تحول الفن المصري إلي عقدة تلاحق الجزائريين في عقر دارهم لأنهم باتوا يعقدون النوايا ليس فقط علي مقاطعة الأعمال الدرامية المصرية بل مقاطعة كل من يمت إليها بصلة حتي لو كان هذا الفنان لا يحمل الجنسية المصرية بما يعني أن أجواء العنصرية والتعصب الأعمي قد فرضت نفسها علي الرغم من عدم وجود مبرر لها لانقضاء مباريات كرة القدم ودخولها في سجلات الذاكرة بالنسبة للجمهور المصري، أما الجماهير الجزائرية طالبت بضرورة إبعاد جمال سليمان عن لعب دور البطولة في مسلسل ذاكرة الجسد المأخوذ عن رواية أحلام مستغانمي والذي يقوم باخراجه نجدت انزور والسبب هو أن جمال سليمان أحد الفنانين الذين ساندوا الفريق المصري مما عرضه لحملة هجوم واسعة تبنتها صحيفة الشروق الجزائرية والتي أكدت أن أصواتًا كثيرة للجزائريين عبر المواقع الإلكترونية تطالب بمنع سليمان من الترشح للعمل ولكن من الواضح أن المقصود ليس جمال سليمان وإنما التعبير عن الضيق الشديد الذي فرض نفسه علي الجمهور الجزائري بعد مباراة الجزائر ومصر في البطولة الأفريقية واتساع الهوة بين فريق لم يحقق بطولة واحدة منذ 20 عامًا وفريق آخر حصد بطولة أفريقيا للمرة السابعة، بلا شك أن رقصات المذبوح التي تقوم بها بعض الأقلام الجزائرية المغرضة تجاه الفن المصري تثبت أيضًا تفوقه، فمسلسل ذاكرة الجسد ما هو إلا مشروع يتم بشراكة سورية وإنتاج رجل أعمال من أبوظبي، لقد أكدت مرارًا علي التحالف الجزائري - السوري من أجل ضرب الدراما المصرية واليوم تتعالي الأصوات الجزائرية للإطاحة بجمال سليمان لأنه بات محسوبًا علي الدراما المصرية فما بالك إذا وضع نجدت انزور علي قائمة أبطال العمل الذين لم يرشحهم بعد فنانًا مصريا لابد أن العمل سيتوقف أو تسحب أحلام مستغانمي نفسها منه بعد أن أطلقت تصريحاتها الهجومية علي المصريين بعد مباراة أم درمان بدون أي وجه حق لها ومما لا شك فيه أن الفن المصري أصبح لعنة تطارد الجزائريين بينما تجاوز المصريون هذه المرحلة ولم يعد يعنيهم هذه المحاولات الاستفزازية الفاشلة، ويكفي أن نعرف أن نقابة الممثلين قد سمحت للممثلة الجزائرية نسرين طافش بأن تشارك في بطولة مسلسل شيخ العرب همام ليحيي الفخراني علي الرغم من أن الممثلة نفسها قد أوضحت أنها ليست جزائرية، وإنما لها أصول جزائرية تعود إلي جدها وجدتها وأيا كان الأمر فإن المسألة لم تعد تغضب أحدا لأن الدراما المصرية لا تفرض القيود علي نفسها بل ترحب بكل فنان أو فنانة يحمل موهبة صادقة وقد أردت أن أوضح الفرق بين التعصب الجزائري الأعمي والسماحة المصرية المفرطة لأن رفع الفيتو في وجه الدراما المصرية سيعود بالسلب علي الجزائريين أنفسهم، لا أعلم لماذا هذه الحدة في إدارة الأمور وفتح الأبواب لكل من هب ودب لكي يشعل ويوقظ الفتنة النائمة، وأنا لا أدافع عن فنان أو فنانة وإنما اتعجب من ارتفاع درجة حرارة التعصب ضد الفن المصري دون أن يكون هناك أية مبررات واضحة إلا إذا كانت العنصرية قد حولت الفن المصري إلي عقدة يمكن أن نطلق عليها لعنة الفنانين الفراعنة.