عقدت مكتبة بدرخان حفل لقراءة وتوقيع أحدث أعمال المبدع أحمد زغلول الشيطي" ضوء شفاف ينتشر بخفة"، وهي مجموعة قصصية صادرة عن عن دار ميريت، بحضور الروائي إبراهيم عبد المجيد. أكد الروائي إبراهيم عبد المجيد أن الكتابة هي المهنة الوحيدة التي يمكن أن يمتهنها أي شخص، إلا أن الاستمرار فيها يكتب فقط لمن يلم بقواعدها، ولا يترك نفسه للعشوائية، والشيطي واحد من هؤلاء الكتاب المميزين، يمتلك شاعرية خاصة وأسلوب مميز. وقال: لا أخفي سعادتي حين علمت بصدور تلك المجموعة، خاصة وأنني ظللت أتساءل طوال 14عامًا، أين ذهب الشيطي، بعد أن قرأت واحدة من أعماله أثناء عملي بالثقافة الجماهيرية، وها هو يعود بمجموعة قصصية، ولعل هذا يثير تساؤلاً، ملحا حول كم الإنتاج الغزير الذي نراه للقصة القصيرة بينما نحن كما يقولون في زمن الرواية؟ للإجابة عن هذا التساؤل أقول أن الرواية ليست أفضل من القصة القصيرة، ولكن القارئ يتجه للرواية أكثر لأنه لها وسط العالم المعقد الذي يعيش ويوحي بأن الاتجاه للرواية. وأضاف: في مجموعته الجديدة لا يزال الشيطي محتفظا بنكهته وروحه، ولغته لم تكن مجرد إناء لنقل التعبير، وإنما للتعبير نفسه، وهو ما يميز كاتبا عنه آخر، بمعني أنه إذا كان الموقف سريعا تجد اللغة سريعة، ولعل الحالة الصادقة التي تضفيها بعض قصص المجموعة تتيح تحويلها إلي قصائد نثر، وقد كنت أتمني بشكل خاص أن يختتم الكاتب مجموعته بقصة ثلاثة نمور، ليكون خير ختام. من جانبه نفي الشيطي أن يكون غاب ل14عامًا عن الإبداع وشرح الأمر قائلا: لقد ولدت في ظل الحقبة الناصرية حيث الحلم بحياة أفضل، وبوفاة جمال عبدالناصر اتضح ان الأحلام لم تكن حقيقية، وأفاق جيلي علي أحلامه وقد تم التخلي عنها دفعة واحدة خلال السبعينات والثمانينات، سبب لي هذا صدمة جعلتني أصرخ بعمق صرخة استطعت اكتشاف شكلها في روايتي "ورود سامة لصقر"، إلا أن من يصرخ يصعب عليه استخدام اللغة بعد ذلك، لذا يحتاج إلي فترة استراحة يتأمل فيها الكون ويعيد خلالها قراءة الأحداث، وهذا سر ما قيل عنه توقف استمر منذ 94وحتي 2009، ولكنه لم يكن توقفًا كاملاً، فكنت من آن لآخر ينشر لي نصوصًا متفرقة كإشارات تصدر عن الذات لمن يهمه الأمر بأنني لازلت حي اواصل مسيرة الحلم، وأحاول اكتشاف شيء يتجاوز ضيق الحياة الواقعية والاختناق الذي نعيشه. وأضاف: لعل السبب الآخر في تلك الفترة التي قل فيها عملي، أنه وعقب النجاح والحفاوة الكبيرة التي شهدتها روايتي الأولي، سواء نقديا أو جماهيريا، أنني وجدت نفسي خريج جامعة له رواية ناجحة، ولكنه غير قادر لي إعالة نفسه أو تلبية إحتياجاته الأساسية، لأن الكتابة "لا تؤكل عيش" لذا كان علي أن أجد عملا وإثبات نفسي.