تحويل الأقصر إلي محافظة قرار اتخذه الرئيس مبارك أثناء زيارته للأقصر فاهتزت مشاعر أكثر من 1.2 مليون مواطن في المحافظة الجديدة وتوابعها وأصبح معه يوم 7 ديسمبر الجاري يوما فاصلا في حياة الأقصريين حيث انطلقوا في الشوارع مهللين فرحا فور سماعهم نبأ تحويل الأقصر إلي محافظة والهتاف باسم الرئيس مبارك. في شارع السياحة بمدينة إسنا كانت الفرحة عارمة لأن المحافظة الجديدة سوف تحيي بازاراتهم من جديد بعد أن خيم عليها الركود بسبب عدم وجود أفواج سياحية. ويري أصحاب هذه البازارات أن انضمام إسنا إلي الاقصر سوف يتيح لهم فرصة تفويج السياح للمواقع الأثرية في مدينتهم ورواج تجارتهم بعد أن ظلوا سنوات يعانون من عدم وجود أفواج سياحية تزور المدينة بسبب عدم وجود مرسي سياحي. مطالب الأهالي من محافظتهم الجديدة في مركزي إسنا وأرمنت كبيرة وكثيرة بحجم هذا الحدث الذي أسعدهم، يقول المهندس ناصر عبدالستار مدير عام بوزارة الري ومن أهالي اسنا: لن أنسي هذا اليوم ما حييت وسأحكي لأبنائي وأحفادي عنه ليعرفوا مدي ارتباط القائد بشعبه وإحساسه بهم وتنفيذ مطالبهم مهما كانت صعوبتها مضيفا أن القرار بعث الأمل في نفوسهم بعد اليأس من الحصول علي حقهم من الخدمات من محافظة قنا التي تبعد عنا 120 كيلومتراً. وطالب بانشاء منطقة صناعية جديدة في اسنا تعتمد علي الخامات الزراعية المتنوعة بالمركز خاصة وأنها المركز الوحيد الذي لا يوجد به أي مصالح صغيرة أو كبيرة. ويضيف عبدالعزيز محمد علي عضو محلي المحافظة عن أرمنت: إن مركز أرمنت وقراه ملاصقة لمدينة الأقصر وإذا أراد مواطن إنهاء مصلحة في إحدي المديريات عليه أن يقطع 100 كيلومتر إلي مدينة قنا وهذا يوضح سبب الفرحة العارمة التي شهدها المركز بعد قرار الرئيس مبارك حيث تحولت الشوارع والميادين إلي يوم عيد حقيقي يتبادل فيه الجميع التهاني. وأوضح أنه منذ عام صدر قرار بإنشاء منطقة صناعية بأرمنت وحتي الآن مازال حبرا علي ورق فلم يتم إنشاء البنية الأساسية والأرض مازالت صحراء جرداء لا حياة فيها ولا ماء مطالبا بضرورة الاسراع في استكمال مرافقها لتوفير فرص عمل أما خالد عبدالمنعم فراج عضو مجلس الشعب السابق عن اسنا فيري أن تحويل الأقصر إلي محافظة قرار تاريخي وجاء في الوقت المناسب وهو ما أسعد نصف مليون مواطن باسنا وقراها. وقال إن معبد إسنا الروماني وهو من أجمل المعابد التاريخية بدأت ألوانه وحوائطه في التآكل بسبب الأملاح الناتجة عن المياه الجوفية بعد انشاء قناطر إسنا ولم يتم حل المشكلة جذريا ولكن الآن وبعد ضمه لمحافظة تملك ثلث آثار العالم ولديها من الامكانيات والخبرات فإن الحل أصبح وشيكا وهو ما سيوفر فرص عمل لآلاف الشباب. وأضاف أمين أحمد حسين مدير عام بالتربية والتعليم ومن أرمنت إن هذا القرار فجر مشاعر الأمل في مستقبل مشرق لأبناء أرمنت بعد طول تجاهل ونسيان فالمعبد الفرعوني بأرمنت والذي تم اكتشافه منذ أكثر من 20 عاما لم يزره أحد حتي الآن ومازال بدون سور وعرضة للنهب والسرقة وطالب أمين باستكمال واكتشاف بقية المعبد وإدراجه ضمن الخريطة السياحية لشركات السياحة. وأعرب أحمد زنط رئيس لجنة