عن دار نشر ابن لقمان بالقاهرة، صدر كتاب "القاهرة والقدس" من تأليف ديفيد سلطان السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، فترة رئاسة اسحق رابين للحكومة الإسرائيلية، ويتناول فيه فكرة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وكواليس العلاقات المصرية الإسرائيلية خلال الفترة من 1992 إلي 1996 . في لقاء مع الموقع الإسرائيلي "والا" ذكر زكريا عمرو مترجم الكتاب أن سبب اختياره لترجمة هذا الكتاب هو "تناوله بالشرح موضوع العلاقات المصرية الإسرائيلية، واستخدام الجانب المصري لهذه الورقة في دفع عملية السلام مع الفلسطينيين، وخاصة فيما يتعلق بقضية الأسري المصريين الذين قتلوا خلال عمليات قادش والحرم الإبراهيمي"، و يعتبر عمرو أن قضية العلاقة مع إسرائيل وصمة عار في التاريخ المصري. من وجهة نظر إسرائيلية، يعرض الكتاب كذلك لموقف عدد من المؤسسات المصرية من التطبيع مثل نقابات العمال والصحفيين والأطباء في ذلك الوقت، إلي جانب موقف الجهات الرسمية ويعتقد مؤلف الكتاب بأهميته في خدمة العلاقات الثنائية بين البلدين، فعلي حد زعمه في مدخل الكتاب: "كلا الطرفين مدرك تماما لأهمية التطبيع". يحاول ديفيد في الكاتب تقديم تصور مناسب عن الظروف التي تساعد علي نجاح التطبيع، ويري أن العقبة أمام التطبيع تكمن في التزام الشعب المصري تجاه القضية الفلسطينية، حيث يكتب: "اعتقد الإسرائيليون أن مصر صنعت سلاما بارداً ومنفردا مع إسرائيل، بادرت حقا بالسلام لكنها لم تكن ترغب فيه، أو في التخلي عن التزامها تجاه القضية الفلسطينية. يري المؤلف أن الإسرائيليين كانوا يخشون التطبيع، ففي المدارس والجامعات الإسرائيلية بحثوا عن أسباب هزيمة الحملة الصليبية، وخلصوا إلي أن توطين الصليبيين في الشرق وقطع صلاتهم مع أوروبا من أهم أسباب هزيمتهم، ومن هنا تخوف الإسرائيليون من التطبيع حتي لا تنقطع جذورهم مع الغرب.