يمثل ألبوم إيهاب توفيق الموجود في الأسواق نوعاً من المغامرة الفنية التي لم يلتفت المنتج طارق عبدالله إلي رصد نتائجها وإنما كان أكبر همه هو جمع الأغاني القديمة للمطرب والاستفادة منها من خلال إعادة طرحها في الأسواق بغض النظر عن جودة هذه الأغاني أو حاجتها لتوزيعات جديدة بعد أن ظلت حبيسة الادراج لأكثر من 15 عاماً وهي فترة كبيرة شهدت تغيرات موسيقية لا يمكن إغفالها كما أن إيهاب توفيق نفسه لم يكن راضياً عن هذه الأغاني بدليل أنه استبعدها من ألبوماته عند الاختيار النهائي ولأنه كان يسجل 15 أغنية يأخذ من بينها عشر أغنيات فقط فقد أصبح لدي المنتج فائض في الأعمال المسجلة وعندما لمعت في ذهنه فكرة استغلال الأغاني وإعادة تسويقها لم يرجع إلي المطرب أو يستشيره وكان لابد من التفكير في الأمر قبل الإقدام عليه بهذه الصورة فالمطرب عندما يعيد سماع الأغنيات يمكن أن يضيف إليها أو علي الأقل ينتبه جيداً لجودة صوته ويعمل علي تجديد أسلوبه ولكن الدفع بالأغاني علي صورتها القديمة لا يرقي لهذا المستوي فهي علي أكثر تقدير أغاني بروفات حاول من خلالها طارق عبدالله أن يضرب عصفورين بحجر أولاً يثبت أنه مازال متواجداً في سوق الكاسيت في ظل الركود الحالي وتسريب الأغاني علي الإنترنت وثانياً ليحاول استغلال الأوراق القديمة لأنه يدفع بالأغاني غير المكتملة لتحقيق عائد مادي دون الالتفات إلي نوعية الأغاني نفسها ويكفي أن نقول إن الألبوم يتضمن أغنية يا أحلي سمرا والتي كتبها بهاء الدين والتي تم شراء كلماتها عام 1996 ولحنها حسين محمود والذي اعتزل التلحين مع نهاية التسعينيات حتي الآن بما يعني أن الأغنية بعيدة تماماً عن روح المرحلة التي نعيشها حالياً وأنها بالنسبة لإيهاب توفيق ليست أكثر من تجربة بالإضافة إلي الأغاني الأخري في الألبوم ومنها أغنية ياناس وهي من تأليف وألحان مصطفي كامل وأغنية ده اللي شغلي بالي كلمات سامح العجمي ومن مفارقات الألبوم أيضًا أن تجد أغنية مثل حبيبي قاسي من ألحان صلاح الشرنوبي بما يعني أن الألبوم قديم جدًا ولم يقدم جديدًا وكان من الأولي أن يحاول طارق عبدالله إعادة التواصل مع إيهاب توفيق لبث روح جديدة في هذه الأغاني من خلال ضمان التوزيع الجديد لها والعمل علي تسجيلها بالصورة التي ترضي إيهاب نفسه وليس الدفع بها وهي أغاني بروفات دون أن يكون للمطرب علم بها، ولكن ما حدث لم يكن اعتباطيا بأي حال من الأحوال لأن المنتج طارق عبدالله أراد أن يستفيد من إطلاق الألبوم بدون أن يكلفه ذلك مليمًا واحدًا لأنه لم يعط إيهاب توفيق أجره مقابل استغلال الأغاني التي طرحها في الألبوم ليدل علي أنه قام بالالتفاف علي الجمهور ليقنعه بالتجاوب مع الألبوم علي الرغم من قدم أغانيه وقام أيضًا بالالتفاف حول إيهاب توفيق عندما تجاهله فنيا دون أن يعطيه حقه مقابل استغلال هذه الأغاني، صحيح أن المنتج طارق عبدالله قد دفع أجر المؤلفين والملحنين والموزعين إلا أنه أسقط أجر إيهاب توفيق من حساباته بدون مبرر. تجربة الألبوم الذي طرحه المنتج طارق عبدالله تثبت أننا نعيش أزمة فنية طاحنة فلو كل منتج جمع مخلفات الألبومات التي صدرت خلال الأعوام العشر الأخيرة لوجدنا أمامنا رصيدًا كبيرًا من الأعمال الغنائية ولكن هل يمكن أن يقتصر الإنتاج الغنائي علي جمع الأغاني التي عفي عليها الزمن بلا شك إن هذه الطريقة تحتاج لإعادة نظر لأنني مع إعادتها ولكن بتوزيع جديد ورؤية جديدة تواكب إيقاع العصر مع الاحتفاظ للمطرب بكل حقوقه الأدبية والمادية.