عام 1905 كانت لائحة الإنجيليين تنص علي عدم التطليق إلا لعلة الزني.. في الوقت الذي كان الارثوذكس يتوسعون في أسباب الطلاق بلائحة 1938 . وعندما أصر الارثوذكس علي التمسك بعدم التطليق إلا لعلة الزني.. يطالب قساوسة إنجيليون بالتوسع في أسباب الطلاق. القس أشرف شوقي في كتابه الزواج والطلاق في المسيحية كشف عن هذا الأمر المثير. والقس أشرف راعي الكنيسة الإنجيلية بالمعادي وقد تخرج في كلية الإعلام عام 1994 ثم تخرج في كلية اللاهوت عام 1998 وتخرج في كلية الحقوق عام 2005 وحول كتابه ودراساته العديدة كان هذا الحوار: لماذا درست اللاهوت والإعلام والقانون؟ - كل دراسة يحصل عليها الراعي ورجل الدين يستفيد بها الشعب والكنيسة التي يخدم فيها فيظهر هذا التنوع الثقافي والدراسي في خدمته من خلال العظة والكتابة وطرح الحلول للمشاكل القانونية التي تواجهنا. بل والتحفيز علي المشاركة السياسية. ومن خلال دراستك للإعلام كيف تقيم الإعلام المسيحي الموجود حالياً؟ - أمام الإعلام المسيحي مشوار طويل لكي يتمكن من العمل باحتراف حقيقي ويستطيع أن يخدم المجتمع كله والمشكلة عندنا أن هناك دائماً نظرة شك واتهام في أهمية الإعلام للمجتمع. كذلك فعندما يعمل قساوسة أو كهنة في مجال الإعلام يتم علي الفور اتهامهم بالبحث عن الشهرة. علي الرغم من حيوية وأهمية هذا الدور للتأكيد علي تواجد رجل الدين في المجتمع ومعايشته لمشاكله. والمساهمة في حلها. وأيضاً تقديم رأي الدين في القضايا المختلفة. ووضع المثل والقيم السامية أمام المشاهدين. أو القراء كذلك يؤخذ علي الإعلام المسيحي قلة العدد مما يؤدي إلي ضعف التأثير كذلك هو عمل تطوعي بالأساس مما يجعل بالتالي العاملين به هواة. وغير محترفين. كما يستخدم مفردات ضيقة، كأنه يخاطب نفسه. لقد تمت رسامتك بقرية العزيزات بسوهاج ثم نقلت للمعادي هل تتفق معي أنه توجد حالة تجريف في خدمة القري. والكل يريد أن يعيش بالمدن والمحافظات؟ - بالنسبة لي فأنا ابن مدينة أصلاً لذلك كان الذهاب هناك هو الغريب وليس العودة للخدمة في المدينة. ولكن بالفعل فقد حدثت عملية التجريف في خدمة القري وتم هذا بدون قصد ومنذ نحو 20 عاماً نحاول أن نعيد لكنائس القري قيمتها والجدير بالذكر هنا أن 80٪ من القساوسة الإنجيليين قادمون من قري المنيا وأسيوط. ما الجديد الذي قدمته في كتابك الزواج والطلاق في المسيحية؟ - قدمت عرضاً لاهوتياً وكتابياً للزواج المسيحي وهذا ليس مهماً. ولكني طرحت رؤية تؤكد علي أن الزواج في المفهوم الإنجيلي لا يفسخ إلا لعلة الزني وتغيير الدين وهو ما يتمسك به الارثوذكس. ولكن هذا الكلام غريب وخطير. خاصة أن الكثير من قادة القساوسة الانجيليين يطلبون حاليا بالتوسع في أسباب الطلاق؟ - المثير في الأمر أن الأرثوذكس حاليا يطالبون بعدم التطليق إلا لعلة الزني وتغيير الدين وهو أمر كانت تنص عليه شريعة الانجيليين الوطنية التي كتبت عام 5091. وطبقا للائحة عام 1938 كان الارثوذكس يطلقون لأكثر من سبب علي سبيل المثال الغياب الطويل والأمراض المستعصية لأن الزواج بذلك يفقد وجوده، ثم أصر البابا شنودة الثالث منذ جلوسه علي كرسي البطريرك عام 1971 علي رفض لائحة 1938 وعدم التطليق إلا للعلة وهو ما كان مطبقاً عند الانجيليين منذ عام 1905 فالارثوذكس اصبحوا انجيليين في حين أن بعض الانجيليين أصبحوا يميلون لفكرة التوسع في أسباب التطليق كما كانت تنص لائحة 8391. وما هو رأيك الشخصي في الموضوع؟ - رأيي الشخصي أن الكنيسة تجاوزت عندما فكرت بشكل كبير في التوسع في أسباب الطلاق. واهملت بناء الزواج السليم كمفاهيم ومضامين.. والتعامل مع شريك الحياة بطريقة جيدة. فكان الأهم أن نعلم الشباب كيفية اختيار شريك الحياة وتنميته والتعامل معه. وهل تقوم مراكز المشورة الأسرية حاليا بهذا الدور؟ - مراكز المشورة تقوم بدور ولكنه مازال ضعيفاً وذلك لقلة عددها وكذلك هناك ضعف في الخبرة والتدريب بها. وذلك مع اتساع نطاق المشاكل الزوجية وتعدد اسبابها وكلها تحديات اقوي من مراكز المشورة. ألم يحد الفحص الطبي قبل الزواج من هذه المشاكل؟ - الفحص الطبي مهم جدًا لكي يبني الزواج علي المصارحة والمكاشفة. وأيضا الاقرار بشهادة خلو الموانع والشهادة الطبية. ولكن هذا لا يعني انهاء المشاكل. فالمشاكل مستمرة كما الحياة ولكن المهم كيفية التعامل معها. ماحجم وجود الزواج العرفي في الكنيسة الإنجيلية؟ - حدود معلوماتي تقول إن الزواج العرفي غير موجود ولم يحدث أن تنامي إلي علمنا وجوده بكنائسنا.. خاصة لأن كنائسنا صغيرة وكلما كانت الكنيسة صغيرة كان اهتمام الراعي بشعبه كبيرا مما يمنع وجود هذه الظواهر الغريبة. وهنا يجب أن أشير إلي خطورة هذا النوع من الزواج لانه يهدد مصلحة المجتمع ومن مصلحة المجتمع أن يساعد بشكل أكبر وأقوي علي إرساء دعائم الأسر. فالمجتمع هو مجموع هذه الأسرة ولابد من تكاتف الكنيسة والاعلام والتعليم لكي تقف ضد ضغوط المجتمع المعاصر وتحدياته ليتم تربية الابناء في جو أسري يساعد علي ثبات القيم والأخلاق. في رأيك لماذا تحدث مشادات كثيرة بين الطوائف المسيحية مؤخرا؟ - طبعا أحد أكبر أسباب هذه المشادات ضيق الأفق والنظرة الاحادية للأمور. فالله هو الذي أقر شريعة التنوع والاختلاف وهما رحمة بالبشر. وما هي الدراسة التي تقوم بها حاليا؟ - أقوم حاليا بتحضير بحث حول وجهة نظر مسيحية في موضوع الموت الرحيم. وإلي ماذا توصلت؟ - الأمر يتوقف علي تعريفنا للموت والظروف التي يمر بها المريض. فإذا كان هناك امكانية للشفاء ولو ضئيلة جدا فلا يقبل الموت الرحيم. أما إذا كانت الحالة ميئوساً منها ويعاني المريض آلاماً كبيرة. فالأمر ليس مباحا علي الاطلاق بل حسب رأي المريض واسرته.. فالموضوع ليس سهلاً من ناحية التنظير وأنا أريد من خلال هذه الدراسة أن افتح حوارًا حول الموضوع لا أن اقدم رأيا قاطعاً.