكيل الأزهر الدكتور محمد عبد العزيز واصل تحديد من شيخ الأزهر القادم، وقال: "إن هذا الكلام ليس وقته ولفتت مصادر مسئولة بالأزهر عن قيام مجلس الوزراء بالاتصال بمكتب وكيل الأزهر لمعرفة إمكانية استبدال عمر مكرم كمكان للعزاء إلاأن المشيخة أعلنت عن إقامة العزاء بالمسجد في السابعة من مساء اليوم.