هدد النظام الإيراني أمس باعدام زعماء المعارضة الإصلاحية وتحميلهم مسئولية المظاهرات الاحتجاجية الضخمة ضد الرئيس أحمدي نجاد في الوقت الذي واصلت فيه سلطات "الملالي" حملات الاعتقال ضد المعارضة مستهدفة بشكل خاص الصحفيين والناشطين الحقوقيين. ودعا عباس واعظ طبسي ممثل علي خامنئي المرشد الاعلي في إيران لإعدام زعماء المعارضة في بلاده واعتبرهم أعداء الله كما دعا البرلمان الإيراني من جانبه لإصدار حكم الإعدام بحق الذين تجرأوا علي إهانة قدسية يوم عاشوراء. وتزامنت هذه التهديدات مع مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من مؤيدي الحكومة في شتي أنحاء البلاد تطالب باعتقال قيادات المعارضة التي يحملونها مسئولية تصاعد حدة الوضع في الأيام الأخيرة. وجاءت هذه التهديدات في حين بثت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية شريط فيديو يظهر عنف الشرطة الإيرانية في تعاملها مع المتظاهرين.واظهرت لقطات الفيديو سيارة شرطة باللونين الأخضر والأبيض وهي تقتحم جموع المتظاهرين وتدهس أحدهم وسط صرخات باقي المحتجين.ويرجح أن تكون تلك الصور التي نشرت علي شبكة الانترنت قد تم التقاطها الأحد الماضي عندما خرج آلاف المتظاهرين للاحتجاج علي نظام نجاد. ومن جهتها، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية اتهامات نجاد للمتظاهرين في إيران بتنفيذ ما اسماه بسيناريو صهيوني أمريكي بأنها سخيفة ومضحكة. وندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بالقمع الدموي للاحتجاجات في إيران. وقال ساركوزي: إن بلاده تدعو إلي إنهاء العنف والإفراج عن جميع نشطاء المعارضة المحتجزين واحترام حقوق الإنسان.. كما أعرب وزير الدولة في الخارجية الألمانية فيرنر هوير عن قلق بلاده إزاء تطور الأوضاع في إيران مطالبا القيادة السياسية في طهران بتجنب مواصلة تصعيد الموقف. كما طالب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي استدعاء السفراء الايرانيين المعتمدين لديها للاحتجاج علي استخدام السلطات في طهران للعنف ضد المتظاهرين. وفي روما، تجمع عشرات من المتظاهرين خارج السفارة الإيرانية في العاصمة الايطالية للإعراب عن تضامنهم مع المعارضة الإيرانية التي تنظم حملات مناهضة لحكومة نجاد. وتداخل رد الفعل الغربي تجاه الأزمة الداخلية في إيران مع أزمة برنامجها النووي حيث قال مسئولون ودبلوماسيون: إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يدرسون فرض عقوبات انتقائية علي قادة إيران بدلا من العقوبات الواسعة التي يخشون أن تضر بحركة الاحتجاج. وقال مسئولون أمريكيون ومعاونون في الكونجرس ودبلوماسيون غربيون: إن الحكومة الأمريكية تشعر بفتور متزايد لفكرة فرض عقوبات ذات قاعدة واسعة تستهدف قطاع النفط من أجل زعزعة الاقتصاد الإيراني. وقال المسئولون والدبلوماسيون إن مثل هذه الإجراءات يفضلها عدد متزايد من المشرعين الأمريكيين، لكنه سيكون من الصعب كسب التأييد لها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأوروبا وقد يكون لها عواقب غير مقصودة مثل تقويض المساندة الشعبية الإيرانية لحركة المعارضة. وفي الوقت نفسه، أعلن متحدث باسم وزارة خارجية كازاخستان امس أن بلاده لا تعتزم إرسال أية إمدادات من اليورانيوم لإيران.. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن المتحدث يرزان أشيكبايف قوله إن كازاخستان تلتزم بدون شروط بجميع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولذلك فإن أي تجاوز في بيع اليورانيوم خارج مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير وارد. وكانت مصادر صحفية قد ذكرت في وقت سابق امس أن طهران علي وشك التوصل إلي اتفاق قيمته 450 مليون دولار لاستيراد 1.350 طن من اليورانيوم الخام سرا من كازاخستان.