يعقد الرئيس محمد حسني مبارك قمة مع نظيره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، في مستهل جولة اوربيه تقود الي تركيا .. يرافق الرئيس وفد رفيع المستوي يضم وزراء الخارجية والتجارة و الصناعة و الاستثمار.. في هذا السياق قال السفير سليمان عواد ان زيارة الرئيس لفرنسا مهمة للغاية سواء من حيث التوقيت أو الموضوعات التي تناقشها، قال ان الرئيس سيلتقي مع رئيسة المجلس الفرنسي لارباب الاعمال و نخبة من اعضاء مجلس الادارة وعدد كبير من رؤساء الشركات الفرنسية فيما سيلقي الرئيس كلمة يؤكد فيها حرصه علي اللقاء بهم خاصة بعد لقاء ابريل الماضي ويستمع الرئيس الي طموحاتهم للاستثمار في مصر والمشروعات الجديدة والتوسعات في الشركات القائمة.. كما يؤكد علي اهمية تدعيم العلاقات الوطيدة بين البلدين، خاصة وان حجم التجارة بينهما في تصاعد مستمر وتجاوزت في الفترة الاخيرة ثلاثة مليارات جنيه.. اوضح عواد ان الرئيس مبارك عقب مباحثاته و مشاوراته مع ساركوزي سوف يتسلم 5 قطع اثرية فرعونية .. وافقت فرنسا علي اعادتها الي مصر عندما علمت انها خرجت من البلاد بطريقة غير مشروعة.. قال إنه سيتم الاعلان عن عام 2010 عام العلوم والتكنولوجيا بين مصر و فرنسا .. وذلك بعد اعوام العلوم مع اليابان و المانيا وهو ما سيفتح الباب واسعا امام التعاون العلمي مع الجامعات ومراكز البحوث في البلدين . اكد عواد ان الرئيسين سيبحثان عددا من القضايا الحيوية في المنطقة في مقدمتها عملية السلام يعرض الرئيس مبارك الجهود الاخيرة التي تبذلها مصر من اجل استئناف المفاوضات من حيث توقفت مع حكومة اولمرت وكذلك المصالحة الفلسطينية وتبادل الاسري بين حماس وإسرائيل (صفقة شاليط). شدد عواد علي ان مصر مع اي تحرك يهدف لكسر الجمود الحالي في عملية السلام، قال ان السلام هو الشاغل للرئيس مبارك ويبذل جهودا حثيثة لاستئنافها من حيث توقفت ووفقا لقواعد واضحة ومرجعيات ثابتة والاعتراف بالتفاوض علي الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية وليس المؤقتة.. وفيما يتعلق بالموقف الاوروبي الاخير بشأن القدس. اوضح عواد انه يمثل خطوة ايجابية وان كانت منقوصة، مشيرا الي ان الورقة السويدية الاولي كانت واضحة ولا لبس فيها الا انه تم الالتفاف عليها، وانتقد الموقف العربي خاصة وان معظم الدول لم تتحرك لمساندة الورقة السويدية في الوقت الذي مارست فيه اسرائيل كل أنواع الضغوط للتأثير علي الموقف الاوروبي، ولم تشهد الساحة تحركا إلا من مصر.. اشار عواد الي ان الرئيس مبارك سيطلب دعما فرنسيا واوروبيا للرئيس الفلسطيني ابو مازن باعتباره ممثل الاعتدال وشخصية يمكن يلتف حولها الشعب الفلسطيني ويتجاوب مع الشرعية الدولية وتطلعات الشعب الفلسطيني. وقال ان مبارك وساركوزي يتطلعان لنجاح قمة كوبنهاجن حول المناخ لكنهما يؤكدان علي ضرورة الوصول الي نتائج عادلة تؤدي الي خفض الانبعاثات وتقديم دعم حقيقي للدول النامية.. قال ان الدول المتقدمة مسئولة بصورة كاملة عما حاق ببيئة العالم من تدمير منذ الثورة الصناعية والان تريد قيودا علي الدول النامية تحت بند حماية البيئة.. قال عواد الجميع في قارب واحد والمسئولية مشتركة. وعن لقاء الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الفرنسي اشار عواد الي انه سيركز علي دعم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بما يحقق صالح الشعبين.. كما سيستمع الرئيس الي مجمل الموقف الفرنسي من وزير الخارجية برنار كوشنير. لقاء المستثمرين من جانبه صرح المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة بان الرئيس سيلتقي مع 16 من كبار رؤساء الشركات القائدة بفرنسا وممن لهم استثمارات قوية في مصر تجاوزت 9 مليارات يورو. أكد رشيد اهمية لقاء الرئيس مع الشركات حيث يعطيهم دفعة قوية ويكسبهم الثقة والاطمئنان بما يؤثر ايجابيا علي موقفهم والشركات الاخري في فرنسا واشار الي حجم الدور والتأثير لهذه الشركات في التوجهات.. وقال رشيد ان الرئيس سيجري حوارا مفتوحا مع المستثمرين ويستمع الي افكارهم ورؤاهم حول الاستثمار وتنمية المشروعات.. وسيلقي رشيد و نظيرته الفرنسية كلمة في اللقاء حول ابعاد التعاون المصري الفرنسي. اوضح ان الرئيسين مبارك وساركوزي سيبحثان التعاون الاقتصادي الثنائي والتعاون في اطار الاتحاد من أجل المتوسط، واشار الي ان مشروعات الاتحاد تسير بشكل ايجابي وتتم في مجالات مختلفة. فيما أكد ناصر كامل السفير المصري في باريس ان حجم التجارة بين مصر وفرنسا ارتفع بنسبة 26٪ وذلك بالرغم من الازمة الاقتصادية العالمية قال في تصريحات للصحفيين بان الميزان التجاري بين البلدين يقترب من نقطة التوسط والاعتدال خلال السنوات الاخيرة بعد ان كان يميل لصالح الاقتصاد الفرنسي.. حيث ارتفعت حصيلة الصادرات المصرية الي الاسواق الفرنسية. وجاء هذا التطور نتيجة تنفيذ حزمة من الإصلاحات الإقتصادية وتشجيع القطاع الخاص علي التصدير مما أسهم في تكوين قاعدة تصديرية قوية، اشار إلي اتجاه مصر لإستيراد القمح من فرنسا في إطار سياستها لتنويع مصادر القمح وإلي توسع فرنسا في استيراد الغاز الطبيعي المصري. شدد علي ان العلاقات المصرية الفرنسية قائمة علي الاعتدال وتتسم بقدر من التوازن والنمو المطرد. قال انه تم في الفترات الاخيرة اصلاح الخلل في العلاقات الاقتصادية لترقي الي المستوي المتميز في العلاقات السياسية.. اشار الي ان فرنسا تنظر الي مصر باعتبارها الشريك الاستراتيجي المهم الي جانب البرازيل والهند.