بعث الرئيس حسني مبارك أمس برقية عزاء إلي الرئيس رينيه جارسيا برتفال رئيس هاييتي في ضحايا الزالزال المدمر الذي ضرب بلاده وبدأ العالم يتسابق في إغاثة دولة هاييتي من الأثار المدمرة التي لحقت بها جراء الزلزال المدمر الذي ضربها يوم الثلاثاء الماضي ، حيث أرسلت الولاياتالمتحدة أمس خمسة آلاف جندي صوب الجزيرة للبحث عن ناجين وتقديم المساعدة ، كما يتوقع أن تصل حاملة طائرات نووية أمريكية خلال ساعات إلي هاييتي. وقد غص مطار بور أو برانس ، أمس بطائرات المساعدات، الأمر الذي أرغم طائرة نقل فرنسية كبري علي تأخير إقلاعها من جزيرة المارتينيك.كما أقلعت ثلاث طائرات نقل عسكرية فرنسية أمس من المارتينيك وعلي متنها 50 شخصا ومساعدات إنسانية إلي بور أو برانس. كما أرسلت فنزويلا 50 رجل إنقاذ ومواد غذائية وطبية فيما سترسل البرازيل 28 طنا من المواد الغذائية والمياه العذبة وستقدم مساعدة مالية فورية تتراوح بين 10 و15 مليون دولار ، في حين ستقدم استراليا 9 ملايين دولار كمساعدات عاجلة بينما أعلنت لبنان أنها ستقدم مساعدات لإنقاذ هاييتي. ومن جانبها، أعلنت المكسيك أنها سترسل ثلاث طائرات وسفينة تضم مستشفي تنقل 70 طنا من المواد الغذائية ومائة رجل انقاذ وأطباء وتقنيين. كما سترسل تشيلي 15 طنا من المساعدات وفرقا طبية وفرق إنقاذ وكذلك كولومبيا وجمهورية الدومينيكان فيما ستقدم كوبا مساعدة طبية عاجلة. وعلي صعيد متصل ، أعلن البنك الدولي أمس أنه سيقدم 100 مليون دولار كأموال طارئة من أجل تعافي هاييتي وإعادة بناء البنية التحتية هناك بعد الزلزال العنيف الذي دمر العاصمة بورت أو برانس. واستمرارا لتداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب هاييتي أعربت منظمات دولية عن مخاوفها من أن الآثار الكارثية الناجمة عن الزلزال المدمر، الذي بلغت شدته سبع درجات علي مقياس ريختر، قد تسببت في مصرع مئات القتلي حتي الآن وطالت نحو ثلاثة ملايين شخص، يمثلون ثلث سكان الدولة الواقعة في البحر الكاريبي ، في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن نحو مائتي شخص من أفراد بعثة المنظمة الدولية بالدولة الواقعة في البحر الكاريبي، في عداد المفقودين. وقال بول كونيالي، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فرق الإنقاذ تواجه صعوبات بالغة بسبب حجم الدمار الهائل الذي خلفه الزلزال.ولم يتضح حتي اللحظة عدد القتلي والجرحي الذين قضوا في الهزة، إلا أن الخارجية الأمريكية توقعت "خسائر فادحة في الأرواح." ووجه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر نداء لجمع مبلغ اولي بقيمة 10 ملايين دولار لمساعدة منكوبي هاييتي بعد الزلزال. وكان الرئيس أوباما قد تعهد بتحرك "سريع ومنسق وفاعل" لإنقاذ الأرواح ، في حين قررت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قطع جولتها في المحيط الهادئ من أجل العودة إلي واشنطن للتعامل مع الموقف. كما أعلن وزير الدفاع روبرت جيتس إلغاء رحلة مقررة إلي أستراليا. وأكدت كلينتون ، في تصريحات صحفية أمس، أن كارثة الزلزال تفوق التصور وأن القوات الأمريكية تعمل جاهدة لتوفير المساعدات الأساسية ، مشيرة إلي أنه لا توجد خارطة طريق لكيفية الرد بشكل فعال في مثل هذه الظروف. وشبهت وزيرة الخارجية الأمريكية زلزال هاييتي بموجات المد البحري التي ضربت المحيط الهندي عام 2004 وتسببت بمقتل وتشريد الآلاف.وتوقعت كلينتون سقوط عدد كبير من القتلي نتيجة الزلزال الذي دمر العديد من المنازل ومقاز الحكومة والقصر الرئاسي. في الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي ان الولاياتالمتحدة بدأت باجلاء رعاياها من هاييتي بعد الزلزال. ومن جهة أخري ، أثار الزلزال الذي ضرب هاييتي دهشة علماء الجيولوجيا باعتبار أن منطقة الكاريبي الهادئة لا تعد من المناطق النشطة زلزاليا. وقال مركز المسح الجيولوجي الأمريكي إن هذا الزلزال هو الأعنف الذي تتعرض له هاييتي ، ومن بين أقوي الهزات الأرضية التي تشهدها المنطقة ككل. وأوضح المركز أن أقرب منافس جغرافي وقع عام 1946 عندما تسبب زلزال بقوة 8 درجات في مقتل مائة شخص في سامانا بجمهورية الدومينيكان التي تشترك في الحدود مع هاييتي في جزيرة هسبانولا.