الحكم الأخير للقضاء الإداري بمنع بث برامج أحمد شوبير بقناة الحياة ينبهنا إلي شيء تغافلنا عنه قليلا وهو هذه البرامج الرياضية المنتشرة في الفضائيات المصرية وفي الأغلب يقدمها لاعبو كرة سابقون هل هي برامج رياضية أم توك شو سياسي؟ الحقيقة انني لا أتابعها كثيرا ولكن في بعض الأحيان أتوقف عندها. ولقد توقفت عندها كثيرا أيام الأزمة مع الجزائر قبل وبعد مباراتنا مع الفريق الجزائري للتأهل لكأس العالم التي جرت أحداثها المؤسفة في السودان. ولاحظت أن هذه البرامج التي هي رياضية كثيرا ما تغيب عنها الروح الرياضية بالدخول في موضوعات بعيدة عن اللعب أو عن الرياضة عموما. لقد فهمنا وصدقنا منذ وقت مبكر أن الرياضة مهما اشتعلت حدة التنافس فيها لابد أن تتحلي بالروح الرياضية والروح الرياضية في هذه البرامج لا تعني إلا الموضوعية. لكنها كثيرا ما تجنح الي تصفية الحسابات الشخصية بمعني أن المذيع الذي هو في الأغلب لاعب سابق يحاول توجيه البرنامج إلي الانتقاص من شخصية رياضية لا يحبها. ولقد لاحظت كثيرا نبرة الهجوم الواضح والخفي علي المعلم حسن شحاتة فيما يقدمه أحمد شوبير حارس المرمي السابق وعضو مجلس الشعب الحالي والإعلامي كما يقولون عن كل من يقدم برنامج توك شو بينما هو قادم من حقل بعيد تماما عن الإعلام والصحافة والثقافة أيضا، وليس هذا تقليلاً أو ذماً في أحد بينما هو تشخيص حالة. وكل ما لدي مقدم البرنامج من قبل هو شهرة واسعة يستفيد بها أصحاب القناة فيقدمون له طاقم إعداد مؤهلاً إعلاميا وصحفيا وجدير بهم هم أن يكونوا الإعلاميين لكن صغر سنهم وسوق العمل الذي لا يرحم يجعلهم المساعدين لمقدم البرنامج الذي لم يعرف عنه من قبل كفاءة إلا في مجاله. ما علينا. في الفترة الأخيرة اختفت نبرة العداء من شوبير إلي حسن شحاتة ووفق الله حسن شحاتة للفوز بكأس افريقيا للمرة السابعة ولكن شوبير دخل في مشاكل أخري بينها مشكلة مع مرتضي منصور المحامي الذي صار بدوره مصدرا للإعلام من فرط المشاكل التي يكون طرفا فيها والتي وصلت وتصل دائما إلي المحاكم وكان من بينها قضية مع رئيس مجلس الدولة الأسبق نال علي إثرها حكما بالسجن لمدة عام ولم تنته المشاكل بينه وبين آخرين في نادي الزمالك وهو في كل القضايا يري نفسه صاحب حق وهو حر حتي وقعت الواقعة بينه وبين شوبير وهي واقعة وجدت فيها البرامج ايضا والصحافة مادة دسمة ومغرية للقراء وهذه البرامج وهذه الصحافة طبعا علي حق فالإثارة جزء من عملها لكن الذي ليس علي حق هو شوبير نفسه الذي جعل من برنامجه الرياضي مكانا للرد علي مرتضي منصور. هكذا فقد البرنامج الرياضي كونه رياضيا عمله الوحيد وهو أن يفتن الناس بالرياضة وأبطالها وتاريخها العظيم لكن شوبير أو غيره من مقدمي هذه البرامج لا يكفيهم الأضواء التي يفوزون بها بحكم الرياضة كنشاط يجتمع الناس علي حبه وانتقلوا إلي خانة مقدمي برامج التوك شو وصاروا يتحدثون في مشاكلات أكثر مما يتحدثون في الرياضة وتاريخها ولم يهتموا حتي بكون هذا النوع من الحديث يمكن أن يوقع بين الدول كما جري في واقعة مصر والجزائر. هذه المرة وقع شوبير في مشكلة شخصية كان أولي به أن يناقشها بعيدا عن برامجه الرياضية لكنه الخلط بين دوره كمقدم برنامج رياضي وكونه شخصية عامة يمكن أن يمتلك البرنامج نفسه. لكن الأمر هنا اختلف لأنه مع محامِ خبير ومستعد للشجار ولديه قدراته القانونيه. ذهب إليه شوبير في بيته فاخذه إلي القاضي فأصدر حكما هو الأول من نوعه بوقف برامج شوبير في قناة الحياة وفي حالة إصرار القناة علي إذاعتها تسدل ستارة سوداء علي الشاشة. أي أن الحكم شمل شوبير والقناة والقمر النايل سات الذي تبث القناة من خلاله. لا يعيب الحكم أي شيء لانه يظل عنوان الحقيقة حتي تنتهي درجات التقاضي ولا يعيبه أنه أول حكم من نوعه كما يصر علي ذلك كل من يكتب أو يذيع. هو الأول من نوعه تاريخيا فقط لأنه لأول مرة يسمع الناس في البرامج الرياضية سبابا في الآخرين. لقد استمعت إلي تعليق شوبير في قناة المحور وقناة دريم مساء نفس اليوم وفي تعليقه في قناة المحور قال لمعتز الدمرداش ساخرا إنه سيقدم برامج طهو والحقيقة أن برامج الطهو لا تستحق السخرية منها فقد تكون أفيد من برامج كثيرة تقدم السب والقذف فضلا عن أن الطهو غذاء لا يستغني عنه الانسان وهو أساس حياته التي يفسدها فقط الغذاء الروحي السخيف من نوع الشتائم والسباب علي الملأ. ولقد سمعت تعليقه علي قناة دريم وقوله: إن ذلك سيكون مانعا للحرية في البرامج الرياضية الأخري وأن البرامج ستستمر مما جعلني أفكر أن القناة وشوبير سيجدان فرصة للتحايل علي تنفيذ القانون وأذيع في اليوم الثاني عن البرنامج ثم اذيع عن توقف البرنامج ثم أذيع عن نشرة رياضية يقدمها شوبير ولا اعرف إذا كان ذلك قد تم أو لا لانشغالي لكنه لو تم ستكون مجازفة كبيرة من أصحاب القناة. أما حكاية الحرية في البرامج الأخري فهي للاسف قول خطأ لأن الحكم ليس موجها للبرامج لكنه ضد السب والقذف والحريه لا تعني ذلك أبداً خاصة أن المعتدي عليه لا تتاح له فرصة الظهور في البرنامج نفسه ليسب ويقذف. المسألة التي أعود واتحدث فيها أن البرامج الرياضية يجب أن تكون كعنوانها رياضية أي عن الرياضة وتاريخها وأبطالها وحلاوتها ولا يجب أم تنحرف إلي عمل برامج التوك شو السياسية. فهل من مستمع؟