في معاناة جديدة لنموذج تاريخي من أبطال ما يسمي ب «مسرح الشارع» تحفظ فنانو السيرك علي قرار وزير الثقافة فاروق حسني بنقل السيرك القومي من العجوزة إلي مدينة السادس من أكتوبر وأصدر العاملون بالسيرك الاثنين الماضي بيانا يناشدون فيه الوزير بضرورة الإبقاء علي المقر الحالي لحين الانتهاء من تجهيز المقر الجديد حيث جاء نص البيان كالتالي: «جميع الإداريين والعاملين بالسيرك القومي، يشكرون السيد وزير الثقافة الفنان فاروق حسني علي تخصيص مساحة 24 فدانا بمدينة 6 أكتوبر لإقامة صرح فني وثقافي ضخم يضم مباني عملاقة للسيرك القومي ونعلم تماما طموح سيادتكم في إقامة أو إنشاء سيرك عالمي بأحدث التقنيات العالمية يليق بفناني مصر ومكانة مصر.. كما أنهم يستنكرون ويكذبون ما جاء في بعض الصحف من ادعاءات نسبت للسيد المشرف العام علي السيرك القومي والعاملين به بخصوص رفضهم لنقل مقر السيرك القومي لمدينة السادس من أكتوبر وهم أبعد ما يكون عن هذه التصريحات والادعاءات». وطالب البيان بالإبقاء علي المقر الحالي للسيرك القومي بالعجوزة واستمرار العمل به لحين الانتهاء من أعمال البناء والتجهيز للمقر الجديد حتي لا يتعرض العاملون بالسيرك لما لا ترضونه لأبنائكم من تشتت وبطالة مؤقتة تؤثر سلبا علي مهاراتهم، واقترح تحويل أرض السيرك بالعجوزة إلي مدرسة لأجيال الفنانين المبدعين من لاعبي السيرك القومي في المستقبل، وناشد وزير الإسكان لتخصيص عدة وحدات سكنية لفناني السيرك بحيث يكونون بجوار مبني السيرك الجديد بأكتوبر، وكذلك تحديد موعد لمقابلة لجنة مصغرة تمثل كل العاملين بالسيرك القومي لتفادي حرب التصريحات الكاذبة التي تشنها الصحف الصفراء مستغلة الموقف». وأكد محمد أبوليلة مدير عام السيرك في تصريحات لروزاليوسف قائلا: تم استغلال هذا الموقف لإحداث وقيعة بيننا وبين الوزير وتلفيق تصريحات من بعض الصحف وحدثت مغالطات كثيرة لأننا ببساطة شديدة لن نعارض التطوير، علي العكس جميعنا أثني علي هذه الخطوة لكن بالطبع عندما سمعنا الخبر لأول وهلة صعب علينا المكان لأنه «عشرة سنين» وتربطنا به ذكريات جميلة وسنوات طويلة، فبالتأكيد اهتزت مشاعرنا عندما علمنا أنه سيتم نقل المكان بالكامل من هذه الأرض التي استمر عليها منذ عام 1964 عندما قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إنشاء أول سيرك قومي بمصر أسوة بما رآه في موسكو خلال هذا التوقيت،وأضاف: أريد أن أصحح معلومة أن اعتراضنا علي التطوير هذا غير حقيقي، وكل الموضوع أننا نريد أن نستمر في هذا المكان ونناشد الوزير بألا يتم إغلاقه حتي يفتتح المكان الجديد. وعن تاريخ إنشاء هذا المكان أضاف أبو ليلة: بالنسبة لفن السيرك فقد ظهر لدي القدماء المصريين وهذا الكلام مثبت بالرسومات في "بني حسن" بتل العمارنة بوادي الملوك وكنت لا أعلم شيئا عن هذه المعلومة لكنني اكتشفت ذلك عندما ذهبت للدراسة عام 1975 في بعثة إلي موسكو وجدت صورًا عن تطور فن السيرك علي مدار سنوات طويلة داخل كتيب صور كبير وكلها تمثل السيرك لدي الفراعنة واكتشفنا فيما بعد أن هذه الصور لدي جميع سيركات العالم، وقد بدأنا في الاهتمام بهذا النوع من الفن وتجميع الأسر التي تقدم هذا الفن مثل أسرتي الحلو وعاكف عام 1962 وقتها كان مقرنا الحديقة الخلفية لقصر عابدين ثم بدأوا في دراسة مشروع إنشاء السيرك القومي بمنطقة العجوزة من 1962 حتي عام 1966 ووقتها كانت تخرج بعثات لدراسة هذا الفن بالخارج كما تم انشاء مدرسة لتعليم فنون السيرك داخل المكان تستقطب معلمين للخارج لكن للأسف توقفت البعثات وأغلقت مدرسة السيرك لحدوث ضعف بميزانية الوزارة. علي الجانب الآخر، صرح شريف عبداللطيف رئيس قطاع الفنون الشعبية بأنه ليست هناك أي نية لإغلاق السيرك كما أشيع لكنه سيدخل مرحلة التطوير كما كان مقررا له من قبل وسيستمر في عمله طوال الموسم الصيفي كعادته كل عام كما أن هناك عرضا يعد له المخرج محمد الشافعي بعنوان عيد ميلاد السيرك.. قائما كما هو». وعن مسألة تطوير السيرك القومي وإنشاء مقر جديد له تحدث المخرج الكبير عبدالرحمن الشافعي أحد رؤساء قطاع الفنون الشعبية السابقين الذي تولي رئاسته في الفترة من 1996 إلي 1999 قائلا: كان هناك مشروع منذ 10 سنوات قدمه الأستاذ عاطف منصف رئيس قطاع الإنتاج الثقافي وقتها وكانت هناك مسابقة لعمل مشروع لتطوير هذا المكان وأعتقد أنها كانت دراسة في منتهي الدقة والجودة لكن للأسف لم يتم المشروع بسبب ارتفاع التكلفة المالية الخاصة به ، فإذا كانوا سيقومون بتطوير السيرك ففي رأيي لابد أن يعودوا لهذه الدراسة لأنها مهمة للغاية.. وأضاف: أعتقد أن مشروع تطوير السيرك أمر مهم للغاية لأن المكان وصل إلي حالة من التدهور الشديدة كما أن هناك ظلما واقعا علي العاملين مقارنة بالعاملين في وزارة الثقافة ففي رأيي أنه لابد من الاهتمام بهم وبالمكان لأن السيرك أحد أهم الأشياء الأصيلة في الفرجة الشعبية، خاصة أنه يجمع في جمهوره بين الكبار الصغار كما أن عناصر السيرك في العالم تطورت لكنها للأسف تراجعت لدينا بشدة، إلي جانب ذلك أنه لابد ان تكون هناك شعب جديدة للسيرك بالمحافظات فأذكر عندما كنت رئيسا للقطاع كنا نقدم عروضًا للسيرك القومي في أماكن مختلفة لأن هذا الانتشار مهم للغاية، أيضا من المهم عودة البعثات لهذا القطاع من جديد حتي ننشئ جيلاً جديدًا يتقن هذا الفن فنحن نعتمد حاليا علي المدربين القدامي الذين حصلوا علي بعثات خلال السنوات الماضية.