قرر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم أمس بمقر الجامعة العربية منح فرصة أخيرة للوساطة الأمريكية في عملية السلام ووافقوا علي اقتراح واشنطن إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل شريطة أن تكون لمدة أربعة أشهر فقط علي أن يتوجهوا إلي مجلس الأمن مباشرة في حال فشل هذه المفاوضات. وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي إن الكل مقتنع بأن التفاوض مع إسرائيل في الظروف الحالية وفي ظل إقامة المستوطنات غير مجد، مضيفا أنه لا خلاف بين الأطراف العربية حول هذا الرأي. وتابع أن الطرف الإسرائيلي برهن بإجراءاته الاستفزازية علي أنه غير مستعد لمفاوضات حقيقية لكن وزراء الخارجية العرب رأوا إعطاء الفرصة للمفاوضات غير المباشرة المقترحة من قبل واشنطن وذلك كمحاولة أخيرة بشرط وضع سقف زمني لها لا تزيد مدته علي أربعة أشهر. وأوضح الأمين العام أنه في حال فشل هذه المفاوضات ستقوم الدول العربية بالدعوة لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لإعادة عرض النزاع العربي- الإسرائيلي بمختلف أبعاده وستطلب من الولاياتالمتحدة الامتناع عن استخدام الفيتو. ووفقا لبيان صدر عبر الاجتماع فإن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ستجتمع في أول يوليو المقبل لدراسة الموقف والاتفاق علي الخطوات اللازمة في ضوء نتائج المفاوضات غير المباشرة. ورهن الوزراء بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بالوقف الكامل للاستيطان وقرر اللجوء إلي محكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الإنسان الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وأطراف اتفاقية جنيف لوقف الممارسات الإسرائيلية في القدس والأراضي المحتلة وطالبوا بضرورة رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة بشكل فوري. وكلف الوزراء المجموعة العربية في اليونسكو بطرح موضوع الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة التراث اليهودي علي اليونسكو. من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارا بشأن المفاوضات غير المباشرة خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سيعقد غدا. بدوره طلب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الكلمة في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية ليسجل اعتراضه علي موافقة لجنة متابعة مبادرة السلام العربية علي إجراء مفاوضات غير مباشرة فلسطينية- إسرائيلية. وأكد المعلم الذي لم يشارك في اجتماع لجنة المتابعة مساء أمس الأول إذ ترأس وفد بلاده سفيرها في القاهرة مندوبها لدي الجامعة يوسف أحمد، أنه لم يكن هناك إجماع حول البند الرابع في البيان الذي صدر عن لجنة المتابعة بشأن استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. وقال إن وفد بلدي أكد أن هذا التفويض للسلطة الفلسطينية ليس من اختصاص لجنة مبادرة السلام العربية التي وجدت للترويج للمبادرة العربية وليس لإعطاء غطاء لأي قرار فلسطيني. وأضاف أن قرار الذهاب إلي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة هو قرار فلسطيني، ويأتي القرار العربي باستئناف المفاوضات قبيل جولة يبدأها نائب الرئيس الأمريكي جوبايدن إلي المنطقة في السابع من مارس الجاري وتشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن ومصر. علي الجانب الآخر أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس بتأييد وزراء الخارجية العرب لبدء مفاوضات غير مباشرة بين بلاده والفلسطينيين. تزامن ذلك مع قيام القوات الإسرائيلية باعتقال 11 فلسطينيا بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية بعد إصابتهم بجروح خطيرة جراء إطلاق الجنود الإسرائيليين النار عليهم في كمين عسكري.