ناقشت "المائدة المستديرة" بمعرض الكتاب رواية "الشلالات" للأديبة الأمريكية المعاصرة جويس كارول أوتس، بحضور الدكتورة أماني توما والناقد مصطفي محمود والروائية سهير المصادفة ومترجم الرواية عمرو خيري. أشار الناقد مصطفي محمود إلي التشابه الكبير بين أحداث رواية "الشلالات" وأحداث حياة كاتبة الرواية أوتس التي وصفت بطلة روايتها وكأنها تصف نفسها شكلا ومضمونا، حيث تخرجت عام 1960 وحصلت علي درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي، وتزوجت تماما كبطلة الرواية دون قصة حب. وقالت الدكتورة أماني توما، التي تولت مراجعة ترجمة الرواية: أثناء قراءتي للرواية اكتشفت أنها تتميز بتصوير دقيق للشخصيات، وعمق شديد في الأحداث، كما يمتاز أسلوبها بربط الغموض العام بالأحداث والملاحظات الاجتماعية حولها، فهذه الرواية تدور في المنطقة الواقعة في شلالات نياجرا، بين طبقة الأغنياء والطبقة الكادحة، فتحدثت عن الشلالات كمكان للترويح عن النفس أو لتدميرها، حيث يذهب الناس أحيانا لإنهاء حياتهم، وكان هدف الكاتبة ليس فقط تشريح المجتمع، لكنها أرادت إيصال فكرة إمكانية تغيير حياة إنسان بين ليلة وضحاها، وبالمثل بعض المفاهيم والمعتقدات الراسخة. ثم عرض عمرو خيري مترجم الرواية تجربته معها قائلا: شعرت أثناء الترجمة أن الكاتبة تكتب روايتها المفضلة، فأعطت صورة عن الحلم الأمريكي، في نموذج الأم ذات الطموح البسيط، التي تتزوج من رجل ثري وتقطن في شلالات نياجرا، ويحدث التحول عندما يتدخل زوجها المحامي الثري المشهور للدفاع عن الطبقة العاملة الكادحة، رغم ارتباط اسمه بأكبر الشركات الأمريكية الاستثمارية. وعن الموقف السياسي الذي اتخذت منه الكاتبة محورا مهما في الرواية قال: تناولت فترة مهمة بين جيلين بالإضافة إلي لمحات من جيل ثالث، فوثقت لقضية حقيقية حدثت في أمريكا خلال فترة الستينيات، وهي عبارة عن مجموعة من المصانع القديمة التي أنشئت في شلالات نياجرا، وجلب أصحابها أعداداً كبيرة من العمال أنشأوا لهم منازل يدفعون ثمنها لمدة ثلاثين عاما، مقابل أجر زهيد لا يكاد يكفي طعامهم فقط، كما قام أصحاب هذه المصانع بعمل نفق سري لتصريف المخلفات السامة إلي الشلالات، وانشأوا فوقها مدرسة للأطفال، مما تسبب في إصابة الناس بالمنطقة بأمراض خطيرة، وكانت هذه هي القضية التي حولت مجري الرواية ومجري حياة المحامي الشهير زوج البطلة.