الجمعة العظيمة: محاكمة وصلب المسيح وختام أسبوع الآلام    محافظ شمال سيناء يفتتح المسجد الكبير في الشيخ زويد    السفيرة مشيرة خطاب تشيد بقرار النائب العام بإنشاء مكتب لحماية المسنين    «جولد بيليون»: سوق الذهب يترقب بيانات الوظائف الأمريكية.. والبنوك المركزية تشتري 16 طنا خلال مارس 2024    أسعار الفاكهة في الأسواق اليوم الجمعة 3-5-2024    محافظ المنوفية: 47 مليون جنيه جملة الاستثمارات بمركز بركة السبع    وزير التنمية المحلية يعلن بدء تلقى طلبات التصالح على مخالفات البناء اعتبارا من الثلاثاء المقبل    رئيس جهاز مدينة العبور يتفقد شوارع وأحياء المدينة ويوجه بالتواصل الدائم مع المواطنين    نائب وزير التخطيط يفتتح أعمال الدورة الثالثة للجنة تمويل التنمية في الدول الأعضاء بالإسكوا    الأمم المتحدة: التوغل في رفح الفلسطينية يمكن أن يكون "مذبحة"    مؤسسات الأسرى: الاحتلال اعتقل 53 صحفيا منهم 43 بعد السابع من أكتوبر    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    موعد مباراة الاتفاق والفيحاء اليوم في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    بمشاركة متسابقين من 13 جنسية.. وزير الشباب والرياضة يطلق إشارة بدء فعاليات ماراثون دهب الرياضي للجري    ضبط 300 قضية مخدرات و 70 قطعة سلاح نارى    الأمن العام يضبط قضايا اتجار النقد الأجنبي ب 33 مليون جنيه    ب«تفعيل الطوارئ».. «الصحة» بالقليوبية: عيادات متنقلة بمحيط الكنائس خلال احتفالات عيد القيامة    أحمد زايد يوقع أحدث كتبه فى جناح مؤسسة العويس بمعرض أبو ظبى    الشارقة القرائي للطفل.. تجربة واقعية لقصة ذات الرداء الأحمر    عبد السلام فاروق والاحتفاء بكتاب المسرح الشعري بالجناح المصري بمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب    في الذكري السنوية.. قصة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة    أستاذ أمراض القلب: الاكتشاف المبكر لضعف عضلة القلب يسهل العلاج    وزير الصحة: تقديم 10.6 آلاف جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية أحداث غزة    إطلاق مسابقة شبابية لدعم الابتكار وريادة الأعمال في مجال الصحة والسكان بالجامعات    أحمد السقا: التاريخ والدين مينفعش نهزر فيهم    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    التضامن تكرم إياد نصار عن مسلسل صلة رحم    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    تركيا: تعليق التجارة مع الاحتلال حتى وقف إطلاق نار دائم في غزة    علام يكشف الخطوة المقبلة في أزمة الشحات والشيبي.. موقف شرط فيتوريا الجزائي وهل يترشح للانتخابات مجددا؟    "مضوني وسرقوا العربية".. تفاصيل اختطاف شاب في القاهرة    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا وإصابة 6 أشخاص    البنتاجون: نراقب الروس الموجودين في قاعدة يتواجد فيها الجيش الأمريكي في النيجر    أيمن سلامة ل«الشاهد»: مرافعة مصر أمام العدل الدولية دحضت كافة الأكاذيب الإسرائيلية    الوزراء: 2679 شكوى من التلاعب في وزن الخبز وتفعيل 3129 كارت تكافل وكرامة    مصر أكتوبر: اتحاد القبائل العربية يعمل على تعزيز أمن واستقرار سيناء    المطران شامي يترأس خدمة الآلام الخلاصية ورتبة الصلب وقراءة الأناجيل الاثنى عشر بالإسكندرية    برشلونة يستهدف التعاقد مع الجوهرة الإفريقية    صحف إيطاليا تبرز قتل ذئاب روما على يد ليفركوزن    الليلة.. تامر حسني يحيي حفلا غنائيا بالعين السخنة    عاجل - المواد الداجنة: سعر الفراخ البيضاء والحمراء اليوم الجمعة "تراجع كبير".. لدينا اكتفاء ذاتي    «اللهم احفظنا من عذاب القبر وحلول الفقر وتقلُّب الدهر».. دعاء يوم الجمعة لطلب الرزق وفك الكرب    «أمانة العامل والصانع وإتقانهما».. تعرف على نص خطبة الجمعة اليوم    رئيس البرلمان العربي: الصحافة لعبت دورا مهما في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    استشاري يكشف علامات ضعف عضلة القلب وأسبابه    محظورات امتحانات نهاية العام لطلاب الأول والثاني الثانوي    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    عبد المنصف: "نجاح خالد بيبو جزء منه بسبب مباراة ال6-1"    رغم المقاطعة.. كوكاكولا ترفع أسعار شويبس جولد (صورة)    وزير التنمية المحلية يهنئ محافظ الإسماعيلية بعيد القيامة المجيد    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    حكم لبس النقاب للمرأة المحرمة.. دار الإفتاء تجيب    تشكيل الهلال المتوقع أمام التعاون| ميتروفيتش يقود الهجوم    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العصا لمن ؟!

