رحل منذ أيام الكاتب البريطاني ديك فرانسيز، عن عمر يناهز 89 عاماً، أشهر كاتب روائي تناول في رواياته الجرائم التي كانت تقع في سباقات الخيل، بعد انتهائه من كتابة روايته الأخيرة "تبادل إطلاق النار" التي اشترك معه في كتابتها ابنه فيلكس. نشر فرانسيز سيرته الذاتية عام 1952 بعد فترة من تقاعده كفارس، وبعدها بخمس سنوات، نشر أولي رواياته بعنوان "سيرة الميت"، ألف علي مدار مسيرته الأدبية 43 رواية، حققت شهرة كبيرة ومبيعات واسعة، وترجمت إلي أكثر من 20 لغة، وتعد أفضل أعماله تلك التي ألفها مع ابنه فيلكس. ومن جانبه قال فيلكس عن والده: ترك أبي مقاعد المدرسة في الخامسة عشرة من عمره، مع طموحاته في أن يتحول إلي فارس، وأصبح مدرباً في عام 1938 وخلال الحرب العالمية الثانية خدم في القوات الجوية كطيار حربي، ثم التقي بأمي، ماري مارجريت برينشلي عام 1945 وتزوجها عام 1947 وأنجبت له ولدان، أنا وأخي ميريك وتوفيت في 30 سبتمبر 2000. كان فرانسيز فارساً في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، واستطاع أن يصل إلي شغل وظيفة "فارس الملكة الأم"، وتربع علي عرش الفروسية ببريطانيا من عام 1953 إلي 1957 حيث اضطر الي التقاعد من هذه المهنة بعد سقوطه من فوق حصانه وإصابته بكسور. سرعان ما وجد نفسه بعد هذا الحادث يتوجه نحو الأدب، وعمل بنصيحة تولستوي "إذا أردت أن تصبح كاتباً فاكتب عن الأشياء التي تعرفها جيداً"، ولما كان أقرب الأشياء إلي نفسه هي الخيول التي يعرفها جيدا، كرس حياته للكتابة عنها، ونشر عددا كبيرا من الروايات التي حققت أفضل المبيعات، وظل ملتزما بهذا الخط منذ روايته الأولي التي استوحاها من سيرته الذاتية، وكان عنوانها "رياضة الملكات" 1957 وحتي آخر رواياته التي انتهي منها قبيل وفاته "تبادل إطلاق النار" والتي ستنشر قريبا. وعلي الرغم من أن خلفيات رواياته كانت تدور حول سباق الخيول، فإن أبطاله كانوا يمارسون وظائف متنوعة، وحرص منذ نشر أول رواية بعنوان "سيرة الميت" عام 1962 التي تدور أحداثها حول عالم السباق، بدأ يكتب رواية كل عام طيلة 38 عاماً، فيما عدا عام 1998 حيث نشر فيها مجموعة قصصية. حصل الكاتب الراحل علي جائزة أدغار ألن بو لأفضل رواية عن روايته "فورفيت" عام 1970 كما كافأته رابطة كتاب الجريمة بجائزتها "جولد داجر أوورد" للرواية عام 1979 وجائزة "كارتييه دايموند داجر" عام 1989 ونشرت مجلة "ريدر دايجست" الشهيرة رواياته مع أعدادها.