لا أحد ينكر أن لكل فرد منا ما يمكن أن نطلق عليه الملف الأسود تراكمت أوراقه مع الزمن بسبب أخطاء إما حدثت لظروف أجبرتنا علي ارتكابها أو لأسباب أخري، غير أن الملفات السوداء في اتحاد العمال وتحديدًا منذ بدء الدورة النقابية الحالية في نهاية 2006 لا تعد ولا تحصي وهو ما انعكست آثاره علي أوضاع العمال في الشركات والمصانع في ظل ما يشهده بيتهم النقابي من أزمات. روزاليوسف قلبت في أوراق اتحاد العمال بقيادة حسين مجاور رئيس الاتحاد لترصد العديد من الأخطاء منذ بداية الدورة النقابية سنركز فيها علي الخطايا العشر الأكثر تأثيرًا في أوضاع الحركة العمالية وأولها بدأ مع لحظات الميلاد في الدورة الحالية بقرار اتخذه مجاور بعد جواز الجمع بين منصب عضوية مجلس إدارة الاتحاد العام ورئاسة النقابة العامة بهدف الانفراد بإدارة الأمور وإضعاف سلطة النقابات وجاء ذلك بعد الانتخابات العمالية مباشرة، وثانيًا ظهرت أعراض التجاوزات في العديد من النقابات ليرصد الجهاز المركزي للمحاسبات ملاحظات عديدة علي أداء النقابات العمالية للفوز بالمناصب في عهد رئيس الاتحاد. وقالت مصادر مطلعة إن الأمر الثالث الذي كاد يعصف بمصالح العمال هو إشعال الخلافات بين الاتحاد وجهات عديدة دخل معها بيت العمال في صراعات ليست في مصلحة العمال وأشهرها خلاف رئيس الاتحاد مع عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة ناهيك عن العديد من الأزمات مع قوي أخري، والخطأ الرابع أنه بعد أسابيع قليلة بدأ رئيس اتحاد العمال في التفكير في مشروعات أطلق عليها بيزنس نقابي حيث تم استنزاف أموال عديدة من النقابات في هذه المشروعات ومنها مشروع شركة الوادي للاستثمار الزراعي وغيره ولم تدر هذه المشروعات عائدًا حتي الآن علي الحركة النقابية. وتابعت المصادر: أخطر ما تم رصده في الملف الأسود هو ما شهدته الحركة النقابية للمرة الأولي بظهور أول نقابة مستقلة في الدورة الحالية وهي نقابة الضرائب العقارية التي أسسها كمال أبو عيطة الناشط العمالي مستغلاً غياب دور الاتحاد والنقابات في مواقع عديدة وهو ما أعطي فرصة لآخرين للمناداة بإنشاء نقابات موازية في كثير من المواقع، والنقطة السادسة جاءت بأزمة بنك العمال وقرار الاتحاد بالموافقة علي دمج البنك في بنك التنمية الصناعية والعمال وهو القرار الذي لاقي اعتراضات عديدة في الجمعية العمومية للبنك ووصل الأمر إلي أن بعض المساهمين هددوا بإقامة دعاوي قضائية لوقف عملية الدمج باعتبار أنه البنك تم تأسيسه لتمويل مشروعات عمالية تدر دخلاً علي النقابات والعمال. وسابعاً لم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل تزايدت الاعتصامات في المواقع المختلفة بسبب تراجع دور الاتحاد في الدفاع عن العمال واستغلال جهات غير شرعية لمشاكلهم وأشهرها بالطبع إضراب موظفي الضرائب العقارية وعمال غزل المحلة ثم إضراب استمر لشهور ولا يزال وهو إضراب عمال طنطا للكتان بل الأخطر أن الاعتصامات وصلت إلي بيت العمال ومؤسساته نفسها حيث اعتصم عمال وموظفو الجامعة العمالية أكثر من مرة للمطالبة بمستحقاتهم المالية. وطبقاً لمصادر نقابية فإن الأزمة الثامنة التي وقع فيها الاتحاد هي مساندته للمرشح اللبناني غسان غصن في انتخابات الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في مواجهة المرشح الليبي رجب معتوق، الأمر الذي كان سيؤدي لمشاكل عديدة العمالة المصرية في ليبيا لولا تجاوز المسألة في اللحظات الأخيرة لتغيير موقف الاتحاد ليساند مشرح ليبيا الذي فاز بالفعل. والمشكلة التاسعة جاءت بإجراء الاتحاد تعديلات في اللوائح المالية لتقليل سلطات الجهة الإدارية وهي وزارة القوي العاملة والهجرة في الرقابة علي تصرفات الحركة النقابية وهو ما لاقي اعتراضات عديدة خوفاً من تدهور الأحوال في النقابات. وختاماً لم يكتف الاتحاد بذلك بل هناك العديد من القوانين التي تتعلق بالعمال منه التأمين الصحي، والتأمينات الاجتماعية، والوظيفة العامة ولم يتخذ الاتحاد موقفاً واضحاً فيها حتي الآن. المصادر طالبت بإصلاح الأوضاع قبل أن تتزايد هذه الأمور التي تؤثر علي أوضاع العمال في الفترة المقبلة. الأسبوع القادم.. من عائشة إلي مجاور: احترموا القانون والدستور والتزموا بالقنوات الشرعية.