اتهم الشاعر فارس خضر، رئيس تحرير مجلة "الشعر"، اتحاد الكتاب بالسطو علي ملتقي قصيدة النثر في عامه الثاني وقال:"استضاف الاتحاد المؤتمر الصحفي الذي عقده عضو اللجنة التحضيرية المفصول صبحي موسي والدكتور صلاح السروي الذي غضب لعدم استضافته في الملتقي العام الماضي، بالرغم من أن الأستاذ محمد سلماوي يعلم تماما أن هناك ملتقي مستقلاً عن أية جهة رسمية قد نجح نجاحا كبيرا العام الماضي، وتم في شهر نوفمبر الماضي بنقابة الصحفيين الإعلان عن أسماء لجنته التحضيرية التي تضم: ابراهيم داود، حسن خضر، شريف رزق، فارس خضر، فتحي عبدالله، عاطف عبد العزيز، علي منصور، غادة نبيل، محمد هاشم، محمود قرني، لينا الطيبي، نجاة علي، وهشام قشطة، وقد تم نشر بيان بتفاصيل الملتقي الذي يعقد في مارس المقبل في أكثر من جهة كما تم الإعلان عن جائزته" اتهام خضر جاء ردا علي مؤتمر صحفي أقامته لجنة تحضيرية أخري في 15 من الشهر الجاري باتحاد الكتاب، تضم الشعراء: صبحي موسي (منسقا) صلاح السروي، احمد الشهاوي، أيمن تعيلب، هيثم الحاج علي، عادل جلال، شوكت المصري، عمر شهريار، عادل سميح، إلي جانب بعض الشعراء العرب، وأعلنوا فيه أن موعد الملتقي من 10 إلي 13 مارس المقبل برئاسة الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة ، كما أعلنوا عن تنصيب الشاعر اللبناني وديع سعادة ضيف شرف للدورة ، وتقرر منح سعادة والشاعر محمد فريد أبو سعدة درع اتحاد الكتاب ، ومنح درع الملتقي للشاعر عبد العزيز موافي والشاعرة السعودية فوزية أبو خالد، بالرغم من قيام اللجنة التحضيرية التي تضم فارس خضر بالإعلان عن نفس التفاصيل في مؤتمر صحفي عقد بنقابة الصحفيين في نوفمبر الماضي. ما حدث إذا يدعو للتساؤل: هل يعني ذلك وجود انشقاق في لجنة ملتقي قصيدة النثر التحضيرية، وهل سيكون هناك ملتقيين لقصيدة النثر الأول بنقابة الصحفيين والثاني باتحاد الكتاب ؟، يجيب خضر:" إذا استمر الاتحاد في عملية سطوه فسيقام الملتقي بنقابة الصحفيين في بداية مارس المقبل"، إلا أنه عاد ليقول:" لكن إذا استمر الأمر علي ما هو عليه الآن سأعتذر عن ملتقي نقابة الصحفيين لأنه يصعب إقامة ملتقيين في نفس الوقت، علي الرغم من الرسالة التي أرسلها لي الشاعر اللبناني وديع سعادة ويرجوني فيها أن نرأب صدع ما حدث في ملتقي قصيدة النثر لأن هذه الانشقاقات تجعل شعراء هذه القصيدة محط شماتة الآخرين". من جانبه نفي رئيس الاتحاد الكاتب محمد سلماوي أي علاقة له بانشقاق لجنة ملتقي قصيدة النثر التحضيرية وقال:" لسنا طرفا في النزاع الدائر بين الجانبين، ونحن مجرد جهة لإستضافة الفعاليات، واتحاد الكتاب بيت مفتوح لكل الكتاب والأعضاء،ولو تقدم الطرف الآخر بطلب لإقامة فعالياته في الاتحاد، فلن يكون هناك مانعا". واعترض رئيس الملتقي المزمع عقده باتحاد الكتاب ، الدكتور عبد المنعم تليمة علي ما حدث من انشقاق وقال:" أدين الانشقاق ولا أطيقه لأنه عيب علي المثقفين عموما والمبدعين خصوصا، لا يجب عليهم أن تتدخل شخصياتهم في الموضوع لأن ذلك يعيدنا لعصر الجاهلية الأولي، وقد وافقت علي رئاسة الملتقي لأنني مع الشباب في