تنسيق الجامعات 2025| إعلان نتيجة المرحلة الأولى «الأحد».. وموعد بدء المرحلة الثانية    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    المصريون في البرازيل يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات لعام 2024-2025    مجلس الشيوخ المصري.. ثمرة عقود من التجربة الديمقراطية    تطوير 380 مركزا تكنولوجيا بالمحليات والقرى والمدن وأجهزة المجتمعات الجديدة    أسعار اللحوم الحمراء اليوم السبت 2 أغسطس    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    النقل: استمرار تلقي طلبات السائقين الراغبين في الانضمام للبرنامج التدريبي المجاني    شركة خدمات البترول البحرية تنتهي من تطوير رصيف UGD بميناء دمياط    خلال مظاهرات تل أبيب| مبعوث ترامب يزور أهالى الأسرى الإسرائيليين بغزة    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    "من القاهرة للإخوان.. شكرا لحسن غبائكم".. حلقة جديدة من برنامج "الكلام علي إيه" مع همت سلامة    حارس الزمالك يرفض الرحيل في الميركاتو الصيفي    مدرب نيوكاسل: أعرف أخبار إيزاك من وسائل الإعلام.. وأتمنى رؤيته بقميص النادي مجددا    القبض على البلوجر سوزي الأردنية داخل شقتها بالقاهرة الجديدة    الأرصاد: أجواء غائمة جزئياً على شمال البلاد وفرصة لأمطار خفيفة بالقاهرة    تحرير 844 مخالفة مرورية لعدم تركيب الملصق الإلكتروني    حفل أسطوري.. عمرو دياب يحقق أعلى حضور جماهيري في مهرجان العلمين    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    بأداء كوميدي وملاكمة فلاحة.. «روكي الغلابة» يحصد 6 ملايين في 48 ساعة    في 16 قرار.. تجديد وتكليف قيادات جديدة داخل وحدات ومراكز جامعة بنها    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    79 مليون خدمة طبية لمنتفعي التأمين الصحي الشامل في 6 محافظات    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مدبولي يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات بمجلس الوزراء خلال يوليو 2025    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    "صحة غزة": شاحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية ستدخل القطاع اليوم عبر منظمة الصحة العالمية    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    ابحث عن طريقة لزيادة دخلك.. توقعات برج الحمل في أغسطس 2025    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    21 مصابًا.. ارتفاع أعداد المصابين في حادث انفجار أسطوانة بوتاجاز بمطعم بسوهاج    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    موعد مباراة بايرن ميونخ ضد ليون الودية والقنوات الناقلة    وزير الرياضة يشهد تتويج منتخب الناشئين والناشئات ببطولة كأس العالم للاسكواش    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب شمال باكستان    الهيئة الوطنية للانتخابات: تواصل دائم مع السفراء لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ بالخارج    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    تعرف على منافسات مصر بسابع أيام دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    وفاة والد معتمد جمال مدرب الزمالك السابق    سعر الأرز الشعير والأبيض اليوم السبت 2-8-2025 في أسواق الشرقية    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. رابط تسجيل اختبارات كليات الهندسة والحاسبات والتجارة والزراعة (المنهج)    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    محافظ سوهاج يقرر غلق محلين بسبب مشاجرة بعض العاملين وتعطيل حركة المواطنين    كما كشف في الجول – النجم الساحلي يعلن عودة كريستو قادما من الأهلي    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



31 اللحظة الفارقة الثانية
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 01 - 03 - 2010


ما الفرق بين الاستقلال والتحرر؟
يستطرد هيكل قائلا: اللحظة الثانية الفارقة إيه؟ في اللحظة الثانية الفارقة هي انتهاء الحرب العالمية الثانية لأنه بقي فيها طلع فيها ميثاق الأمم المتحدة وطلع فيها دول مستقلة كثير وطلع فيها بعض الحروب شعوب طالعة بتقول والله آن الوقت لكي نستريح وآن الوقت لكي نستمتع بمباهج وآثار ونتائج هذا النصر اللي حققناه فكان فيه في العالم كما ظهر في ميثاق الأمم المتحدة فيه روح معينة لكن هذه الروح صاحبتها أيضا حركات استقلال بعضها مسلح وبعضها شعبي وبعضها سلمي وبعضها فكري يعني كان عندي من أول اندونيسيا ثورة مسلحة قادها أحمد سوكارنو ولغاية الهند ثورة بالوسائل السلمية قادها نهرو لغاية مصر كان فيه حركة تحرر وطني مهولة قبل الحرب وبعد الحرب علي طول مباشرة وفي سنوات القلق لغاية سنة 2591 لكن كانت بتبدو لسه غير قادرة إنها تعمل حاجة لكن كان فيه فترة فوران وفيه فترة تطلعات إلي آخره..(نص هيكل).
