إنهم وليس غيرهم رجال الشرطة المصرية رمز الشجاعة والأمانة والوفاء نقول هذا لكل من يحاول المساس بهم خاصة أننا بيننا في هذا الزمن الرديء من يحاول النيل منهم تحت دعاوي هاوية كاذبة وافتراءات أقل ما توصف بأنها سافلة. أما الصدمة الكبري للمشاعر والوجدانات فتلك التي صدرت كما نشرت الصحف من أحد قيادات الشرطة السابقة ولا نعرف شيئاً عنه سوي أنه أحد نواب الشعب المحترمين حاليا حيث قال في اجتماع اللجنة التي ينتمي إليها داخل المجلس عبارات صادمة لدور بعض رجال الشرطة وأنه تولي العديد من المواقع القيادية بوزارة الداخلية ولم يكن يسمح وهو في موقعه لأي واحد منهم بدخول مكتبه حتي لا يسيء لسيادته ونشرت الصحف في إطار هذا الخبر أن رئيس اللجنة المعنية بالأمر في مجلس الشعب حذف عبارة سيادته من المضبطة لأنها تسيء لوزارة الداخلية. ولهؤلاء وأولئك نقول إنه قد يكون هناك من يخون الأمانة والمسئولية وهذا أمر وارد ومعروف وفي كل المواقع والأماكن حتي في تلك التي تقوم بأعمال ومهام تتصف بما يشبه القداسة نجد فيها من يمارس الأعمال الخسيسة والدنيئة وتلك التي تسيء للهيئة أو المؤسسة التي يعمل فيها وهذا لا يمكن أن يؤدي بنا إلي اتهام الغالبية العظمي بما تقوم به هذه العناصر الفاسدة والتي يجب بترها والقضاء عليها وهذا ما يصدق علي جهاز الشرطة فوجود عناصر فاسدة لا يعني فساد أحد هذا الجهاز أو إصدار مثل هذه الأحكام عليه. ومن المؤسف والخطير أننا نتجاهل الدور الرائع والمتميز الذي يقوم به رجال الشرطة في الحفاظ علي الأمن القومي بكل أبعاده ومكوناته بل بات هذا الدور يتعاظم في ظل اختراقات الخارج ومن يسيئون استخدام ما هو متاح من حرية في الداخل ناهيك عمن يعملون وفق أجندات الخارج. كما لا يمكن أن نتجاهل ما يحظي به جهاز الشرطة من مكانة دولية بل وباعتراف العديد من الهيئات الدولية يعد جهاز الشرطة المصرية من الأجهزة المشهود لها بالكفاءة عالميا حتي في تلك الأجهزة في المجتمعات المتقدمة. غير أن الأهم من هذا وذاك هو تلك التضحيات التي يقوم بها رجال الشرطة خاصة في السنوات الأخيرة حيث استشهد العديد من الضباط والجنود وهم يؤدون واجبهم تجاه عتاة المجرمين. وقد تكفي الإشارة إلي أنه في عام واحد استشهد سبعة ضباط وفي الشهور الثلاثة الأخيرة وكما نشرت الصحف استشهد ثلاثة ضباط كان آخرهم شهيد بورسعيد الضابط محمد عبدالعال ابن سوهاج. أما عن الأمانة والشرف فحدث ولا حرج حيث تطالعنا الصحف بين الحين والآخر بأخبار عن نماذج مشرفة حتي الجنود والرتب الصغيرة التي تعيش علي الكفاف فنجدهم في المطارات وفي غيرها يسلمون للأمانات ما يعثرون عليه من أشياء ومبالغ كبيرة تكون قد فقدت في أصحابها بل يرفضون المكافآت القانونية التي يحصل عليها من يعثر علي المبالغ المفقودة. وفي هذا السياق لابد من الإشارة بالفخر والإشارة لتلك الواقعة الرائعة التي تكشف عن المعدن الأصيل لرجال الشرطة ونعني بهذه الواقعة ما حدث من ضابطي الشرطة بمحافظة سوهاج وهما الضابطان: المقدم عادل الضبع والمقدم طارق رصاص اللذان رفضا رشوة تقدر بمليونين ونصف المليون دولار "أي ما يزيد علي 13 مليونا من الجنيهات المصرية" ليقوما بتسهيل سرقة آثار من قبل عصابة من حرامية ولصوص الآثار الذين باتوا ينتشرون الآن لعشرات الظروف التي يطول شرحها. علي أي حال فلقد رفضا هذان الضابطان الشريفان هذه الرشوة المتمثلة في هذا المبلغ الكبير جدا والذي كان كفيلا بإسالة اللعاب خاصة لمن هم في مثل ظروف الضابطين من مرتب مهما كان حجمه وفي ظل الظروف الأسرية التي يعيشانها عشرات الأسباب التي كان بإمكانها أن تضعف النفوس لكن الشرف والأمانة أعظم وأجل من كل كنوز الدنيا وهذا ما فعله هذان الضابطان الشريفان المقدم عادل والمقدم طارق بل والمثير للإعجاب والعظمة أنهما أهديا هذا العمل لشهيد بورسعيد ابن محافظة سوهاج الضابط محمد عبدالعال الذي استشهد في بورسعيد وهو يقاوم العتاة المجرمين والذي سبق أن أشرنا إليه. باختصار: الاستشهاد والشرف والأمانة هي رمز وشعار رجال الشرطة ومن المخجل والمؤسف أن هذه الأعمال النبيلة لم تنل الاهتمام الإعلامي مثلما ناله إيقاف اللاعب أحمد عيد وهل يا تري يتم إيقافه مباراة أو مباراتين. كما أن من المخجل والمؤسف أننا لا نجد من هذا الإعلام سوي الهجوم علي أجهزة الأمن تحت شعارات حقوق الإنسان مما يدفع ببعض رجال الأمن التعامل كرد فعل مع المجرمين وليس الفعل مما يعرضهم للخطر حيث يداهمهم هؤلاء المجرمون ويبادرون بإطلاق الرصاص عليهم مما يضعهم في الموقف الخطر بل وقد يتسبب في استشهادهم أو إصابتهم إصابات خطيرة. لذلك نطالب الإعلام بالوقوف إلي جانب رجال الأمن وإظهار بطولاتهم وأماناتهم كما نطالب المسئولين بتدعيم قوات الأمن بما يكفل لهم حماية أنفسهم من عتاة الإجرام الذين ازدادوا في السنوات الأخيرة عتواً وإجراما. وباختصار الاختصار علينا الاعتزاز برجال الشرطة ومعاونتهم وتقدير أعمالهم وبطولاتهم ومن قبل ومن بعد اهتمام المسئولين بهم اجتماعيا واقتصاديا ومعنويا فهم في النهاية حراس الأمن وخط الدفاع في الجهة الداخلية فلهم منا جميعا كل التقدير والتحية ورحم الله الشهداء وأعز الشرفاء.