مريم ومينا رفيق وليم وآية ومحمد وأحمد أيمن حامد هاشم أطفال في عمر الزهور هم الضحايا الحقيقيون الذين سيدفعون ثمن العمل الاجرامي الذي شهدته مدينة نجع حمادي ليلة عيد الميلاد مسفرا عن 7 ضحايا مصريين بينهم مسلم و6 مسيحيين، علي بعد أمتار معدودة من منازل الضحايا وقعت الجريمة البشعة في ميدان 30 مارس تقاطع شارع بورسعيد حيث امتزجت الدماء المسلمة بالدم المسيحي ومازالت آثارها علي الرصيف باقية رغم مرور 6 أيام علي الحادث، في المقابل ساد الهدوء وعادت الحياة طبيعية، المدارس والمتاجر فتحت أبوابها والمارة والسيارات يجوبون الشوارع. أصدقاء حتي النهاية في نفس الوقت الذي شهدت فيه مدينة نجع حمادي الحادث الاجرامي كانت صورة أخري ناصعة فرصاص الغدر لم يفرق بين الصدر المسلم والمسيحي، ففي تاكسي استقله الاصدقاء رفيق وأيمن ومينا حلمي لفظ الثلاثة أنفاسهم الاخيرة متأثرين بطلقات نارية.. يقول سامح صلاح 28 سنة محامٍ مصري مسيحي شقيق زوجة رفيق وليم: قبل الحادث بربع ساعة كنت مع ابن خالتي وزوج اختي رفيق حيث عدنا في تاكسي من قرية بهجورة وكان معنا الصديق وليم حلمي واتصل بنا صديقنا أيمن فدائما ما نسهر معاً ويشاركنا الافراج والاحزان، وانتظرنا عند المطحن وركب معنا وتركتهم أمام مقهي آخر ساعة وركب معهم هشام وتركتهم علي أن يعودوا لاستكمال السهرة وبعد ربع ساعة سمعت طلقات رصاص فحاولت الاتصال برفيق لم يرد ووليم كذلك فتلقيت اتصالاً من هشام أخبرني أن أصدقائي تعرضوا لاطلاق نار وأسرعت الي المستشفي فإذا برفيق ووليم وأيمن فارقوا الحياة ونجا هشام والسائق، وأضاف سامح: القتلة مجرمون لا علاقة لهم بدين ولا يصح تحويل الحدث إلي فتنة طائفية. سامح الذي التقته "روزاليوسف" بمنزل رفيق يؤازر شقيقته وطفلتيها لم تختلف شهادته عن وليد حامد هاشم 29 عاما شقيق أيمن مجند الشرطة الذي استشهد مع أصدقائه، جلست زوجة أيمن وفاء حسن جعفر تبكي وفي حضنها أطفالها الثلاثة لم تستطع الكلام بينما شقيقة وليد قال: نسكن شققاً بالايجار جيراننا في العمارة مسلمون ومسيحيون واصدقاؤنا من حضر لتقديم واجب العزاء مسلمون ومسيحيون ولا توجد طائفية والمجرمون لابد من عقابهم.. ولكن شقيقي ترك أطفالاً معرضين وزوجته للطرد من شقته التي يسكنها بالايجار وكان يدفع لها 300 جنيها شهريا رغم أن راتبه من وزارة الداخلية 370 جنيها فقط وجدد العقد لمدة عام فقط من 30 سبتمبر 2009 إلي سبتمبر 2010 . تصريحات متضاربة اللافت أنه في الوقت الذي يؤكد فيه أهالي الضحايا الوحدة الوطنية ومعاقبة الجناة الذين لا صلة لهم بدين فإن تصريحات الانبا كيرلس اسقف إبراشية نجع حمادي جاءت متضاربة لا تجنح للتهدئة ثم ما يعود ليعلي من نبرة التشدد، أكد كيرلس أن المتهمين هم الجناة الحقيقيون قائلا: كنت في الغرفة وسمعت طلقات الرصاص فأرسلت من يستطلع الامر وعاد ليقول فيه قتلي فخرجت من الباب الخلفي لاشاهد سيارة الجناة وهي تهرب وجاءني شباب كانوا أمام محل العصير وقالوا: شاهدنا حمام الكموني وهو يطلق الرصاص فهو معروف ومشهور بالبلطجة. وأضاف كيرلس "المتهمين هيطلعوا براءة" وبرر مزاعمه بأن من سلموا الجناة يخرجونهم من خلال تبديل السلاح المستخدم في الجريمة لأسباب أن الطلق الناري ليس من نفس السلاح.. وحول أن يكون كلامه يعني اتهاماً للشرطة بالتواطؤ نفي كيرلس ذلك الاتهام فلاحقه الانبا بيمن أسقف نقادة وقوص بمحافظة قنا الذي حضر اللقاء قائلا: ليس تواطؤاً ولكن أخطاء في إجراءات الضبط والتنسيق بين الجهات المسئولة.. وعاد كيرلس قائلا: المتهمون في الكشح حصلوا علي براءة وكذلك المتهمون في أحداث ديروط متوقعا حدوث أعمال إرهابية ضد الاقباط في عيد الغطاس. وفي الوقت الذي زعم فيه كيرلس أنه كان لديه معلومات عن الحادث قبل وقوعه نافيا أن يكون قد أبلغ الأمن بها قال مصدر أمني رفيع لم نتلق أي بلاغ رسمي أو شفهي من الانبا كيرلس رغم اتصاله الدائم بي حتي لو كنت خارج البلاد. فيما كشف تقرير فني عن خسائر بلغت 70 ألف جنيه نتيجة اعتداء متظاهرين علي سيارة الطب الشرعي ومستشفي نجع حمادي، فيما أكد مدير المستشفي أن جميع المصابين تم إجراء الاسعافات الأولية لهم ونقلهم إلي مستشفي أسيوط المركزي.