حبهما بدأ من أول نظرة رتبته الأقدار علي درج سلالم منزلها ورغم التحذيرات والرفض من قبل الأهل والأقارب لهذه الزيجة بسبب اختلاف الجنسية وفارق السن إلا أنها طاوعت قلبها بالقبول فكان نعم الزوج الذي عاشت علي ذكراه حتي الآن، إنها آمال محمد محمود مصرية الجنسية ونور الدين أحمد من منطقة الجبيل شمال لبنان بدأت قصة زواجهما عندما جمعت الأقدار بينهما علي درج منزل العائلة أثناء ذهابها إلي مدرستها الثانوية فرأت نور الدين وظلا لدقيقتين يحملقان في بعضهما وبخجل الفتيات تركته بسرعة فإذا به يسأل زوج اختها في نفس الوقت ويطلب الزواج منها في الحال. في البداية قوبل طلبه بالرفض وكادت أن تفسخ الشراكة بمكتب الاستيراد والتصدير إلا أن آمال وقفت في وجه الجميع وبكت بكاء مراً وامتنعت عن الطعام لفترة وهددت بعدم الزواج أصلاً إن لم تتزوج بمن دق قلبها له وبعد شد وجذب وافق الأهل علي مضد وكان ذلك عام 1977 وفي خلال عام تقريباً تم تأسيس عش الزوجية. وأصبحت رفيقته المدللة في جميع سفرياته الخاصة بالعمل فسافر معاً إلي فرنسا وإسبانيا وسويسرا وسوريا والعراق ولبنان ونقشا قصة حبهما علي أشهر الأماكن السياحية في العالم وأعرقها فلقد تعلمت علي يديه قيادة السيارة ومع ذلك أصر علي أن يأتي بسائق خاص ليكون تحت طلبها أينما شاءت ويكمن سر حب آمال لنور الدين في عشقه الشديد لمصر وأهلها فضلاً عن حبه لأشهر الأكلات المصرية والتي لا يتناولها إلا من يديها وهي الملوخية الخضراء بالأرانب كما تفنن هو الآخر في صنع أشهر الأكلات اللبنانية بنفسه سلطة الفتوش والتبولة فتعلمت آمال علي يديه الكثير فقد كان سبباً قوياً في ثقافتها لحرصه علي جلب القصص والروايات الأدبية لإحسان عبدالقدوس فضلاً عن المجلات والجرائر بصفة دائمة ويومية، كما كان حريصاً علي أن يأخذها بصحبة والديها وأشقائها لتناول السحور في ليالي رمضان بأشهر الفنادق كذلك زيارة الأماكن الأثرية والسياحي هذا إلي جانب دخول السينما وحضور الحفلات الموسيقية بالأوبرا وإذا مرضت آمال يهرع لجلب الطبيب إليها للاطمئنان علي صحتها ورغم عدم إنجابهما للأطفال إلا أنهما ظلا وفيين لبعضهما ولم يفكرا في الانفصال أبداً لهذا السبب. وتشير آمال إلا أن زواجهما مر بصعوبات كثيرة بسبب ضغط الأهل من الطرفين وإصرارهما علي الانفصال بسبب عدم الانجاب إلا أنهما رفضا الإصغاء لهذه المهاترات وعاشا معا بسلام إلي أن فارق نور الدين الدنيا وبدون مقدمات منذ 5 سنوات وكان عمرها وقتها حوالي 45 عاماً وعمره هو 55 عاماً إلا أنها مازالت تتذكره إلي الآن كلما اختلت بنفسها وتتذكر أيامه الجميلة وتقرأ له الفاتحة وتقول "لو عاد بي الزمان إلي الوراء لاخترت نور الدين زوجاً لي مرة أخري..".