حالة من الأمل والتفاؤل سيطرت مؤخرا علي العاملين بالسيرك القومي بعد اعتماد وزير الثقافة فاروق حسني مؤخرا للائحة الجديدة التي تتضمن زيادة في مرتباتهم وحوافزهم سواء للعاملين بالعقود أو المعينين، لكن ما زاد من سعادتهم بدء المخرج الشاب محمد عبد الرحمن، في إقامة مشروع عرض جديد بالسيرك وهو علي حد وصف المخرج مشروع يشبه عروض السيرك العالمية بالخارج التي اعتادت استخدام أشكال الدراما المسرحية في عروض السيرك الخاصة بها علي عكس فقرات السيرك المنفصلة التي مازالت تقدم بشكل تقليدي في مصر ويقول محمد الشافعي: العمل بالسيرك حلم كان يراودني منذ الصغر خاصة عندما كنت أتواجد مع والدي بالقطاع حيث كنت أتمني وقتها أن أصبح لاعبا بهذا المكان لكن نظرا لعدم انخراطي في دراسة أكاديمية متخصصة في هذا المجال قررت دراسة المسرح لأنه أقرب المجالات من السيرك وبالفعل درست وحاليا أعد رسالة ماجستير التي قررت أن تكون عن السيرك وهو المشروع الذي أقدمه لأنه جزء من الرسالة التي أتمني أن تكتمل إلي دكتوراه عن السيرك بعدها أحصل علي درجة الدكتوراه في السيرك أيضاً. ويضيف: المشروع عنوانه "نحو سيرك أكثر إنسانية" بمعني أنه لابد أن يكون أكثر إنسانية مع الحيوانات والأشخاص العاملين وبالطبع مع الجمهور كتبت المشروع عام 2006 ورفض ثم جددت عرضه علي القطاع من جديد ورفض أيضا وكان السبب دائما أن هذا المشروع يحتاج إلي ميزانيات ضخمة لن تكون نتائجها مضمونة، لكنني هذه المرة أقنعت رئيس القطاع شريف عبد اللطيف بأننا لن نكلف القطاع ميزانيات ضخمة علي العكس سنعمل علي استغلال كل الإمكانيات الموجودة وبالفعل جميع العاملين بالمكان قرروا أن يقوموا بإعداد كل شيء بمجهودهم الذاتي تماما دون تكاليف مبالغ فيها والشيء الوحيد الذي نحتاجه فقط من القطاع هو الموافقات الإدارية وبالفعل تمت الموافقة وبدأنا العمل. وعن المشروع الجديد يقول الشافعي: اكتشفنا أنه بعد ست سنوات سيحتفل السيرك القومي بيوبيله الذهبي أي بمرور 50 سنة علي إنشائه وحيث إن عمره الآن 44 سنة لذلك قررنا عمل عرض تحت عنوان "حفلة عيد الميلاد"، بالطبع لن يكون عملا تقليديا بمعني أنني لن أقدم عرض سيرك مثل العروض التي اعتدنا رؤيتها دائما لكنني ألعب هنا علي عمل مزج ما بين الدراما المسرحية وعروض السيرك العادية بمعني أن العرض لن يعتمد علي المذيع الذي يقدم فقرات منفصلة للسيرك بل سنحاول التعامل مع العرض وكأنه عمل درامي تتداخل معه أشكال الإبهار المختلفة الخاصة بالسيرك لأنه في اعتقادي أن هذا الشكل من العروض سيغير الشكل التقليدي المعتاد لعروض السيرك إلي جانب أنه سيكون مفيدا للمسرح لأنه سيتيح للمسرحيين فكرة استخدام تقنيات السيرك في العروض المسرحية الجديدة حتي تواكب مسارح العالم التي تعتمد علي الدراما الحركية والمهارات الجسدية والإبهار وأكبر مثال علي ذلك سيرك "الشمس" في كندا الذي يعتمد علي أعمال درامية ومخرجين مسرحيين في عروضه. ويضيف قائلاً: الحقيقة أن العاملين بالسيرك يبذلون جهداً كبيراً في العمل بهذا العرض الجديد ومتفائلين به للغاية وجميعهم متبرعون بالعمل بكل ما لديهم حتي يخرج العرض بأفضل صورة، ويعتبر هذا العمل التجربة الثانية لي علي المستوي الاحترافي بعد إخراج "نص ساعة هاملت" بمركز الإبداع الفني وأتمني أن تكون كل مشاريعي القادمة معتمدة علي هذا الشكل من الإخراج الذي أتمني أن ينتشر لدينا في مصر بشكل فعال لأن السيرك بأوروبا وجميع دول العالم يعتمد علي هذا الشكل لذلك في تصوري أنه لابد من وجود دراسة أكاديمية معتمدة لدينا لفنون السيرك حتي يتم الاهتمام بهذا الفن بشكل فعلي لأنه مهم للغاية ويكفي أن السيرك من أهم القطاعات التي تدر دخلا كبيرا للدولة لأن عروضه تحقق إيرادات كبيرة لذلك من المهم أن تتغير نظرة الناس للاعب السيرك ومن المهم أيضا أن يتغير أسلوب تعلم فنون السيرك وهذا لن يأتي إلا بعمل دراسة أكاديمية لهذا الفن. وأكد محمد أبو ليلة المشرف العام علي السيرك كلام الشافعي قائلاً: هذا المشروع تم بجهود ذاتية تماما فليس هناك أي تدخل من القطاع إلي جانب أنني أعتبره تمهيدا لبداية فكر جديد داخل السيرك وكل العاملين بالمكان متحمسون له للغاية ويعملون متبرعين بمجهودهم بلا مقابل، وأتمني أن ينجح هذا المشروع لأنه علي أساس هذا النجاح سنحاول أن نعتمد علي هذا الشكل من العروض فيما بعد خاصة وأن دول العالم أصبحت تعتمد هذا الشكل من العروض، ولكن أخشي ألا يخرج العمل علي المستوي المطلوب خاصة وأن السيرك حاليا يعاني من فقر شديد في الإمكانيات فهو يحتاج إلي تطوير علي جميع المستويات لذلك قد يخرج العمل ضعيفاً، لكن خلال شهر أبريل المقبل من المنتظر أن يغلق السيرك حتي يخضع لعملية تطوير شاملة كما وعدنا وزير الثقافة فسوف يتم تطويره بشكل كامل حتي يكون لائقا بهذه النوعية من العروض خاصة ونحن نفكر فيما بعد لعمل مهرجان دولي للسيرك كما أنه ليس من المنطقي أن نحتفل خلال السنوات القادمة باليوبيل الذهبي للسيرك وهو علي هذه الحالة.