يصل الرئيس حسني مبارك إلي العاصمة الفرنسية باريس اليوم في زيارة لفرنسا تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات مهمة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعدد من كبار المسئولين في فرنسا تتناول مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها سبل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط والتشاور وتنسيق المواقف للعمل علي تنشيط جهود تحقيق السلام والعمل علي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما تتناول المباحثات المصرية الفرنسية تطورات الأوضاع في المشرق العربي ومنطقة الخليج والسودان، إضافة إلي إجراءات تدعيم مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط التي يتولي الرئيسان مبارك ونيكولا ساركوزي رئاستها المشتركة. وتتطرق المباحثات في القمة المصرية الفرنسية إلي سبل دفع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات خاصة ما يتعلق بتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري خاصة أن فرنسا تأتي في المرتبة الأولي من بين الدول الأوروبية المستثمرة في مصر حيث تبلغ القيمة الإجمالية للاستثمارات الفرنسية نحو 3 مليارات يورو موزعة علي نحو 348 مشروعا في مختلف القطاعات، كما تحتل فرنسا المرتبة الثالثة في علاقات مصر التجارية بدول الاتحاد الأوروبي حيث تضاعف حجم التبادل التجاري من 1.2 مليار يورو عام 2002 إلي نحو 2 مليار يورو عام 2007. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس مبارك خلال زيارته لباريس مع نحو 40 من رؤساء كبريات الشركات الفرنسية العاملة في مجالات الاتصالات والطاقة والنقل والمؤسسات المالية والسياحية. وأكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة حرص الرئيس مبارك علي عقد مثل هذه اللقاءات مع الشركات الفرنسية للتعريف بالتطورات التي شهدها الاقتصاد المصري والإصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة خلال السنوات الخمس الماضية لجذب مزيد من الاستثمارات الفرنسية للعمل داخل السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة. وأضاف إن فرنسا تعد من أهم موردي القمح والحبوب إلي مصر. ونأمل أن تكون العروض التجارية الفرنسية الجديدة أكثر ملاءمة من حيث الأسعار للتوسع في استيراد القمح والحبوب من فرنسا. وأضاف أن فرنسا تعد شريكا رئيسيا لمصر في مجالات التجارة والاستثمار وأن الصادرات المصرية لفرنسا بلغت في العام الماضي 150 مليون يورو. من جانبه صرح فرانسوا لوس وزير التجارة الخارجية الفرنسي بأن حجم التجارة بين مصر وفرنسا سيزيد في العام المقبل من خلال صادرات الغاز الطبيعي المصري لفرنسا في حدود 450 مليون يورو سنويا مما سيغير خريطة الميزان التجاري بين البلدين. وأوضح أن توريد الغاز المصري لفرنسا سيبدأ في منتصف العام المقبل بعد تشغيل وحدة من تسييل الغاز المصري، والتي قررت فرنسا شراء 20٪ من إنتاجها. وأعرب لوس عن ترحيب فرنسا بالاستمرار في بيع القمح والحبوب الأخري لمصر، وقال إنه تم في الفترة الماضية توريد نحو 640 ألف طن من القمح الفرنسي لمصر. وأشار لوس إلي أن هناك مشروعات جديدة في مصر تساهم فيها فرنسا، في مقدمتها مشروعات التنمية الزراعية. وأكدت وزيرة الدولة الفرنسية للتجارة الخارجية آن ماري ايدارك أن مصر تمثل إحدي الأسواق الرئيسية لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط والأدني، كما أن المنتجات والخبرة الفرنسية معروفة وتحظي بالتقدير. وفي سياق متصل تناقش عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة اوضاع المهاجرين ومنظومة الهجرة في منطقة حوض المتوسط وسبل تنظيم تدفقاتها بما يحقق المزيد من التنمية والرخاء في دول الاستقبال والارسال، وذلك خلال زيارتها لفرنسا لحضور مؤتمر الهجرة في المتوسط. وقالت الوزيرة انها ستعرض جهود مصر في مجال الهجرة النظامية وآليات مواجهة الهجرة غير الشرعية واهمية التعاون الكبير بين الدول المستقبلة والمرسلة، مشيرة الي ضرورة احترام الحقوق الاساسية للمهاجرين من جانب والقوانين والقواعد المنظمة لأسواق العمل في البلدان المستقلة للعمالة المهاجرة مؤكدة ان نجاح جهود مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية اصبح مرهوناً بمدي التعاون الايجابي بين حكومات دول الاستقبال والارسال.