علي وقع الانفجارات توجه الناخبون العراقيون أمس إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات نيابية تشهدها البلاد منذ الغزو الأمريكي عام 2003. وفتحت المراكز الانتخابية البالغ عددها نحو 10 آلاف مركز اقتراع تضم 52 ألف محطة انتخابية أبوابها أمام الناخبين الساعة السابعة صباحا في ظل إجراءات أمنية مشددة يشارك فيها أكثر من نصف مليون من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية بينهم "200" ألف عسكري في بغداد وبالرغم من ذلك لقي ما لا يقل عن 24 عراقيا مصرعهم وأصيب العشرات بجروح بسقوط قذائف وانفجارات في مختلف مناطق بغداد. حيث أعلنت مصادر أمنية أن ما لايقل عن 12 قتيلا سقطوا وأصيب عشرة آخرون نتيجة انهيار مبني سكني بسبب انفجار في حي "أور" شمال شرق بغداد وفي نقطة الشرطة الرابعة جنوب بغداد قتل أربعة أشخاص وأصيب ثمانية آخرون بجروح في انهيار مبني سكني بسبب عملية تفجير مماثلة وفي منطقة الحرية شمال غرب بغداد أسفر سقوط صاروخ كاتيوشا عن مقتل أربعة وجرح ستة آخرين وفي حي الجهاد أدي انفجار عبوة ناسفة قرب إحدي المدارس إلي مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين كما أصيب شخصان في انفجار عبوة ناسفة وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح في انفجار آخر وفي المنصور "غرب بغداد" أصيب ثلاثة أشخاص بينما جرح شخصان بسقوط قذيفة في حي الفرات أمام منطقة الكريمات "شمال بغداد" أصيب عشرة أشخاص بجروح بسبب سقوط صاروخ كاتيوشا.. في حين جرح شخصان في المدائن "جنوب بغداد" في انفجار عبوة ناسفة وفي منطقة جرف الصخر "جنوب بغداد". أعلن مصدر أمني سقوط سبع قذائف هاون قرب مركز انتخابي دون وقوع إصابات، كما سقطت أربع قذائف في المنطقة الخضراء المحصنة ببغداد وانفجرت عبوتان ناسفتان في الأعظمية والقاهرة "شمال بغداد"، كما انفجرت خمس عبوات ناسفة قرب خمسة مراكز انتخابية في وقت واحد ببعقوبة شمال بغداد وسقطت قذائف في الفلوجة دون إصابات. كما أعلنت الشرطة العراقية إصابة عضو مجلس محافظة نينوي وثمانية من مرافقيه بعد تعرض موكبه لإطلاق نار شرق الموصل كما أفادت تقارير إعلامية إغلاق خمسة مراكز انتخابية في الموصل. وسارع المسئولون العراقيون إلي مراكز الاقتراع صباح أمس للإدلاء بأصواتهم من بين حوالي 19 مليون ناخب سيختارون 325 نائبا للبرلمان الجديد من بين "6200" مرشح وفي ظل مراقبة 600 ألف وكيل كيان سياسي وحوالي نصف مليون مراقب دولي وعربي والمثير في هذه الانتخابات التي ميزتها لغة الخطاب الوطني بعيدا عن التوجهات الطائفية أن جميع المراقبين لا يستطيعون الجزم بمصير كتلة دون أخري والجميع يتوقع المفاجآت وسط إقبال كبير علي التصويت في مختلف مناطق العراق رغم أعمال العنف وبالنظر إلي خريطة الترشيحات يمكن تمييز أهم الكيانات المرشحة للانتخابات والتي دخلت في عملية التنافس في أغلب المحافظات العراقية دون الرهان علي محافظة دون أخري بسبب انضمام شخصيات وتجمعات متنوعة الانتماءات الطائفية والعرقية خلافا لما جري خلال انتخابات 2005 فقد دخل ائتلاف الوطني العراقي بقيادة المجلس الأعلي الإسلامي بزعامة عمار الحكيم والقائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي وقائمة أحرار بزعامة إياد جمال الدين وقائمة وحدة العراق بزعامة وزير الداخلية جواد الجولاني وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والتحالف الكردستاني بقيادة الحزبين الكرديين الرئيسيين. وإذا كان المراقبون لا يرون ترجيح كفة علي أخري.. فإن تصريحات المسئولين الذين أدلوا بأصواتهم لا تذهب بعيدا عن منطق التضارب في التوقعات. فقد استبعد الرئيس العراقي جلال طالباني حدوث أي تغيير في الخريطة السياسية بالبلاد بعد تلك الانتخابات. وقال طالباني- في تصريحات للصحفيين عقب إدلائه بصوته في الانتخابات ضمن محافظة السليمانية بإقليم كردستان- إن القوي السياسية الكبيرة ستبقي علي الساحة العراقية وتنضم إليها بعض القوي الأخري بعد عملية الانتخابات لتتشارك مع القوي الموجودة حاليا. فيما أعلن نائب رئيس الجمهورية الدكتور طارق الهاشمي أن الانتخابات هذه ستضع العراق علي أعتاب مرحلة جديدة، كما أن من قاطع الانتخابات عام 2005 حسم أمره بالذهاب إلي صناديق الاقتراع اليوم والتصويت لمن يمثله. وأضاف الهاشمي بعد إدلائه بصوته في الانتخابات "أن هناك خروقات جرت وعلي المفوضية إعطاء تفسير واضح وتحديد الجهات المسئولة عنها".. مشيرا إلي أن هناك مناطق معينة تم استهدافها مثل الأعظمية والغزالية وحي الجامعة والفلوجة. واتهم من وصفهم بالأيادي الخبيثة بأنهم مسئولون عن زعزعة الأوضاع لعدم ذهاب العراقيين إلي مراكز الانتخابات. ومن جانبه توقع رئيس الوزراء العراقي رئيس قائمة ائتلاف دولة القانون نوري المالكي "أن تشهد الخارطة السياسية تغييرا بعد الانتخابات النيابية".