السؤال: هل يعقل أن هيكل لا يميز بين الاستقلالي وبين التحرري؟ هل يعقل أنه لا يدرك التمايز الزمني بين مرحلتين علي امتداد التاريخ المعاصر؟ كنت اتمني عليه أن يدخل إلي أقرب معهد للتاريخ الحديث، حتي يتعلم مفاهيم التاريخ قبل أن يشرع بالكتابة أو التفلسف في التاريخ!
أي روح هذه التي صاحبتها حركات استقلال؟ أية حركات بعضها مسلح وبعضها شعبي؟ أية حركات بعضها سلمي وبعضها فكري؟ أنت يا هيكل تتكلم لما بعد الحرب الثانية وليس الحرب الأولي؟ حركات الاستقلال كانت علي عهد ما بين الحربين العظميين لأحزاب ليبرالية ونخب طلابية وفئات سياسية وجماعات مثقفة.. كانت تنادي بالاستقلال.. أما لما بعد الحرب الثانية، فإن الأحزاب الايديولوجية أخذت تنادي من خلال طبقات عمال وفلاحين وعساكر وكادحين وثوار بحركات التحرر، والفرق كبير بين مفهومي الاستقلال والتحرر الوطنيين! أن العالم آمن بمبادئ ولسن في حق تقرير المصير للشعوب، وتمثل ذلك بحركات الاستقلال الوطنية، وكان أغلبها سياسياً ومسالما..
أما حركات التحرر، فلقد استلهمت فلسفتها من مبادئ ثورية وأحزاب مؤدلجة يسارية وراديكالية، وآمنت بالعنف الثوري، تريد اقناعنا يا هيكل أن الانقلابات العسكرية التي حدثت لما بعد الحرب الثانية كانت نظيفة وشعبية وهي تعبر عن إرادة شعوب طالعة، أم أن الشعوب وجدت في الانقلابات بغيتها من أجل التحرر؟ هل تعتقد يا هيكل أن الانقلابات العسكرية كانت خالصة ونظيفة لوجه الله، أم أنها حصيلة مؤامرات ما كانت لتمر لو وجود إرادة تساندها في مكان ما من هذا العالم؟ هل من السهولة أم السذاجة مقارنة ما حدث في الهند مثل الذي حدث في أندونيسيا؟
فروقات كبيرة بين حركات تحرر ثوار وبين انقلابات ضباط أحرار
هل من العقل يا هيكل أن تقرن ما حدث علي أيدي الثوار في يوغسلافيا والصين وغيرهم في مناطق أخري في العالم إثر مشاركتهم مناضلين في الحرب الثانية.. مع ما حدث في كل من مصر والعراق، فالثوار لم يكونوا ضباط أحرار؟ والثوار لما بعد الحرب الثانية كانوا منذ انطلاقتهم ثوارا حتي ما تم لهم انجازه.. أما الضباط الأحرار، فقد كانوا جزءاً من بنية نظام ( أو أنظمة) حكم كانوا قد نشأوا في ظلها واقسموا اليمين علي عدم خيانتها، ولكنهم خانوا الأمانة! وهل يعتقد البعض من الساذجين أن انقلابات عسكرية تنجح في جنح الليل بعد تشكيل خلايا سرية من ضباط سموا أنفسهم أحرارا، وكل ذلك يحدث، وسفارات الدول الكبري وخصوصا بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة غشيمة لا تعرف من خلال مخابراتها في تلك الدول ما الذي يجري؟ هل من البساطة أن تنقلب أنظمة الحكم في زمن متقارب في دول معينة بالذات دون أزمان أخري ودون أماكن أخري؟
سيأتي زمن قادم تضحك فيه الأجيال القادمة علي تاريخ صنعته القوي الكبري ونفذه متآمرون وصفق له هيكل واضرابه! وكلها باسم الشعارات والأوهام والتطلعات التي لم يزل هيكل حتي اليوم يدق ويرقص علي نغماتها السمجة!. الحرب البادرة: كيف نفهمها؟