تعدديتهم وليس في انشقاقهم". وأمام فكرة الانشقاق التي طرحها الواقع وأكد عليها البعض، فإن الشاعر صبحي موسي ( منسق الملتقي المزمع عقده باتحاد الكتاب) يطرح فكرة أخري، تنفي حدوث أية انشقاقات، ويقول:" نحن أمام مؤتمرين يقوم عليهما مجموعتي عمل ، وكل مؤتمر منهما له لجنته التحضيرية وأفكاره الخاصة به، فملتقي اتحاد الكتاب معني بقصيدة النثر العربية، وملتقي نقابة الصحفيين معني بالمثقفين المصريين، ولا آخذ علي الآخرين أي مسالب فهم أحرار فيما يفعلون وكذلك نحن، ووجود مؤتمر ثالث أو رابع لقصيدة النثر يصب في صالحها ويقربها من الناس، ولولا الإثارة الإعلامية التي حدثت حول وجود ملتقيين لما علم الناس بوجود ملتقي لقصيدة النثر"، وأكد موسي علي وجود مساعي لتوحيد الجهود وضم الملتقيين في ملتقي واحد، وقال:" مازالت الفكرة مطروحة للبحث حتي الآن، وإن نجحت هذه المساعي كان بها وإن لم تنجح فلا ضير"، وما يرجوه صبحي هو:" أن تحفظ كل الأطراف ماء وجه الثقافة المصرية وألا تدخل في بزاءات وسفالة لا معني لها، كأن يتحدث أحد عن اتحاد الكتاب أو نقابة الصحفيين بشكل غير لائق وكلاهما مؤسستين محترمتين". الناقد محمد عبد المطلب بدا متفقا مع موقف صبحي موسي، واعتبر أن انشقاق ملتقي قصيدة النثر أمر طبيعي، ويوضح:"هذا ما يحدث دائما بين المثقفين، وقد تعجبيت أن كلا الطرفين اتصل بي لأنضم إليهم وأنا علي استعداد تام للمشاركة بهذا الملتقي مهما كانت العقبات حتي لا يقال أن النقاد أهملوا قصيدة النثر وأنا الآن بصدد كتابة دراسة طويلة عن "قصيدة النثر ما لها وما عليها"، وأتمني لو أن أطراف الملتقي اتفقوا فيما بينهم حتي لايحدث خلل يؤدي إلي هروب المثقفين والشعراء والنقاد منهم". ويتفق معه الشاعر شعبان يوسف إلي حد كبير، فشعبان الذي لم يشارك في أي من فعاليات الملتقي، ويقول:" الشعر لا يحتاج إلي كل هذه المعارك التي أظنها ليست علي جماليات القصيدة أو جودتها، بل يطولها الأغراض الشخصية، لأن الشاعر صبحي موسي كان واحدا من الملتقي الأساسي ثم إنشق، وصدرت عبارات من هنا ومن هناك تسئ إلي الفريقين، وهي معارك ليست مجدية، واتمني ألا يصدر عن الجانبين اتهامات غير صحيحة". ويؤمن يوسف أنه يمكن تجاوز تلك الاتهامات، ويقول:" يمكن للطرفين أن يحولا تناحرهما إلي اختلاف موضوعي يمكن أن ينتج تيارين أو توجهين يقيمان ملتقيان متوازيان". وأعلن الشاعر البهاء حسين، الذي شارك بالملتقي العام الماضي، أنه متعاطف وسيشارك مع الجادين فقط، واعتبر هو الآخر أن التعارك دائما ما يحدث بين أبناء الفصيل الواحد، وإن كان هناك ما يخيفه في تعارك لجنة الملتقي التحضيرية، ويقول:" المؤسف أن يكون الخلاف علي مصالح صغيرة تافهة وليس مؤسس علي وجهات النظر والميول الفنية"، ويضيف:" ما حدث أن هناك أناس جادين مثل عاطف عبد العزيز ومحمود قرني وفارس خضر، يرغبون بالفعل في تزيين قصيدة النثر وزفها إلي الشارع ولكن آخرين يصيدون في الماء العكر بحثا عن المصالح الصغيرة وعن هويات يتحققون بها بعد أن فشلوا في الشعر"، وأكد" اعتقد أن فريق الجادين ماض في خططه التي أعد لها وسوف ينعقد المؤتمر في موعده".