حسم مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المحظور نشاطها قانونا، الخلاف بين تياري "الحمائم" و"الصقور" داخل "إخوان الأردن" بشأن ازدواجية المكاتب الإدارية، وقرر فك الارتباط التنظيمي بين فرع الجماعة في الأردن وحركة حماس الفلسطينية، أكدت مصادر داخل الحركة الأردنية طلبت عدم الكشف عن هويتها ليونايتد برس إنترناشونال، أن مكتب الإرشاد العالمي للجماعة أصدر مؤخراً قرارا بإنهاء الارتباط التنظيمي بين الحركتين. المصادر اكدت أن القرار حسم قضية تمثيل المكاتب الإدارية للجماعة في الخليج العربي بأن يكون أعضاؤها مراقبين فقط، وهي الأزمة التي وصفت بأسوأ أزمة داخلية في جماعة إخوان الأردن عبر تاريخها، حين رفض تيار الصقور الذي يسيطر علي معظم المواقع القيادية في الجماعة بما فيها منصب المراقب العام الذي يرأسه حاليا همام سعيد، إنهاء الارتباط التنظيمي مع حماس التي كانت قد اتخذت قراراً بإنهاء ارتباطها مع إخوان الأردن عام 2007 . الأزمة كانت ادت الي استقالة أربعة من أعضاء المكتب التنفيذي للجماعة المحسوبين علي تيار الحمائم في سبتمبر الماضي، إلا ان مجلس شوري الجماعة رفض هذه الاستقالات التي تبعها حل المكتب السياسي للجماعة، وطالب إخوان الأردن قبل ثلاثة أشهر مكتب الإرشاد العالمي بفتوي حول وضع المكاتب الإدارية للجماعة في الخليج. عدد من المحللين والخبراء السياسيين اعتبروا القرار مجرد مناورة سياسية الهدف منها اكتساب حرية اضافية في الحركة للطرفين، حتي لا تحسب المواقف السياسية لأي منهما علي الآخر في ظل الاتجاه الاخذ في التغير في علاقات البلدان العربية مع حماس بسبب مواقفها السلبية من المصالحة الفلسطينية. السفير سعيد كمال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية سابقا قال: هذا القرار ليس استراتيجيا وقابل للنكوص عنه، مشيرا إلي أن مكتب الإرشاد اتخذ هذا القرار توافقا مع الرأي العام الأردني، لافتا إلي ان تلطيف الاجواء بين حماس والحكومة الاردنية مرهون بظروف دولية اخري وليس بعلاقة حماس باخوان الاردن وحدها. قال سمير غطاس رئيس مركز المقدس للدراسات أوضح أن المسألة في جوهرها تعكس خلافا بين حماس والإخوان، وان كانت حقا مناورة ، الا أن الطرفين كانا يعبران عن وجهة نظر متكاملة فحتي الآن لا زال ميثاق حماس السياسي تتصدره اقوال حسن البنا فلم يطرأ تغيير رسمي علي مواقف الإخوان سواء كانوا في مصر أو غيرها من الاقطار العربية يمكن ان نلحظ من خلاله تغير في استراتيجية التعامل مع حماس التي مازالت مرتبكة. ارجع غطاس القرار لانحسار تأييد حماس علي المستويات الشعبية بالبلدان العربية والتخوف من حدوث تغيرات في المعادلات السياسية علي المستوي الاقليمي، مؤكدا أن حماس ترغب في العودة إلي حضن الأردن وهذا ما كان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ذكره من قبل الا أنه سرعان ما عاد بعد ذلك بأسبوع وتناول تصريحات مشيدة بإيران. أما السفير نبيل عمرو فوصف هذا الموقف بأنه حركة تكتيكية لا اكثر هدفها تحقيق مطلب وقتي، فالتاريخ دائما يثبت فشل الإخوان وحماس في التخطيط الاستراتيجي مشددا علي استمرار العلاقة التنسيقية بين التنظيمين، واضاف "لابد من الانتباه إلي أن هذه الأمور هي مجرد تبادل للأدوار لا ينطلي علي احد.