يستطرد ويقول هيكل: لكن مع الأسف الشديد هذه اللحظة الفارقة أيضا أوقفت بحاجات طلعت وهي الحرب الباردة لأنه الأطراف اللي دخلوا أسسوا ميثاق الأمم المتحدة وأعلنوا المبادئ وانتصروا علي هتلر وعملوا كل اللي عملوه بقوا فيه عقيدتين بيطرحوا نفسهم علي العالم بقي فيه الماركسية بتطرح نفسها بشكل ما متمثلة في التجربة السوفيتية وبقي فيه الرأسمالية الأمريكية متمثلة في نظام في أمريكا بيطرح نفسه ودخلنا في حرب باردة والحرب الباردة تقريبا تسارعت في كل الدنيا لكنه ميدانها الرئيسي أصبح الشرق الأوسط أصبح المنطقة اللي إحنا عايشين فيها لسبب رئيسي واحد وهو إنه والله شرق آسيا كان فيه كتل بشرية فظيعة جدا زي الصين والهند محدش بيقدر يحرك ده كله بسهولة وأوروبا الغربية تمسكت فيها الخطوط أوروبا الشرقية والغربية الاثنين مع بعض مسكت فيها الخطوط بحكم مواجهة الجيوش بقي في حلف وارسو في ناحية والحلف الأطلنطي في ناحية ومع سلاح نووي الحرب الباردة مقدرتش تبقي باردة أي تسخين للحرب الباردة معناه يبقي سخن وهذا لا يستطيع أحد أن يتحمل مسئولياته نتيجة ده أن منطقة ما بين الكتلتين الشرق الأوسط بالتحديد خصوصا وأن هو الموقع الأهم خصوصا وأنه بقي فيه البترول وهو الطاقة اللي ظهر إنه لا بديل عنها علي الأقل في المستقبل المرئي واللي هي عملت القرن العشرين كله قرن أمريكي بقي هي ديه مجال الحرب الباردة وبالتالي إحنا دخلنا في صراعات أرغمنا عليها دخلنا عليها لأنه العالم كان بيصب عندنا تناقضات العالم كانت بتصب عندنا وهذه كانت لحظة صعبة جدا في حياتنا يهه الفترة اللي إحنا عشناها من أول الخمسينيات وفي واقع الأمر لغاية الستينيات والسعبينيات، حصل حاجة مهمة قوي في السبعينيات وهي اللحظة الفارقة الثالثة (نص هيكل).
أعتقد أن رؤيتك خاطئة كلها يا هيكل من الفها إلي يائها - كما يقولون - إن ميثاق الأمم المتحدة حالة متطورة اجمع عليها العالم، بالرغم من كونها صناعة المنتصرين، لقد كان العالم بحاجة ماسة إلي مثل هذا الميثاق الذي كان بديلا عن ميثاق عصبة الأمم التي انتهت إلي حيث لا رجعة.. أن دولا عربية شاركت في التوقيع علي ميثاق الأمم المتحدة الذي يعتبر صيغة متقدمة، وكان ولم يزل حالة ممتازة ليس بالنسبة لقضايا معقدة لم تجد حلها سهلا أبدا، ولكن نجح الميثاق في بلورة آفاق جديدة للبشرية جمعاء، ونجح في حفظ التوازن بين مختلف القوي..
أما الانقسام الذي تكلمت عنه بين السوفييت والأمريكان، أي بين الكتلة الشيوعية وبين الرأسمالية، فهو شيء معروف قد نشأ منذ زمن طويل علي الحرب الثانية، أو بالأحري بعد العام 1917 بالضبط، أثر انتصار السوفييت في تشكيل الشيوعية العالمية، وعليه فإن هيكل لم يوفق أبدا في تحليل اللحظة الفارقة الثانية.. وكأن الانقسام تحصيل حاصل، ولكن الحرب الباردة هي نتيجة من نتائج تداعيات الحرب الثانية تقول إن ميدان الحرب الباردة هو الشرق الأوسط، وحددت ذلك لسبب رئيسي واحد، ورحت تعلل علي هواك ذلك السبب بكتل بشرية فظيعة في الصين والهند، ورحت تقول بإن أوروبا الشرقية والغربية تمسك فيها الخطوط.. ورحت تقول بإنها لم تبق حرب باردة بفعل السلاح النووي.. ورحت مع خطأ قاتل تقول بإن الشرق الأوسط منطقة ما بين الكتلتين.
