في تطور جديد لتوابع الكارثة الانسانية التي وقعت في هاييتي بعد الزلزال المدمر الذي ضربها يوم الثلاثاء الماضي، كشفت تقارير عن وقوع أعمال عنف في العاصمة بورت أو برنس، إلا أن شرطة هاييتي ومسئولين من الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة قللوا من أهمية تلك التقارير. ونقلت التقارير عن شهود عيان قولهم إنهم سمعوا إطلاق نار خلال ليلة الخميس الماضي في بورت أو برنس ورفضت شرطة هاييتي الرد عندما طلب منها التعليق علي الأمر. وفي واشنطن، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إنه كانت هناك تقارير عن أعمال نهب محدودة في العاصمة إلا أن الحالة الأمنية هادئة بشكل عام. وكانت تقارير أمس قد أفادت بوقوع عمليات سطو مسلح علي النازحين في المخيمات ، الأمر الذي يدل علي تزايد الشعور باليأس بعد الزلزال. في الوقت نفسه، كشفت مصادر حكومية أن نحو ستة آلاف معتقل، بينهم 4 آلاف محكوم عليهم بالسجن مدي الحياة، فروا من السجون التي أصيبت بدمار جزئي وتركت من دون مراقبة بعد زلزال الثلاثاء. وعلي صعيد آخر، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تخوفه من حدوث خلل في النظام العام في هاييتي بسبب حالة الإحباط الشديد التي يعيشها نحو ثلاثة ملايين مشرد دون طعام أو مأوي. وقد أعلنت الاممالمتحدة أمس أن بان كي مون سيتوجه خلال ساعات إلي الجزيرة لتأكيد تضامنه وتقدير احتياجاتهم. في الوقت نفسه، قررت الولاياتالمتحدة إرسال حوالي 10 آلاف جندي إلي هاييتي غدا، وذلك للمساعدة في جهود الإغاثة، في الوقت الذي أسندت فيه حكومة هاييتي مسئولية تشغيل المطار بشكل مؤقت إلي الولاياتالمتحدة لتنظيم حركة الملاحة الجوية في مسعي للتسريع من وتيرة دخول المساعدات. من جانب آخر، أعلنت السلطات في هاييتي أن عدد ضحايا الزلزال المدمر قد يصل إلي 200 ألف قتيل وأنه سيتعين إعادة بناء ثلاثة ارباع العاصمة. وقال وزير الداخلية الهاييتي انطوني باين - ايمي إنه تم انتشال نحو 50 ألف جثة ونتوقع أن يكون هناك في المجمل ما بين 100 الف و200 ألف قتيل".وإذا ثبت صحة عدد القتلي فإن هذا الزلزال سيكون واحدا من بين أكثر عشرة زلازل دموية علي سطح الأرض سجلت حتي الآن. وفي غضون ذلك، أكد رينيه بريفال رئيس هاييتي أمس إن التحدي الأكبر الذي يواجه حكومته هو كيفية توجيه المساعدات الدولية الضخمة إلي شعبه الذي عصف به الزلزال، إذ ان المساعدة الدولية تصل يوميا، لكنه شكا من سوء التنسيق.