ماذا يطرأ بذهنك عند سماعك مصطلح جرائم القراصنة؟ ربما تستدعي ذاكرتك قراصنة الصومال واختطافهم للسفن التجارية والمركب المصرية في الواقعة الشهيرة وهل يكون لديك أدني شك في أن المقصود بمصطلح الحرب ضد الإرهاب احتلال أمريكا واتباعها للعراق وأفغانستان. لكن لا أقصد ما طرأ بذهنك عند سماع تلك المصطلحات، فاليوم هناك قرصنة أشد خطرا وأوقع أثرا لا تحتاج لعناء ألا وهي القرصنة الإلكترونية التي لا تتطلب من "الهاكرز" سوي المهارة العقلية والضغط علي زر الحاسب ليسطو علي أموال من كبريات البنوك تفوق قيمة سفن محملة بالبضائع بل والأخطر اختراق الأنظمة الأمنية بالوزارات الحساسة فهناك من اخترق أنظمة البيت الأبيض ووزارة الدفاع الإسرائيلية. جرائم الإنترنت باتت خطرا بعد تحول الفضاء الرهيب إلي ساحة للجريمة المنظمة وتبادل جماعات الإرهاب لأساليب ومعلومات حول صناعة المتفجرات، فالعالم في حاجة حقيقية إلي اتفاقيات دولية لمكافحة جرائم الإنترنت ومكافحة الإرهاب الإلكتروني كما أن الشباب المصري مطالب بإتقان أساليب الحرب المعلوماتية في العالم الإلكتروني الافتراضي. أمس الأول فوجئت باختراق إيميلي الشخصي وحسابي علي الفيس بوك حاولت فتح الإيميل إلا أنه لم يستجب شخص ما حصل علي الباسوورد وقام بتغييره ازدادت حيرتي واشتعل غضبي فالإيميل متداول ومضاف إليه عدد من المصادر والأصدقاء والأسوأ عندما أخبرني الزميل عيسي جاد الكريم أن هناك شخصًا تحدث إليه من الماسنجر الخاص بي باللغة الإنجليزية.. قائلاً له إنه يكره العرب والمسلمين ويتمني تدميرهم كاشفا عن هويته أنه هاكر أمريكي قرصان إلكتروني ثارت بداخلي تساؤلات حول احتمالات إرسال ما يسئ إلي أصدقائي باسمي أو استغلال الإيميل في ارتكاب جرائم إلكترونية فشرعت في اتخاذ إجراءات قانونية. ومع ذلك كنت مصرا علي المواجهة بنفس السلاح وهو اختراق الإيميل الذي أصبح القرصان يمتلكه وتغيير الرقم السري واستعادته ونجح الزميل أحمد سميح في تحقيق ذلك من خلال إيميل وسيط فالعقل المصري يفوق الأمريكي إذا امتلك الإمكانيات -رغم شكي- في صدق هوية القرصان وطرحي لاحتمالات أخري لهوية من اخترق الإيميل إحتفظ بها لنفسي كوني لا أملك دليلاً علي ظنوني. المهم أن هناك حالة من الاحتقان بين الغرب والشرق الإسلامي علي مستوي الشعوب وقراصنة الإنترنت بصرف النظر عمن اخترق الإيميل ويكفي لاكتشاف ذلك التجول للحظات علي منتديات الهاكرز، فالغرب يدعو لتدمير مواقع العرب المسلمين ومسلمون يدعون للجهاد الإلكتروني وتدمير مواقع الغرب "الكفرة" بل زاد الأمر سوءًا أن اختراق موقع جوجل أشعل صراع مكتوم بين أمريكا والصين لكن الحقيقة أن الصراع قائم علي النفوذ الاقتصادي وتبادل صفقات الأسلحة بين أمريكا وتايوان وغير ذلك، فالعالم الآن فوق فوهة بركان ولا سبيل سوي العلم لترجيح كفة المنافسة.