ترميم التحف يعد من اصعب وأدق الحرف المرتبطة بعالم الانتيكات التي تتطلب اتقاناً ومهارة خاصة ورغم قدمها كمهنة الا ان محترفيها في مصر يعدون علي اصابع اليد، التقت روزاليوسف بسمير حسن اقدم واشهر مرممي التحف. اشار سمير في مطلع حديثه الي انه بدأ العمل في هذا التخصص منذ عام 1960 حيث ورث المهنة عن والده واكتسب خبرات واسرار المهنة من الخواجة ليوني أحد الخبراء الايطاليين المتخصصين الذي كان يقيم في مصر وتعلم منه الكثير بدءاً من تجارة التحف وصولاً الي تصليحها، ولم يكتف بذلك وانما درس ترميم التحف بايطاليا وفرنسا من اجل الحفاظ عليها. وعن السبب وراء انقراض مهنة الترميم بمصر قال في الماضي كان يحتكرها الايطاليون ثم انتقلت الي عدد من المصريين ولكن المشكلة الحالية ترجع الي عدم اقبال الاجيال الجديدة من الشباب علي تعلم فنون ترميم الانتيكات. ثم انتقل للحديث عن عملية الترميم التي اكد انها تعد جزءاً مهماً للحفاظ علي التحف النادرة والاصلية التي لا تقدر بثمن وعادة ما يشتريها صاحبها علي حالتها من المزادات لقيمتها العالية مشيراً الي انه كلما اتسمت قطعة الانتيكة بالقدم ارتفع سعرها والاقبال عليها فسحر المزاد يكمن في قدم معروضاته حتي وان كان بها تلف او كسر. من اهم القطع التي قام بترميمها خلال عمله الذي امتد علي مدار 50 عاماً دولاب شانوه للمجوهرات مصنوع بفيتنام و عمره 180 عاماً وفازة صممت منذ 200 سنة مكتوب عليها آيات قرآنية علاوة علي اطباق تعود الي عصر الملك فاروق تحمل الحرف الاول من اسمه مصنوعة بفرنسا. كما يذكر ان من اشهر الشخصيات العامة التي كانت حريصة علي اقتناء التحف النادرة وتعامل معها سراج الدين باشا، عائشة فهمي وعائلة شكوريل. يعتمد سمير في عمله علي استخدام الادوات والخامات المستوردة من الخارج مثل المانيا وفرنسا وايطاليا ويشير الي ان ذلك ما يجعل عملية الترميم ذات تكلفة عالية كما انها تحتاج الي اتقان ودقة لانها تمر باربع مراحل اساسية حتي تعود التحفة لحالتها الطبيعية. واختتم حديثه بانه يفضل ان تكون الانتيكة كاملة القطع وان لم تكن فهذا يزيد من صعوبة عملية الترميم من اجل ايجاد قطع مشابهة لها ولكن مع خبرته الكبيرة في المجال اصبح يجيد التعامل مع مختلف الخامات والتلفيات.