أكد عدد من الباحثين والأكاديميين المهتمين بشأن الجماعات الإرهابية في مصر والعالم دخول تنظيم القاعدة خلال الفترة الماضية طورا جديدا أكثر خطورة بعد المطاردات التي تلاحق تنظيمه المركزي في أفغانستان وباكستان، وقال مكرم محمد احمد نقيب الصحفيين إن تنظيمات أفقية في كثير من البلدان العربية في مقدمتها اليمن آخذة في النمو وتكوين خلايا نائمة، بعد ان كان الدور الرئيس في عمليات التنظيم الإرهابي يقع في السابق علي عاتق القيادة المركزية في أفغانستان. واستشهد مكرم بمحاولة الشاب النيجيري عمر الفاروق تفجير الطائرة الأمريكية فوق مدينة ديترويت واختراقه أحدث الأجهزة وهو يحمل في ملابسه قنبلة متقدمة الصنع، ومن قبلها محاولة اغتيال نائب وزير الداخلية السعودي، علي خطورة المرحلة التي يمر بها التنظيم، فيما لفت عبد الرحيم علي مدير المركز العربي للدراسات والبحوث إلي ان القاعدة شهدت تحولا اساسيا في استراتيجية تحركها تتمثل في الاعتماد المتزايد علي احدث الوسائل التكنولوجية، بعد ان كانت تعتبرها رجسا من عمل الشيطان. وعدد عبد الرحيم ملامح الطور الحالي للتنظيم في ورقة قدمها إلي مؤتمر أجيال القاعدة الذي نظمه مركز الدراسات المستقبلية، وفي مقدمتها وجود خلايا سماها "نظيفة الجلد" أي أن عناصرها من سكان الدول الأوروبية الذين أتوا إليها صغارا، ومن أبرز ملامح "الطور" الجديد للإرهابيين وفق عبد الرحيم أن أعضاء بعض الخلايا النائمة تلك غير مسجلين علي شاشات رادارات اجهزة المخابرات لا في الدول التي جاءوا منها ولا في محل إقامتهم الجديد في الدول الأوروبية. من جانبه أشار د.حسن أبو طالب مدير معهد الأهرام الإقليمي للصحافة، إلي ان تطورا "عملياتيا" لحق بتنظيم القاعدة يتعلق بالمواجهة مع الولاياتالمتحدة، اذ لم يعد يصر علي القيام بعمليات كبيرة علي غرار هجوم 11 سبتمبر وبات يجنح نحو القيام بأي عمل موجه ضد المصالح الأمريكية حتي لو كان صغيرا، كما بات يركز علي ان تكون الاعمال في العمق الأمريكي لكي يثبت ان التنظيم لم يمت وأنه قادر علي مواصلة العمليات، مع استمرار الصراع مع أمريكا في ساحات عربية لكي يستطيع تجنيد اكبر عدد ممكن من الشباب.