المجال الحيوي.. البترول أساسا
هنا تنتبه علي نفسك لتذكر البترول كطاقة أولي في القرن العشرين وتصفه بالقرن الأمريكي، لا ليس كل القرن العشرين بقرن أمريكي! انتبه لتاريخ هذا القرن المذكور جيدا، وأنت تدرك متي سقط الاتحاد السوفيتي والكتلة الشيوعية! حتي تصف ديه بمجال الحرب الباردة! أنني أود أن أعلمك بأن الشرق الأوسط يعد من المجالات الحيوية بالنسبة لكل العالم منذ القرن التاسع عشر.. معني ذلك أنك ناقضت نفسك عندما قلت بالسبب الرئيسي الواحد، ثم تذكرت البترول.. فماذا يعتبر البترول في نظرك؟ يمعني إن لم يكن هناك أية نقطة بترول..
ألم يكن الشرق الأوسط في منظور القوي العظمي من المجالات الحيوية؟ أن التحديات الغربية، وخصوصا الفرنسية والبريطانية للمنطقة منذ القرن التاسع عشر كانت كبيرة وفعالة قبل اكتشاف البترول، والعالم يعلم متي استعمرت عدن ومناطق الخليج العربي ومصر وغيرها! كنت أتمني أن تكون طالبا للدراسات التاريخية لمادة تاريخ الشرق الأوسط لتتعلم بأن ثمة شبكة من العوامل الدولية تحيط بذلك التاريخ الصعب كونه أهم مجال حيوي في العالم، وليس لسببب رئيسي واحد يا هيكل، بل لأسباب أوضحها العديد من الدارسين العرب والغربيين، أنها قلب العالم القديم الذي تمر من خلاله علاقات الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.. أنه المطل علي البحار الداخلية الأساسية في العالم.. أنه الأقدم حضاريا بالنسبة لكل العالم.. أنه الأغني بالجلود والأصواف والقطن واللؤلؤ والحبوب والتمور.. إبان القرن التاسع عشر.. أنه الأغني بتروليا في القرن العشرين أنه الهدف لتأسيس كيان إسرائيلي منذ القرن التاسع عشر، وقد انتصرت الحركة الصهيونية علي مدي خمسين سنة من الدعوي لهذا التأسيس بين مؤتمر بال 1897 وبين الإعلان عن تشكيل الدولة عام 1947، وكان الاتحاد السوفيتي أول المعترفين بها.. أن وجود إسرائيل في المنظور التاريخي استراتيجية توحد عليها كل من الكتلتين الغربية والشرقية في آن واحد.
من السبب؟
وعندما تقول إحنا دخلنا في صراعات أرغمنا عليها دخلنا عليها لأنه العالم كان بيصب عندنا تناقضات العالم كانت بتصب عندنا وهذه كانت لحظة صعبة جدا في حياتنا ديه الفترة اللي إحنا عشناها من أول الخمسينيات.. كلا يا هيكل أنك لم ترغم للدخول في صراعات بسبب أن العالم بيصب عندنا تناقضاته! أبدا، بل لأننا اصبحنا جزءا من تلك التناقضات! نحن الذين انقسمنا مع انقسام العالم! نحن الذين صارعنا بعضنا بعضا من أجل عيون هذا أو ذاك في العالم نحن الذين لم نعرف طبيعة التوازن بين القوي المتصارعة فذهبنا مسحوقين تحت الأرجل! نحن الذين استوردنا مفاهيم وشعارات ونظريات من هذا الطرف أو ذاك، وحاولنا تطبيقها بفشل ذريع، كوننا لم نكن ندرك ولم نزل، كنه الآخرين وفلسفاتهم! نحن الذين خاصمنا بعضنا بعضا باسم التحرر تارة وباسم التحالفات تارة أخري! نحن الذين لم نعرف كيف يتم التعامل مع إسرائيل منذ وجودها حتي يومنا هذا.. ولم ندرك حجم قوتنا أبدا! نحن الذين غرقنا في تناقضات الاخرين ولم يصدر الاخرون لنا تناقضاتهم.
معني الحرب الباردة
كيف يمكننا فهم الحرب الباردة التي كانت ظاهرة شغلت قرابة خمسين سنة من القرن العشرين، أن هيكل بطبيعة الحال يستخدم المصطلحات والمفاهيم من دون أن يدرك ادراكا علميا، أو يحيط بالموضوع من جوانبه معاني تلك المفاهيم والظواهر! وإذا كان الرجل قد قضي عمره في السياسة وكتابة المقالات الافتتاحية.. وجنح للكتابة والتأليف منذ ثلاثين سنة، فلماذا لم يتأكد مما يقوله؟ بالاستعانة بقراءة الكتب والرجوع إلي الموسوعات، أو حتي الاستعانة بالكتب الجامعية التي يتعلم منها طلبتنا أوليات العلوم السياسية والاجتماعية والإنسانية دعونا نفهم معني الحرب الباردة في القرن العشرين.
