نشرت جريدة الأهالي في 17 فبراير الماضي خبرًا يقول: إن قطاع جنوبالمنيا التعليمي قد أصدر منشورًا ينص علي أن يكتب الطلبة المسيحيون عبارة لله مسيحي لله علي غلاف كراسة الإجابة لمادة التربية الدينية المسيحية، ولقد تتبعت الأخبار طيلة تلك الفترة الماضية، ولم أجد أي تعليق علي هذه الواقعة الخطيرة سواء بالنفي أو بالتأكيد أو الاعتذار، وهي تجاوزات خطيرة إذا ثبتت صحتها. خاصة أنه قد حدث منذ شهر تقريبًا تجاوز آخر عندما حمل سؤال التربية الفنية للصف الأول الإعدادي سؤالين، أحدهما يطلب التعبير بالرسم عن وقوف الحجاج بجبل عرفات بملابس الإحرام، والسؤال الثاني يطلب رسم الكعبة مع كتابة عبارة أشهد أن لا إله الله وأن محمدًا رسول الله. إن ما سبق.. لا يتوقف عند حدود من أصدر المنشور المشار إليه أو من قام بوضع امتحان التربية الفنية، بل إن واقع الأمر يتجاوز ذلك بكثير.. خاصة أن هناك مؤشرات واضحة علي اختراق منظومة التعليم بأفكار تشكل وعي أطفالنا وشبابنا لصالح تيارات متشددة ومتطرفة، وهو ما جعل في تقديري د. أحمد زكي بدر يقول عبارة إيه الباذنجان ده بعد أن استمع لكلمات إحدي لجان التطوير بوزارة التربية والتعليم. وهو التعبير الذي أصاب العديد بالصدمة.. رغم أن الصدمة الحقيقية تكمن في مستوي المناهج التعليمية وما تحمله من قيم ومبادئ ربما تكون ضد الوطنية المصرية. أعلم جيدًا أن تعبير وزير التعليم هو تعبير لاذع جدًا لكل من يسمعه.. ولكنه تعبير عن مدي اللخبطة الموجودة بالوزارة.. وفي مقدمتها إدارات التطوير التي ترتب علي وجودها وعملها وجود مثل المنشور المشار إليه أو أسئلة التربية الفنية المذكورة. لا شك أن الجيل الموجود حاليا.. الذي نعتب عليه استهتاره وعدم انتمائه وارتباطه بجامعات غير شرعية أو جماعات متطرفة.. هو نتاج طبيعي للنظام التعليمي بوجه خاص وللمجتمع بوجه عام. وهو ما يعني أن مسئولية ما حدث.. هي مسئوليتنا جميعًا.. حيث تضافرت - بالصدفة مع حسن الظن - كل العوامل بما فيها التعليم لترسيخ تلك الحالة من عدم شعور بالمفاهيم الأولية للانتماء لهذه الأرض التي نعيش عليها. إن التعليم الحقيقي هو الذي يحقق الانضباط الفكري، وليس انضباط الحصالة أو المخزن في الحفظ من أجل النجاح في الامتحان بدون اكتساب قيم أخلاقية أو مبادئ وطنية.. بحيث تتحول المعلومات داخل عقول الأطفال إلي ترانزيت حتي وقت التفريغ.. عفوًا أقصد الامتحان. إن حمل د. أحمد زكي بدر.. ثقيل جدًا.. فوزارة التربية والتعليم هي نموذج دال لمفهوم الدخول في عش الدبابير، الذي يحتاج لجهد كبير لتطفيشها بدعم ومساندة المجتمع كله في سبيل تنشئة تربوية وتكوين وطني سليم لأطفالنا وشبابنا. وهي مسئولية تحتاج لوزير قوي مثل د. أحمد زكي بدر الذي يستطيع أن يتخذ قرارات مدروسة ويدافع عنها ويتمسك بها بدون أي تنازل!