لا تفكير في تغيير المناهج. الحل هو إعادة العصا للمدارس حتي لا يصبح المدرس ملطشة للتلاميذ، هكذا تكلم وزير التربية والتعليم.
كأن العصا اختفت أصلا!. كأنها لم تكن سببا فيما وصل إليه حال التعليم الذي أوصل الوزير بدوره إلي منصبه!. لسان حاله كممثل للحكومة يقول للتلاميذ مش كفاية بنعلمكم بالمجان؟. عقاب الطفل بالعصا يؤدي إلي أمر من اثنين، إما أن يشب جبانا خانعا يلبي أي أمر ولو فيه إهانة و مذلة، أو يشب فيمارس الضرب الذي ذاقه ضد الآخرين وأولهم أولاده وزوجته التي لم تحسن تربيتهم أو فشل هو في تربيتها!.
في الحالتين يشب الطفل فيحيا إلي مماته كارها للعلم والتعلم بأنواعه، ويظل العمل الذي يطبق فيه ما تعلمه واجبا ثقيلا يؤديه كارها حتي لو كان فيه تحسن أحواله.
المنهج الحالي الذي يعتز به الوزير هو إجبار الطالب علي تأدية فترة الدراسة ليحصل علي شهادة تخرج من السجن بشرط حسن السير والسلوك، عندئذ تعد الحكومة - أو كانت- بأن تعطيه أجرا علي وظيفة وهمية - لأنه لم يتعلم شيئا له قيمة- يأكل منها عيشا حتي لا ينحرف!. إنه الدستور غير المكتوب الذي فرضته حركة يوليو، تعليم ووظيفة لأولادك مقابل أن تخرس أو تهتف بحمد الله علي ما أنت فيه، فأمريكا بجلالة قدرها لا تعلم شعبها بالمجان لذلك قلنا لها أن تشرب من البحر أو تذهب إلي الجحيم.
طبعا أصبحت مدارسنا بلا فناء أو حديقة، بلا معامل أو ملاعب أو حجرة موسيقي أو رسم أو مسارح. لكن ظلت عليها لافتة مدرسة، فكل هذا لا يدخل في نطاق التعليم الثوري، ولا علاقة له بالعلوم و المعارف و اسأل الأخوان المسلمين أصدقاء الصاغ كمال الدين حسين أول وزير تعليم بعد طه حسين، وبعدين عايزين كل ده بلوشي؟
ضمن الوظائف التي توزعها الحكومة وظيفة مدرس، فكيف يمكن لهذا المدرس أن يحبب تلامذته في العلم والمعرفة عن طريق العصا؟، قالك ما هي دي بقي التربية التي هي رفيقة التعليم. الضرب يجبر المسجون علي تنظيف المراحيض فيتعلم كيف ينظفها في أسرع وقت، و لا يعلمه شيئا أكثر من هذا، اللهم أن يعلم نفسه أن يغش إذا استطاع سبيلا ليتحايل علي الأوامر، تماما كما يفعل تلاميذنا.
هذا هو المنهج الذي لا يريد الوزير تغييره، ولا بد أنه قد تعلم عن طريق منهج الحفظ والتلقين بالعصا، واللي تعرفه أحسن من اللي ماتعرفوش.
