في ظل الجدل الدائر داخل الأحزاب السياسية لاختيار مرشح للرئاسة والتفاف بعض القوي غير الشرعية حول عدد من المرشحين المحتملين تبدو في الأفق معالم تحركات ذات أكثر من انعكاس داخل الحزب الناصري للتوافق علي مرشح وحيد للحزب في انتخابات 2011 يمثل كل أطياف التيار. وقالت مصادر داخل الحزب إن المؤشرات تتجه نحو اختيار حمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب الكرامة السابق وعضو مجلس الشعب ملمحين إلي أن هناك اتفاقًا سريا أبرمه الأمين العام للناصري أحمد حسن في هذا السياق لضرب سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب، رغم العداء القديم بين حسن وصباحي، بعد ترك الأخير للناصري واستقالته ليتجه إلي تشكيل حزب الكرامة تحت التأسيس. وأوضحت المصادر أنه تم عقد اجتماع بالفعل منذ أيام بين حسن والصباحي للاتفاق علي ملامح الصفقة التي لم يعلن عنها حتي الآن، وأن هناك دلالات حول بدء التنسيق مع الصباحي حيث سمح له الحزب بحضور مؤتمره الأسبوع الماضي بأمانة البحيرة. ولفتت المصادر إلي أن هناك بعض الآراء في الناصري تؤيد بالفعل رجوع صباحي للحزب الناصري خاصة أنه في حالة انضمامه للحزب سوف يكون عضوا بالهيئة العليا للناصر لأنه عضو مجلس شعب حاليا، مضيفة أن اختيار صباحي مطروح بقوة في ظل ضرورة الاتفاق علي شخصية ناصرية توحد قيادات التيار الناصري ولا تفتت أصواته في الانتخابات المقبلة. وفي السياق نفسه ظهرت حالة عامة داخل الناصري ترفض أي تحركات للبرادعي في الوقت الحالي، رغم اتفاقهم علي ضرورة التغيير إلا أنهم طالبوا بأن يكون هذا التغيير مدروسًا من خلال الأحزاب الشرعية، حتي يكون له نتائج ملموسة، رافضين الانخراط في معارك وهمية باسم انتخابات الرئاسة، واصفين التحركات الحالية من قبل بعض القوي للتغيير بالعاطفية والعشوائية. وانتقد د.محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية بالحرب ما أسماه بالمعركة الوهمية التي تختلقها بعض القوي السياسية حول انتخابات رئاسة الجمهورية واصفا ما يحدث بأنه كلام غير مسئول لأن المطالبة بتعديلات دستورية ليس أمرا جديدا إذ طالبت بها قوي سياسية عديدة من قبل. وأضاف سيد أحمد: إسناد الإصلاح والدعوة إليه لشخص التفاف حول الحقيقة متسائلاًً أين إذن دور الأحزاب السياسية التي طالبت بهذه التعديلات منذ فترة طويلة. واتهم د.سيد أحمد الحركات التي تساند بعض المرشحين المحتملين تحت شعار الإصلاح بأنها ترغب في الحديث فقط عن التغيير من أجل التغيير، وبشكل غير مدروس. وقال: لا يجب أن يكون اليأس من الوصول للسلطة سببا في اللجوء لطريقة غير معروفة النتائج أو حتي في أن يكون التغيير هدفا في حد ذاته، مشددا علي ضرورة أن يكون للأحزاب السياسية دور أكبر في عملية التغيير وليس الحركات غير الشرعية حتي يأتي التغيير بثماره المأمولة. ورفض الاتهامات الموجهة للأحزاب بأنها لا تساندهم، لأنها عقدت صفقة مع الدولة قائلاً: المعارضة الشرعية لديها قناعة كاملة بتحركاتها التي تختلف عن تحركات الحركات التي تشبه بالونة الاختبار. ووصف محمد عبدالحفيظ عضو المكتب السياسي ما تدعو إليه بعض الحركات السياسية بأنها تشبه من يلهث وراء التغيير، مهما كانت نتائجه لافتًا إلي أن هذا الأسلوب غير جاد ولا يقوم علي أسانيد منطقية وأضاف هذا تحرك عاطفي وعشوائي، مستدلا في هذا بأن هذه الحركات تتحدث وتحدث ضجيجًا أكثر من القيام بخطوات تنفيذية فعلية وقال يجب أن يكون التغيير نابعًا عن حوار موضوعي بين الأحزاب والدولة حتي يكون له ثمار جيدة، رافضًا اتهام الأحزاب المناهضة للتغيير العشوائي بعقد صفقات مع الدولة.وأشارت سعاد عبدالحميد أمينة المرأة إلي أن ما طرحه المرشحون الممثلون والمجموعة الملتفة حولهم لا يشكل جديدًا والعبرة بالتنفيذ وآليات الوصول لهذا الهدف. واتفق معها في الرأي محمد عبدالدايم أمين العمل الجماهيري قائلا: نحن نريد مرشحًا عاش هموم الشعب وعاصرها وليس مرشحًا بالباراشوت.. والأمر لابد أن يكون بين السياسيين وليس العلماء مطالبًا جميع من يعملون خارج الأحزاب السياسية بأن يسعوا للانضمام إليها والعمل تحت مظلتها لأن التفكك والتفتيت يضعفها. وهذه ظاهرة غير صحية وتساءل عبدالدايم: هل فشلت هذه الكوادر في تحقيق أهدافهم السياسية من خلال أحزابهم؟! إذن.. لماذا أسس أسامة الغزالي حرب حزبه.. كي يعمل من خلال الحركات.. وانتهي إلي ضرورة تقوية الأحزاب لتقوم بدور أكبر في الشارع السياسي.