لم يلعب سوي 145 دقيقة في 6 مباريات بكأس الأمم الأفريقية كانت كفيلة بالإعلان عن أسطورة جديدة في القارة السمراء، اسطورة اسمها جدو عريس المونديال الأفريقي. في الدقائق القاتلة يدفع به المعلم حسن شحاتة لينشر البهجة ويسجل 5 أهداف ويخطف لقب الهداف من الكبار في القارة إيتو ودروجبا وفلافيو وإيسيان وغيرهم. تاجر السعادة المصري الجديد 26 عامًا مازال يبحث عن عمل رغم حصوله علي ليسانس الآداب عام 2005 وتقديم أوراقه إلي شركة للأدوية لم ترد عليه حتي الآن!! جدو من أسرة مصرية بسيطة في حوش عيسي بدمنهور ليس لديها فائض في شيء أكثر من الفائض في الأخلاق والطيبة تطلق والدته الحاجة نازك بدر الزغاريد بعد كل هدف رغم أنها لا تقوي علي مشاهدة المباراة في حينها، تظل تقرأ القرآن حتي تنتهي المباراة وتطمئن علي النتيجة ثم تجلس لتراها في الإعادة وبعدها تقرأ القرآن ثانية ليحميه الله من الحسد، ثم تدعو له أن يرزقه ببنت الحلال ليكمل نصف دينه وتتمني أن تكون من بلده من حوش عيسي. والد جدو الحاج ناجي إسماعيل الذي يعمل تاجر خضروات وفاكهة وطقوس مشاهدة مباريات ابنه لم تختلف كثيرًا عن الأم فالأب يحرص علي جمع شقيقات العريس 3 بنات وشقيقه لاعب كرة القدم في نادي دمنهور نور ليصلوا ركعتين قبل المباراة والدعاء للابن.. عريس المونديال الأفريقي الذي يتشابه مع تاجر آخر للسعادة في أشياء كثيرة محمد أبوتريكة بدأ كرة القدم في سن 12 سنة ولعب لنادي دمنهور حتي عام 2002 مقابل 10 آلاف جنيه حتي اشتراه نادي الاتحاد السكندري مقابل 350 ألف جنيه عام 2004 وأعاد اكتشافه المعلم حسن شحاتة والذي هاجمه الكثيرون عند ضم جدو بزعم أنه لاعب مغمور ولن يقدم شيئًا!! لكن اللاعب الموهوب رد في الملعب ورد الجميل لحسن شحاتة وأسكت الجميع. صانع البهجة المصري الذي أسعد قلوب الملايين قدم الحزن والندم لبعض مسئولي الأندية الذين رفضوا التعاقد معه خاصة نادي الزمالك والذي رفضت إدارته الحصول علي خدمات اللاعب!! وإذا كانت مصر كلها ليس لها حديث الآن سوي جدو وعايز تهدو هات له جدو فإن حوش عيسي مسقط رأسه لم تسهر للصباح فقط أمام منزله احتفالاً بابنها.. بل طالب المجلس المحلي ونواب بالشعب محافظ البحيرة اللواء محمد شعراوي بإطلاق اسمه علي مدرسة وميدان وإطلاق اسم حسن شحاتة ابن دمنهور أيضًا علي شارع في المحافظة .. وتيمنًا بالاسم جدو لم يجد ميكانيكي في البحيرة اسمه مراد عبدالفتاح أفضل من هذا الاسم جدو ليطلقه علي مولوده الذي رأي النور مع أول أهداف جدو.