استقبل الرئيس حسني مبارك أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة طارق الهاشمي نائب رئيس جمهورية العراق. حضر المقابلة السفير عبدالهادي فاضل القائم بأعمال سفارة العراق بالقاهرة والدكتور خليل إبراهيم العزاوي المستشار السياسي للهاشمي وجري خلال اللقاء بحث آخر التطورات علي الساحة العراقية. وفي لقاء الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بالهاشمي أكد حرص مصر علي وحدة واستقرار العراق وسلامة أراضيه باعتباره البوابة الشرقية للمنطقة العربية. وقال إن اهتمام القاهرة بالشأن العراقي أمر واضح، مشددا علي أهمية عروبة العراق والمحافظة علي هويته الواحدة. وأضاف رئيس الوزراء أن مصر استمرت في مساعدة العراق في جميع المراحل علي مواجهة التحديات السياسية التي مثلت صعوبات قوية، معربا عن أمله في أن يتخطاها العراق ليعود عنصراً فاعلاً في المنظومة العربية. فيما أكد طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي تقدير بلاده بجميع طوائفها السياسية لموقف مصر ودعمها الدائم للعراق في الاوقات الصعبة، وتقديرهم الخاص لقرار مصر بإعادة السفير المصري الي بغداد بعد أن فقدت مصر والعراق السفير المصري السابق شهيداً علي يد بعض المجرمين. وقال نظيف في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نائب الرئيس العراقي، في ختام جلسة المباحثات التي جرت بين الجانبين مساء أمس الأول والتي شارك فيها المهندس سامح فهمي وزير البترول وأعضاء الوفد العراقي المرافق للهاشمي، إن زيارة الهاشمي لمصر تكتسب أهمية خاصة لاعطاء دفعة جديدة للعلاقات الطيبة بين البلدين حيث تحرص مصر علي استقبال جميع القيادات العراقية بشكل منتظم لتبادل الرأي حول ما يجري في العراق ولبحث سبل دعم مصر المستمر لهذه الدولة الشقيقة. وأضاف إن مصر دعمت العملية السياسية في العراق وشجعت جميع القيادات علي التوصل الي أفضل السبل للمصالحة ولاعادة بناء العراق القوي الواحد، حيث حرصت مصر علي استمرار فتح سفارتها في العراق وعلي اعادة تعيين سفير له تأكيدا علي حرصها علي التواصل السياسي واهتمامها بالتواجد في هذا البلد الشقيق. وأشار رئيس الوزراء إلي أنه تم خلال المباحثات تناول الكثير من القضايا أبرزها الجانب السياسي في العراق والانتخابات المقبلة، معربا عن أمله في أن تؤدي إلي مزيد من التطور والاستقرار السياسي في العراق. وقال نظيف: إن المباحثات مع طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي تناولت الملف الاقتصادي، خاصة التبادل التجاري الذي لا يرقي الي المستوي التاريخي للبلدين. وأضاف إن المحادثات تناولت كذلك التعاون في المجال الاستثماري وقال: تحاورنا حول كيفية دفع هذه العلاقات الاقتصادية، موضحا أن هناك فرصة كبيرة لزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري. وقال نظيف إن الشركات المصرية لديها رغبة كبيرة في الاستثمار في العراق وسنعمل لوضع كل المناخ الملائم في المرحلة القادمة بين هيئة الاستثمار في مصر ونظيرتها في العراق.. مضيفا أن هناك بعثات متبادلة بين البلدين وهناك معارض مشتركة بين البلدين حول تلك المنتجات ونتوقع تضاعف حجم التجارة بين مصر والعراق خلال المرحلة المقبلة. من جانبه عبر الهاشمي عن تقدير بلاده وامتنانه للرئيس حسني مبارك علي موقفه الداعم للعراق الذي لن ينسي منذ استشهاد السفير المصري السابق في ظروف صعبة وغامضة، وقال: هذا هو الثمن الذي دفعته مصر.. ونحن ممتنون لموقف مصر في تفعيل الدور السياسي والدبلوماسي المصري وفي مساعدة العراقيين علي استقرار ووحدة بلادهم وتطوير العلاقات المصرية العراقية وتحقيق مصالحة حقيقية داخل العراق. وأعرف الهاشمي عن ارتياحه للمستوي الذي وصلت إليه العلاقات المصرية العراقية، حيث تم توقيع نحو 25 بروتوكولا في جميع المجالات الاستثمارية والاقتصادية وتوفير الاستقرار والأمن والتقدم.. وقال: كان هناك فرصة للتشاور حول القضايا المتعلقة باستقرار وعدم التدخل الاجنبي في الشأن العراقي. كما استقبل أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أمس نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة السفير حسام زكي أن اللقاء تناول آخر المستجدات علي الساحة العراقية والعلاقات الثنائية واقتراب موعد الانتخابات النيابية المقرر عقدها في مارس المقبل. أضاف زكي إن "أبوالغيط" أكد خلال اللقاء علي موقف مصر الداعم للعملية السياسية الجارية في العراق في وحدته واستقراره في هذه المرحلة المهمة، مشيرا إلي معارضة مصر لأي توجهات أو تدخلات في الشأن العراقي لخدمة اهداف جهات خارجية علي حساب أولويات ومصالح الشعب العراقي. أوضح زكي أن "أبوالغيط" أكد كذلك حرص مصر علي تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين واستعدادها لدعم العراق في إطار مؤسسي يمكن أن يسهم بشكل ملموس في اعادة بنائه. أضاف زكي أن الهاشمي عرض آخر مستجدات الوضع في العراق وحرص علي التأكيد علي تثمين بلاده للمواقف المصرية وتقدير الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتدعيم علاقة البلدين. ومن الجامعة العربية قال الهاشمي في مؤتمر صحفي عقب لقائه بعمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية: جئنا إلي مصر لبحث كيفية أن يكون لها دور في الرقابة علي الانتخابات وبحث كيفية ملء الفراغ الذي سيتركه انسحاب القوات الأمريكية من العراق بالتعاون مع عدد من الدول العربية. وأشار الهاشمي إلي أن الصراعات والخلافات أصدرت للعراق من كيانات وتيارات سياسية مدعومة من جانب قوي وأطراف تريد بالعراق السوء كما أنها تعمل علي إبعاد العراق عن هويته العربية مما يستوجب الوجود العربي بالعراق.