أمهل وزراء الخارجية العرب إسرائيل أربعة أشهر من المفاوضات غير المباشرة قبل أن يتم تحرك عربي علي عدة اصعدة وفي مقدمتها مجلس الأمن بعد أن قال الرئيس أبومازن إنه سيلتزم بالقرار العربي سواء ذهابا للمفاوضات أو عدم ذهاب أو حتي الحرب. وفي هذا السياق يأتي القرار العربي كنافذة جديدة تم فتحها أمام تيارات من الهواء قد تؤدي في النهاية الي تقدم في هذا الجمود الذي تعيشه عملية السلام والذي لا يخدم سوي الأهداف الإسرائيلية.. وبالتالي يصبح كسر هذا الجمود بخطوة أو اثنتين مطلوبا بما يدفع الي مواجهة خطط التهويد الاسرائيلية لما تبقي من الاراضي الفلسطينية المحتلة وضم بقية المقدسات الاسلامية .. وبما لا يساعد علي اتمامها. وهو الامر الذي يتقاطع بشكل مبدئي مع اجندة حركة حماس في ضوء اصرارها علي المضي في طريق الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني حتي النهاية برفضها التوقيع علي ورقة المصالحة الفلسطينية واضعة المصالح العليا للشعب الفلسطيني رهينة للاجندة الايرانية الفارسية والتي تدفع المقابل للموقف الحمساوي.. بغض النظر عن حاجة الشعب الفلسطيني المصيرية الي هذه المصالحة كي يتفرغ الي ادارة معركة التفاوض مع إسرائيل كي يتحقق حلمه في الدولة. ومن ثم يصبح موقف حركة حماس من قرار وزراء الخارجية العرب اكثر تفسيرا ووضوحا حين لم تكتف الحركة وكوادرها باعلان رفضها للقرار وانما استهجنته ايضا.. فهي لا تريد المصالحة ولا تريد الذهاب الي مفاوضات قد تضع حدا لهذه الممارسات الاسرائيلية فتلزمها بإيقاف مشاريع الاستيطان غير المشروعة علي الاراضي الفلسطينية.. في الوقت الذي لا نري فيه من حركة حماس اشارات علي تنفيذ خيار المقاومة وشعارها الذي تعلنه بين كل دقيقة ودقيقة. كل ما تريده حماس تثبيت هدفها في الانفصال بقطاع غزة واعتباره امارة حمساوية .. ومن اجل هذا الهدف تضيع الحقوق الفلسطينية كما ضاعت الارض علي مدي الستين عاما الماضية.