التعليم يجعل المرء يحب المعرفة ليبحث عنها بنفسه طيلة عمره فيصبح مؤهلا أن يكتشف ويخترع ويبدع ليضيف إلي العلم الذي تعلمه. أو علي الأقل يجيد استخدام تطبيقاته في عمل ما، وهذا هو المنهج الذي لا يريد الوزير أن يتعلمه التلاميذ أو المدرسون!.
يصبح المدرس محترما عندما يبهر التلميذ بعلمه لا أن يرغمه علي التعلم بالعصا، فالحيوانات تتعلم أو بمعني أدق تروض عن طريق ضربها بالعصا.
لا معني لحفظ المعلومات في عصر الشبكة العنكبوتية التي تمدنا بالمعلومات عن أي شيء في لحظات، أما دور المدرس فهو أن يكون قدوة لتلاميذه يحبب لهم ربط المعلومات ببعض لا رصها تحت بعض، المدرس يصبح محترما عندما لا يمد يده ليأخذ نقودا من تلميذه، وضبط الفصل الدراسي ليس مهمته وإنما مهمة الموظفين بإدارة المدرسة، ولا يتم الضبط والربط بالعصا وإنما بتفعيل القوانين التي تراعي حقوق وواجبات التلميذ لأنه سيصادف هذا عندما يكبر، فلا يخالف النظام ولا يقبل أن يضربه الشاويش في قسم الشرطة.
يصبح المدرس محترما عندما يكون قدوة، ليس لأنه يعرف أكثر من تلاميذه، بل علي العكس يظهر تواضعه لأنه يعرف القليل من بحر العلم كملايين الناس ولذلك يجتهد كل يوم ليعرف أكثر.
غاية التعليم هي تعليم التلاميذ الشغف بالمعرفة في حد ذاتها، أن يسألوا دائما وأن يبحثوا بأنفسهم وأن يفكروا وأن يجدوا في هذا متعة يطلبونها كأنها نوع من اللعب والرياضة والهوايات التي يجب أن يمارسوها أيضا في مدرستهم.
دور المعلم التربوي إعطاء النموذج بمظهره وسلوكه وألفاظه وبشاشته وثقته بنفسه وتقديم النصائح كمقترحات لا أوامر وتشجيع الطالب علي الثقة في نفسه وتأكيد ذاته والتعبير عنها.
المدرسة تعلم النظام إذا كانت هي نفسها منظمة، وتعطي العلم إذا كان من يقومون به ممن حصلوا علما بالفعل! لتصبح المكان الذي يهرب الطلاب إليه لا أن يهربوا منه.
بالطبع عيوب أولياء الأمور تنعكس في تربيتهم لأولادهم، لكن منظومة التعليم هي المسئولة عن تصحيح الأوضاع وذلك بتغيير مناهجها السقيمة الفاشلة، وعن طريق كوادر جديدة من المدرسين، يضع لهم المناهج خبراء من المثقفين والمفكرين لا ممن نسميهم بخبراء التعليم الذين تلقوا تعليمهم في مدارس وجامعات الصاغ كمال الدين حسين وكانوا سببا فيما نحن فيه، التربية علم والتعليم علم، فلا عيب أن نطلع علي أحدث المناهج والنظم لخلق جيل جديد من المدرسين يتعلمونها أولا حتي يصبحوا أكفاء لهذه المناهج، وكما دعا الرئيس مبارك في أول عهده إلي مؤتمر للاقتصاد المصري، يجب الدعوة إلي مؤتمر للتعليم لا يضم رجاله وحدهم، والقضاء علي الدروس الخصوصية يكون بزيادة راتب المعلم المثقف ويمكن توفيرها من رسوم يدفعها أولياء الأمور بدلا من أن يأخذها المدرس من يد تلاميذه.
المدرسة يجب أن تكون مجتمعا صغيرا يشعر فيه الطلبة بأنه أسرتهم الثانية داخل الأسرة الأكبر وهي الوطن، وأول ما يدرسه فيها قوانين حقوق الإنسان والمواطنة والمرأة والطفل وحرية الرأي والاعتقاد والتسامح ونبذ العنف والتعصب والعنصرية، لا كنصوص في كتاب المطالعة ولكن كجو عام وسلوك يومي يسود كل نشاطات المدرسة.
كلنا شركاء في هذا الهم، هم عدم التربية وعدم التعليم.
أما إذا كان ولا بد من العصا، فالسؤال هو: العصا لمن؟!
الإجابة متروكة لفطنة القارئ!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.