الإعلام بالحزب الوطني بإسنا عن بالغ سعادته بهذا القرار قائلا سيظل أهالي اسنا يذكرون بالشكر والعرفان للرئيس مبارك لاقدامه علي اتخاذ هذا القرار الذي كان حلما يراودهم لعقود فهو فرصة للتيسير علي المواطنين لقرب إسنا من الأقصر وبعدها الجغرافي عن مدينة قنا ومجرد كون المدينة تابعة لمحافظة الأقصر ذات السمعة العالمية فإن يد التطوير والتجميل ستبدأ وبكل قوة بعد أن أصبحت المدينة في مستوي قرية فقيرة. وقال عبدالخالق أبازيد موظف بالصحة من إسنا لم أنم أنا وأشقائي وأبنائي ليلة إصدار القرار الذي جاء كحلم جميل تحقق من باعث نهضة الصعيد الحديث والذي كان الصعيد قبله منفيا أو مكانا يولد فيه الإنسان ليهاجر منه في أقرب فرصة وجاء هذا القرار ليكون هدية العام الجديد لنا وما أعظمها واضاف أنه يوجد بقرية كومير جنوب إسنا معبد تم اكتشاف شواهده منذ 25 عاما ولم يتم استكمال الاكتشاف ومازال يحرسه خفير من الآثار ولم يزره أي سائح حتي الآن مطالبا باستكمال كشف المعبد ووضعه ضمن البرنامج السياحي للاقصر وهو ما سيحدث نهضة كبيرة في 6 قري بجنوب إسنا. ويصف مرعي النوبي عضو محلي المحافظة عن أرمنت القرار بأنه فتح أبواب الاستثمار علي مصراعيها في مركز أرمنت حيث أن طريق أرمنت الوادي الجديد يمكن استخدامه في سياحة السفاري بالإضافة إلي وجود عشرات الآلاف من الأفدنة الصالحة للزراعة ولكن بعدنا عن عقل المسئولين في قنا نظرا لبعد المسافة ساهم في إهمال الاستثمار ولكن ضمنا للاقصر مع وجود الاستثمار السياحي سيحول هذا الطريق والصحراء المحيطة به إلي جنة خضراء ومناطق سياحية عالمية. وقال عصام محمد ومدحت يونس وسليمان السليمي من أصحاب البازارات بشارع السياحة في اسنا أن أبناء المركز لم يناموا منذ أن شاهدوا الرئيس وهو يصدر القرار وحتي الآن فكل مشاكلهم تم حلها وأحلامهم تحققت في لحظة علي يد الرئيس مبارك، بعد أن كانوا يعانون من عدم السماح لهم بالمرور في الشارع لتواجد السائحين رغم أنه الشارع الرئيسي المؤدي للمعبد فضلا عن منع البواخر من الرسو في المرسي المقابل للشارع وأضافوا أن المشكلة الأكبر كانت في ندرة عدد السائحين لعدم وضع المعبد علي الخريطة السياحية لشركات السياحة أما الآن فسيتعاملون مع عقول تعرف قيمة السياحة وسيصبح من الطبيعي أن يزور السائح معبد إسنا علي اعتبار أنه جزء من آثار الأقصر، بعد أن تطاله يد التطوير ويعاد ترميمه وإعادة ألوانه الزاهية التي كانت تبهر السائحين من جميع أنحاء العالم. وأشار محمد الشافعي عباس وكيل وزارة الزراعة السابق من إسنا إلي أن القرار كان اسعد مفاجأة يقدمها الرئيس لأبناء إسنا وأرمنت والأقصر مع نهاية العام خاصة وأنه قرار منطقي ومدروس فلم يكن من الطبيعي أن تكون اسنا وأرمنت تابعتين لمحافظة قنا وتفصل بينهما مدينة الأقصر كما أن الآثار الرومانية والفرعونية في إسنا وأرمنت مكملة للآثار العظيمة للاقصر تاريخيا. وطالب الشافعي بسرعة استكمال مشروع الصرف الصحي بمدينة اسنا الذي بدأ منذ 10 سنوات ولم ينته لتصبح المدينة مليئة بالحفر والمطبات والشوارع والمنازل غارقة في مياه الصرف الصحي في انتظار انتهاء المشروع.