الحرب الباردة: لقد استخدم هذا المصطلح والمفهوم لوصف التوتر السياسي والايديولوجي إثر الحرب العالمية الثانية بين السوفيت والأمريكان، وأن أول من أطلقه رجل المال الأمريكي بيرنارد باروش في 16 أبريل 1947 وكان مستشاراً للرئيس الأمريكي عندما ألقي خطبة في كارولينا الجنوبية جاء فيها: دعونا لا نخدع أنفسنا فنحن اليوم في حرب باردة فضلا لما اسداه الصحفي الشهير والترليبان لهذا المفهوم من شهرة كبيرة عندما نشر كتابه بعنوان الحرب الباردة عام 1947 .
حرب باردة بين معسكرين
إنه مصطلح يستخدم لوصف حالة الصراع السياسي والتوتر الدولي، والتنافس العسكري المعبّر عنه في الإعلام والتصريحات والخطابات والصحف والإذاعات.. وكانت الحرب تدور رحاها أساسا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ومع كل طرف حلفاؤه في هذا العالم، وإن السقف الزمني للحرب يمتد من منتصف الأربعينيات حتي أوائل التسعينيات من القرن العشرين لقد تبلورت الندية والتسارع في التسلح وتصفية بين القوتين العظميين من خلال التحالفات العسكرية والدعاية وتطوير الأسلحة والتقدم الصناعي وتطوير التكنولوجيا والتسابق الفضائي. لقد اشتبكت كل من القوتين في اتفاق كبير علي الدفاع العسكري والترسانات النووية وإشعال حروب غير مباشرة، مع انتشار شبكات تجسس وتنصت وزرع عملاء وصناعة مؤامرات وإحداث انقلابات عسكرية، لقد قامت القوتان بالاشتراك في عمليات بناء عسكرية وصراعات سياسية من أجل المساندة أو المؤامرة لقد تبلور.
هذا النوع من الصراع بعد أن كان كل من الأمريكان والسوفيت حلفاء حرب عظمي ضد قوات المحور، ولكنهما اختلفتا في كيفية إدارة عالم ما بعد الحرب الثانية، وإعادة بناء العالم وترتيبه وأعتقد أن قمة يالطة لما بعد الحرب الثانية عام 5491 كانت ضعيفة جدا مقارنة بما جري في مؤتمر الصلح في فرساي 1919، لقد انتشرت الحرب الباردة بين منظومتين أوروبيتين وامتدت إلي خارج أوروبا إلي كل مكان في العالم.
لقد سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلي اتباع سياسات وتحالفات وانقلابات عسكرية من أجل محاصرة الاتحاد السوفيتي واستئصال للشيوعية العالمية! وفي الوقت الذي حشد الحلفاء خاصة في أوروبا الغربية والشرق الأوسط، خلال هذه الأثناء دعم الاتحاد السوفيتي الحركات الشيوعية حول العالم خاصة في أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية ودول جنوب شرق آسيا.
فضلا عن الشرق الأوسط، إذ كانت الأحزاب الشيوعية قد ظهرت في العديد من دوله منذ زمن طويل!.
وأخيراً: من أجل فهم تاريخ نصف قرن مضي.
لقد صاحبت فترة الحرب الباردة عدة مشكلات خطيرة وأزمات دولية، كاد بعضها يشعل حربا نووية حقيقية، مثل أزمة حصار برلين 8491-9491، والحرب الكورية 0591 -3591 وأزمة برلين عام 1691، وحرب فيتنام 9591-5791، ثم أزمة الصواريخ الكوبية 2691 عندها شعر العالم أنه علي حافة الانجراف إلي الحرب العالمية الثالثة، والحروب العربية الإسرائيلية 8491،6591،7691،3791، ثم جاء الغزو السوفيتي لأفغانستان في آخر يوم من عام 9791 بعد وصول الخميني إلي السلطة في إيران،
واندلاع الحرب العراقية الإيرانية 0891 -8891، ويقال إن آخر أزمة حدثت خلال تدريبات قوات الناتو 3891، لقد شهدت الحرب الباردة تهدئة منذ البدء بسياسة الوفاق والتوقيع علي معاهدة سالت للحد من التسلح النووي علي يد الرئيسين نيكسون وبرجنيف، لقد تجنب العالم أي مواجهة عسكرية مباشرة خوفا من دمار العالم، لقد انتهت الحرب الباردة مع نهاية الثمانينيات مع ضعف الاتحاد السوفيتي وسقط نهائيا عام 1991 كي تستقطب أمريكا العالم كقوة عظمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.