في مؤتمر صحفي سبق إقامة الدورة الحالية من معرض الكتاب، أعلن الدكتور صابر عرب رئيس الهيئة العامة للكتاب ورئيس المعرض، أن "المقهي الثقافي"، الذي تم إلغاؤه الدورة الماضية، سيعود هذا العام لكن بدون "شيشة"، لكن يبدو أن "الشيشة" تلعب دورا مهما لا يمكن الاستغناء عنه في المعرض، ففرضت وجودها بقوة رغم قرار منعها. ورغم تصريحات صحفية سابقة لحلمي النمنم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب، قبيل المعرض قال فيها: لقد كان المقهي الثقافي في السنوات الماضية يقام بطريقة غريبة جدا، فيديره "معلم"، ويجد الرواد أنفسهم يدفعون أسعاراً لكوب الشاي وكأنهم في فندق خمس نجوم، بينما يحصلون علي خدمة ومشروبات سيئة، وهو ما لن يحدث هذا العام، حيث تم الاتفاق مع شركة معروفة، لتوفير مكان لائق بأسعار مناسبة وشكل أفضل، وتوفر أطعمة آمنة بدلا من المنظر المسيء الذي كنا نشاهده. ولكن يبدو أن الكثير مما اشترطته هيئة الكتاب بشأن المقهي ذهب أدراج الرياح، إذا لا تزال الأسعار عالية، والطعام بعيد عن الجودة، وهو ما عبر عنه مجموعة من الأدباء والشعراء والفنانوين التشكيليين، الذين وإن لم يخفوا سعادتهم بعودة المقهي، تمنوا تطويره ليخرج المقهي بأبهي صورة في السنوات القادمة. الشاعر فريد أبو سعدة وصف المقهي الثقافي بأنه هو المعرض فقال: عندما ألغي العام الماضي، لم يكن للمعرض روح، وأنا أعتبره أهم ما في المعرض، لأنه يكفل احتكاك والتقاء المثقفين ببعضهم، وما يحدث فيه من نقاشات وتعارف أعتبره أهم من الفعاليات نفسها، التي قد يغيب عنها المشاركون بها، بل إنه يكفل التقاء أشخاص من جنسيات مختلفة. واتفق الروائي عصام دراز مع رأي أبو سعدة وأضاف اقتراحات لتطوير المقهي قائلا: أقترح أن يكون هناك ركن للدوريات الشعبية كروايات الهلال وغيرها، ليقترب المقهي أكثر من الشكل الثقافي، كما اقترح أن يكون هناك إشراف صحي علي الأطعمة المقدمة، وعدم المبالغة في الأسعار. الفنانة التشكيلة هالة طوبار لفت نظرها الجانب الشكلي للمقهي الذي رأته غير مناسب للمعرض وقالت: المقهي الثقافي ينقصه بعض النظام، وأن يكون هناك مراعاة للذوق العام، كي يتناسب مع فكرة المعرض، فالمقهي الحالي أشبه بخيمة رمضانية في إضاءته وديكوره. الدكتور محمود الضبع قال: ما يدور علي الهامش دائما في أي مؤتمر، أو ندوة أهم مما يحدث داخل الندوة نفسها فالحوار الثقافي يقوم علي التواصل غير المسبق، أو المنظم أو المعد له، ويقوم أيضا علي الصراع الفكري المتبادل بين الأشخاص الجالسين في المكان، ولا أري ها هنا أي سلبيات، وحتي الأسعار، فالبعض ممن يجلسون هنا، يجلسون في الخارج ويدفعون أضعاف هذه الأسعار. من جانبها علقت الشاعرة لينا الطيبي قائلة: سعيدة بعودة المقهي جدا، فأنا أحب المقاهي، وكنت ولا أزال أتمني أن أكون صاحبة مقهي كي يتجمع الناس عندي، وهو ما أكده الشاعر محمود قرني قائلا: مبسوط جدا بعودة المقهي، لأني "بموت في القهاوي". الشاعر محمد أبو المجد مدير إدارة الثقافة العامة بالهيئة العامة لقصور الثقافة قال: فكرة المقهي موازية لفكرة المجتمع، فهو يمثل فرصة جيدة للتجمع وتداول الأفكار والتعرف علي تفاصيل الحياة الثقافية وتبادل الاقتراحات حول الأنشطة التي يمكن إقامتها في المستقبل، خاصة أنه بجوار المقهي الثقافي، وهو المكان الأكثر اقترابا من روح المبدعين. الشاعر سعدني السلاموني قال: عاد المعرض هذا العام بالمقهي الثقافي الذي يجمع المثقفين، وأجمل ما فيه هو الأجيال الجديدة التي تجتمع مع الأجيال القديمة فيحدث ألفة وود، وأنا أعتبره العمود الفقري لمعرض الكتاب، وبإغلاقه العام الماضي مات المعرض، ولكن يضايقني فيه الأسعار التي لا نجدها في فنادق الخمس نجوم. النحات طارق الكومي: قال أجمل ما في المقهي أنه يجعل الناس تلتحم، بالمعرض بشكل سلس، وما يعيبه ارتفاع الأسعار، فعلي إدارته أن تدرك أنها لا تقدم مشروباتها وخدماتها في حي المهندسين، وأن تدرك أيضا أن زوار المعرض مثقفون غلابة، وأكمل: أقترح أن يضعوا ملصقات داخل المقهي بالفعاليات، وشاشات عرض، تنقل الفعاليات والندوات الرئيسية. الشاعر فارس خضر رئيس تحرير مجلة "الشعر" قال: أنا مع عودة المقهي ولكن بأسعار بسيطة، ولكن للأسف، هناك مغالاة في الأسعار، فالهيئة تبيعنا لهيئة المعارض والأخيرة تبيعنا لمن يدفع أكثر، والأمر في جملته جباية، وأنا أدفع 70 جنيها في طلبات لن يزيد ثمنها في الأحوال الطبيعية علي 10 جنيهات.