كنت أقول دائما إن الصحفي قليلا ما يندهش؛ باعتبار أنه قبل أن يتملكه الاندهاش، يكون عليه أن يحلل الموقف بسيل من الأسئلة التي تفسر وتكشف حتي يتحول الشيء المدهش إلي أمر عادي يفهمه كل من القارئ والصحفي! الوحيد الذي تنطبق عليه هذه الصفة هو الإعلامي المتمرس فينا تامر أمين، رضي الله عنه وعفا عنا نظير ما نتحمل- تامر مع حفظ الألقاب لا يندهش أبدا.. وليس هناك من جديد عند أي ضيف يثيره ولا يحرك حاسته الاستكشافية، ولا يجعله ينظر في ورقة الإعداد؛ فهو علي علم بكل ما يقوله ضيوفه، بل وكل ما توسوس به نفوسهم.. هذا ما ألاحظه وقد أكون مخطئا يا جماعة فقوموني، ولذلك فأحاديثه عن نفسه تأتي منطقية تماما، وأفكاره الخلاقة مبعث سرورنا، ومحاكماته لضيوفه والتي تتحول إلي حب ودلع وغزل وحماس لمن يرضي عنهم أو عنهن، تجعلنا كمشاهدين نصفق له بحرارة، وندعو ونبتهل: اللهم حبب إلينا تامر.. اللهم لين قلبه علي ضيوفه.. اللهم انفعنا بتنظيراته.. وأفدنا من سفرياته وترحاله التي كثيرا ما يغيظنا بها.. اللهم كما ألهمته الكلام في السياسة والاقتصاد والفن والكورة والسياحة والصحة والوطن والوطنية.. أنعم عليه بنعمة الإنصات إلي ضيوفه..وعدم التدخل فيما لا يعرفه. وعلي طريقة بعض المذيعين التي أحبها، ولا تغيظني مطلقا، أتكلم عن نفسي فأقول: أنا أنا أنا، قابلت عظماء وبسطاء أنا، مشاهير وصعاليك أنا.. وانبهرت بأفكار وشخصيات أنا، ولكني لم أسمح ل " بريق الضوء "، أن يمنعني عن النفاذ الي جوهر الشخصية.. وكثيرا ما وجدت " الهالة " أكبر من الحقيقة!....... إلا محمود... الذي أعترف بأن " ضوء " ذكائه، زغلل بصري وفكري، وسبب لي ارتباكا للحظات وأنا أجاري عقله المتقد.. المشتعل.. ومحمود ليس هو وأرجو ألا أكون قد خيبت ظنكم ليس هو نجم البيت بيتك الصديق محمود سعد، ولكنه محمود أذكي طفل في مصر والعالم الذي التقيته الأسبوع الماضي. عمره 11عاما (ملحوظة: محمود هو أذكي طفل في العالم، ويبلغ قياس معدل الذكاء عنده 155، وهو يتفوق علي حدود العبقرية). يستطيع أن يخبرك يا أستاذ تامر، بحاصل ضرب 13 رقما، بدون ورقة ولا قلما.. ربما لو حاوره الأستاذ تامر (مع حفظ الألقاب برضه) يخطر علي باله سؤال: وبدون آلة حاسبة طبعا؟ أؤكد له: بدون آلة حاسبة طبعا. كان يفاجئني محمود ، بأن يقاطعني كثيرا، لا بسبب ما نراه من محاولة فرض الرأي التي نشاهدها علي شاشات الفضائيات، ولكن لأنه " فهم " السؤال، اصطاده قبل أن يكتمل نموه.. وصدق من قال: اللبيب بالإشارة.. يفهم.. ومحمود خير الفاهمين.. أستاذ تامر. التقيته من دون موعد سابق، اقتنصت بعض الوقت من جدوله المشحون بالعلم واللقاءات الإعلامية من إعلاميين من أنحاء العالم..وليس من بينهم الأستاذ مع حفظ الألقاب تامر أمين.. ما بين مدرسته الدولية، ممكن سؤال يطرأ علي ذهن الأستاذ مع حفظ الألقاب تامر، يقوله: انت غني؟ أقوم أقوله: دي منحة مجانية من المدرسة. والجامعة الأمريكية برضه منحة التي يقضي بها 6ساعات كاملة تنتهي عند منتصف الليل، والتي اختارته كأصغر مدرس بها للمادة التي ذهب ليتعلمها عندهم، وهي احتراف تصميم شبكات الكمبيوتر وزملائه من خريجي كليات الهندسة، وأرسلت الجامعة تقريرا عنه الي المقر الرئيسي عنه كنموذج لما وصل اليه الطالب المصري. وأنا أدردش مع محمود، أشرت إليه أنني سوف أرسل إليه رسالة الكترونية، فقاطعني وهي هواية عنده من: [email protected]؟ وكانت هذه من المرات التي اندهشت فيها، فسألته: وكيف عرفت بريدي؟ قال: أنا فاكر اني قرأت هذا الإيميل منذ فترة.. ولأن حضرتك اسمك طاهر (t) البهي، يبقي أكيد ده بريدك.. وتذكرته الآن! الذكاء حلو يا اخوانا! الذكاء حلو يا أستاذ تامر. هكذا هتفت وأنا أتخيل محمود بجسده الضئيل، يجلس علي كرسي الضيف أمام الأستاذ مع حفظ الألقاب تامر.. بجسده الكبير (الأستاذ تامر يكبر محمود بسنوات) وتبادلت معه بعدها عشرات الإيميلات.. وأشهد أن لغته الانجليزية السلسة، وفكره المتخفي خلف بساطته، ونقاء براءته، كانت تغمرني بالسعادة والفخر.. بعد أن زال الاندهاش.. وحل محله الدعاء له، بأن يحفظه الخالق. سألته بالنيابة عن الأستاذ تامر أمين: ما انجازاتك؟ بصوت واضح.. واثق: فزت بهذه الألقاب والجوائز: أصغر مبرمج كمبيوتر في العالم( شهادة من مايكروسوفت العالمية ). أصغر قائد كمبيوتر في العالم ( شهادة من اليونسكو ). أسرع شخص يجيب عن اختبار في تكنولوجيا المعلومات في العالم (أجاب عن الأمتحان في 8 دقائق و21ثانية، في حين أن مدة الامتحان 45دقيقة ) والجهة التي أجرت الامتحان هي اليونسكو. كما فاز بلقب أصغر مصمم شبكات انترنت في العالم (أجري الامتحان بمعرفة كبري الشركات في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، وبالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وبعد سماعي لهذه الإنجازات، حاولت أن أكون دقيقا في أسئلتي حتي لا أحرج نفسي مع من يتمتع بهذه العقلية، خاصة وأنا أتقمص شخصية الأستاذ مع حفظ الألقاب تامر أمين. حاورك مذيعون ومذيعات كثيرون.. فمن تود لو حاورك؟ قال علي الفور: تامر أمين.. قالها بدون ألقاب.. وهذا يا إخواني هو سر غيرتي من تامر أمين.. له مني كل الحب والاحترام والتقدير.