مع اقتراب اختتام قمة التغيرات المناخية في كوبنهاجن أعمالها اليوم وسط تشاؤم بالتوصل إلي اتفاق، شدد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس علي ثلاثة خطوط حمراء رئيسية لا يمكن أن تتجاوزها في أي مفاوضات دولية حول قضايا المناخ وهي المساس ببروتوكول كيوتو مع التمسك بالموقفين الافريقي والعربي. وأكد أبو الغيط، في تصريحات صحفية علي هامش اجتماعات المؤتمر الخامس عشر للتغيرات المناخية بكوبنهاجن، أن مصر تساند موقف دول الخليج العربي في موقفها الرافض لفرض ضريبة علي المبيعات البترولية، مشيرا إلي أن ذلك موقف ثابت منذ 15 عاما في مفاوضات كيوتو. وبالنسبة لما يتردد عن وجود خلافات بين دول ال77، أوضح ابو الغيط أن ذلك أمر منطقي نظرا للتباين في أوضاع دول المجموعة وظروفها، مؤكدا أن الدول النامية بحاجة إلي الاتفاق مع الصين والهند وتنسيق المواقف معهما. وأشار أبو الغيط إلي أن المؤشرات الحالية بقمة كوبنهاجن تتجه الي أنها لن تسفر سوي عن اتفاق سياسي علي ان تتم متابعة المفاوضات لفترة زمنية قادمة إلا إذا حدثت مفاجأة غير مرئية وبدون أي مقدمات وهو ما سيحقق نجاحا مرحلياً للقمة من خلال بروتوكول مبدئي كمرحلة أولي يتم استكمالها في مرحله تالية. وبالنسبة للتأثيرات السلبية المتوقعة للتغيرات المناخية علي مصر وبالتحديد منطقة الدلتا والساحل الشمالي الغربي أكد الوزير ان الحكومة المصرية متفهمة تماما للموقف وتسعي لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لمواجهة هذه الآثار من خلال جميع القطاعات لاننا لن نسمح بغرق الدلتا. كما نفي وزير الخارجية المصري أن تكون مصر قد اعلنت مسبقا ماتردد عن حضور الرئيس مبارك للمشاركة مؤكدا علي حرص القيادة السياسية علي ابداء الاهتمام المصري بفاعليات القمة. في الوقت نفسه، سجل المفاوض الصيني في المحادثات الدولية حول المناخ في كوبنهاجن اعتراضه علي إعلان الدنمارك مضيف القمة مشروع اتفاق مناخي جديد أعدته دون تشاور مع باقي الأطراف. ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أمس عن سو وي، كبير مفاوضي الصين في القمة، قوله إن إعلان مشروع الاتفاق الذي أعدته الدنمارك قبل التشاور مع الاطراف الأخري، "يمكن أن يمثل خطرا شديدا علي التوصل لنتيجة ناجحة في كوبنهاجن". وتزامنت الانتقادات الصينية مع قرار الرئاسة الدنماركية لقمة المناخ أنها لن تقدم مسودة شاملة لاتفاقية لحماية المناخ. وقال رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسين "نرغب الآن في ترك عملية التفاوض للدول المشاركة في القمة". ومن المرجح أن تقتصر مفاوضات حوالي 120 من رؤساء الدول والحكومات المنتظر مشاركتهم في القمة، علي البيان الختامي، فحسب. من جانب آخر، رفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس "التفكير بفشل" في مؤتمر الاممالمتحدة حول المناخ، معتبرا أن الفشل سيكون "كارثيا" وأن الدولة التي ستجازف وتتسبب به ستجد نفسها "معزولة". وكانت المفاوضات قد شهدت أمس الأول توقفا دام تسع ساعات إثر وقوع مشاحنات بشأن طبيعة الوثائق التي يجب اعتمادها كأساس للمحادثات. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس أن المحادثات استؤنفت بين المندوبين المشاركين في المؤتمر، والذين يمثلون 192 دولة، بعد أن تعهدت بعض الدول المتقدمة، وبشكل أساسي اليابان، بتقديم خمسة مليارات دولار أمريكي سنويا كمساعدات للدول الفقيرة في حال تم التوصل إلي اتفاق بشأن المناخ خلال القمة وتعهدت أمريكا بتقديم 100 مليار دولار حتي 2020 لمكافحة الاحتباس الحراري وذلك في إطار مساعدة جمعية. كما تعهدت أيضا مجموعة دولية أخري، وتضم كلا من أستراليا وفرنسا واليابان والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة، بتقديم مبلغ 3.5 مليار دولار لمكافحة التصحر في العالم.وقد ربطت المجموعة المذكورة أيضا الوفاء بتعهدها بإحراز تقدم ملموس يفضي إلي إبرام اتفاق في قمة كوبنهاجن. وكانت المظاهرات قد انتقلت أمس من خارج مقر مؤتمر التغيرات المناخية الي داخله حيث نظم عدد من نشطاء منظمات المجتمع المدني والمشاركين احتجاجا أمام قاعات اجتماع الوفود وذلك بعد وصول الوفود الرسمية ووزراء ورؤساء الدول المختلفة رافعين لافتات تطالب بسرعة التوصل لحل وأنهم لن يتركوا المكان إلا بعد أن يعرفوا أن هناك حلا جذريا لهذه المشكلة والعمل علي انقاذ 84 دولة تهددها التغيرات المناخية. وفي سياق متصل لجأت قوات الشرطة الدنماركية إلي إلقاء رذاذ الفلفل الاسود في الساحات المواجهة لمقر قمة التغيرات المناخية التي تعقد حاليا بكوبنهاجن وذلك لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا للتنديد بمسار المفاوضات التي فشلت حتي الآن في التوصل إلي أي شكل من أشكال الاتفاق علي التزامات وإجراءات محددة تضمن مواجهة دولية للتحديات المتوقعة للتغيرات المناخية.