تساءلت في مقال الأمس: هل يمكن للمجتمع المدني أن يدعم المشاركة السياسية؟. وذكرت أن مؤسسات المجتمع المدني (بمنظماته وجمعياته) تقوم علي منهجية مختلفة عن العمل الحكومي. وهو ما جعلها تقوم بدور الوسيط بين المواطن والدولة من أجل تحقيق نوع من التكامل علي عدة مستويات (اجتماعية وثقافية وفكرية وتربوية..).. بسبب الدور الأساسي للمجتمع المدني في التوعية ولمسئوليته المجتمعية للقيام بدور تنموي من خلال عمله في المجتمع. كما أن أحد أدوار المجتمع المدني الرئيسية هو التنشئة السياسية للمواطن المصري من خلال توعيته بحقوقه وواجباته. ومن هنا، كان السؤال: هل يمكن أن يدعم المجتمع المدني المشاركة السياسية للمرأة المصرية.. خاصة في ظل (الكوتة) النسائية لانتخابات مجلس الشعب القادمة. وفي تقديري أن هناك بعض الملاحظات التي لو تم أخذها في الاعتبار ستساعد علي هذا الدعم، وعلي سبيل المثال: - الاهتمام بأن تتضمن برامج الجمعيات ومشروعاتها مكون الجندر (قضايا النوع الاجتماعي) في برامجها وأنشطتها.. بحيث تتحول المساواة بين الرجل والمرأة في مختلف شئون الحياة تدريجياً لأمر طبيعي لا جدال أو خلاف عليه. ويتواكب مع ذلك الإعداد لحملات إعلامية متعددة لمواجهة الاتجاهات السلبية والرد عليها والتأثير فيها لتهيئة المناخ لقبول دور المرأة السياسي وتشجيع دورها. - العمل علي التشبيك وإنشاء التحالفات والائتلافات بين الجمعيات المعنية. بالمشاركة السياسية للمرأة.. لأن في التحالفات قوة وتأثيرًا يتجاوز حدود نطاق عمل أي جمعية أو منظمة أهلية إلي المجتمع ككل سواء من خلال استهداف أكبر عدد ممكن من المواطنين لتوعيتهم أو من خلال دعم مشاركة المرشحات وتدريبهن ورفع قدراتهن. - التواصل مع وسائل الإعلام (الجرائد والمجلات والبرامج التليفزيونية والفضائية وبرامج التوك شو) للتعريف السليم بمفردات قضايا النوع وعدم التمييز ودعم المشاركة السياسية للمرأة.. بدون تشويه صورتها أو الانتقاص من قدرتها علي خوض العمل السياسي والاهتمام بمناقشة قضايا المجتمع ومحاولة تقديم حلول لها داخل البرلمان. - استقطاب بعض المشاهير والشخصيات العامة في المجتمع لمساندة المشاركة السياسية للمرأة. وهو ما يساعد علي التركيز علي مشاركة المرأة تحديداً من خلال هذا الدعم المعنوي والإعلامي من الشخصيات العامة التي يثق فيها المجتمع ويتخذها مثالاً وقدوة يجب اتباعه. - العمل علي مراجعة كل ما من شأنه أن يعوق حق المرأة المصرية في المشاركة السياسية من قوانين أو إجراءات.. إن وجد. - إعداد برامج تدريبية متخصصة لمساندة المرأة المصرية في دخولها الحياة السياسية في بعض الموضوعات التي تساعد علي رفع قدراتها السياسية، ومنها: إعداد الحملات الانتخابية، والتعريف بدور نائبة مجلس الشعب أو الشوري أو المجلس الشعبي المحلي..). إنه دور المجتمع المدني (بجمعياته ومنظماته ومؤسساته).. من خلال محدد رئيسي هو توعية المجتمع، وليس دوراً سياسياً بأي حال من الأحوال.