حالة من الارتباك الداخلي يعيشها حاليا حزب الوفد عقب تصريحات البرادعي "المشروطة" لخوض انتخابات الرئاسة القادمة، وذلك بعد أن تزايدت حدة المطالبات، خاصة من قطاع الشباب بضم البرادعي للحزب ليكون مرشح الوفد في الانتخابات القادمة!، وذلك بعد أن اعتبروا تصريحات البرادعي -بحسب وصفهم- موافقة ضمنية علي خوض الانتخابات، بعد أن أطلق الشباب هذه الدعوة، وسبقت إلي نشرها "روزاليوسف" في صفحة "أحزاب مصرية" قبل 3 شهور تحت عنوان "الوفد يبحث عن زعيم"! وبدأت عناصر في القواعد القيام بتحركات تستهدف ضم البرادعي للهيئة العليا للحزب تمهيدًا لترشيحه باسم الوفد، عاكسة حالة من الإصرار "الغريب" بين القواعد علي استيراد عناصر تخوض الانتخابات نيابة عن كوادره وقياداته الأصلية، رغم اعتراض عدد من القيادات في مقدمتهم محمود أباظة رئيس الحزب الحالي! إلا أن بعض القواعد برر الأمر بعدم وجود حالة من الثقة في القيادات الحالية وذلك خوفًا من تكرار أزمة الانتخابات الرئاسية السابقة علي حد قولهم، حيث بدت كما لو كانت قد وجدت المنقذ الوحيد لها في الانتخابات! وكان واضحًا التخوف الأباظي من أن تتحول هذه الفكرة لرغبة ملحة لدي الجمعية العمومية للحزب خاصة في ظل ما تردد حول الفكرة التي جاءت تحت عنوان "البديل الآمن" من أن د.السيد البدوي، عضو الهيئة العليا، وراء هذه الفكرة والهجوم العنيف الذي صاحبها علي البدوي والقيادات الداعمة للفكرة لدرجة أن عناصر بالهيئة العليا تابعة لأباظة طالبتهم بالتخلي عن الفكرة. وقال محمد حرش نائب رئيس وفد بلبيس ورئيس مجموعة "وفديون ضد التوريث" إن هذه المجموعة ستتحرك من أجل المطالبة بعقد جمعية عمومية تصوت علي اختيار البرادعي مرشحًا للرئاسة باسم حزب الوفد، وأضاف "الوفد أولي به من أي حزب آخر لأن جذوره وفدية ولكن المشكلة في أن الضمانات التي وصفها البرادعي لخوض انتخابات الرئاسة لا يمكن تحقيقها في المرحلة الحالية، خاصة في ظل عدم وجود رغبة لإجراء تعديلات دستورية في المرحلة الحالية". وتابع حرش: "رغم أن مطالبنا تلقي رفضًا من بعض قيادات الحزب إلا أن هناك إصرارًا من جانب القواعد علي تحريك المياه الراكدة للحزب في الشارع السياسي" واقترح أن يكون د.علي السلمي مرشح الوفد للرئاسة في حالة رفض البرادعي لفكرة الترشيح باسم الوفد! وحول أسباب بحثهم عن عناصر من خارجه قال:الوفد بديل آمن ولكننا لا يمكن أن نكرر أزمة ترشيح د.نعمان جمعة في الانتخابات الرئاسية لعام 2005 ونحتاج لمن يحسن صورة الوفد في الشارع خاصة من خلال الانتخابات، مستطردًا: "محمود أباظة يمكن أن يكون رئيس حزب، لكنه لا يمكن انتخابه كرئيس جمهورية، خاصة أن الشارع لا يعرف جميع قيادات الوفد"! وقال: إن ضم البرادعي للوفد سيجعل الوفديين يشعرون أن هناك قضية يحاربون من أجلها حتي لا يظل الحزب نائمًا في الحياة السياسية، مشيرًا إلي أن 57 عضوا وفديا يؤيدون هذه التحركات بما في ذلك عناصر بالهيئة العليا وبلجنة الشرقية محافظة رئيس الحزب، ولكن المشكلة -بحسب قوله- أن منير فخري عبدالنور السكرتير العام لا يعترف بنا من الأساس! وقال محمد الشيخ، سكرتير مساعد لجنة الجيزة وأحد من قادوا حملة ترشيح البرادعي: نسعي لجمع توقيعات من 50 عضوا للمطالبة بعقد جمعية عمومية أو 500 توقيع بهدف الموافقة علي تعيين البرادعي عضوًا بالهيئة العليا تمهيدًا لاختياره مرشحًا للرئاسة، مطالبًا بضرورة الأخذ برأي الجمعية العمومية إذا وافقت علي ذلك، مستطردًا: "أعضاء الجمعية ليسوا سفرجية ولديهم قدرة علي اتخاذ القرار ولا يمكن القول بأن أفرادًا يمكنهم الحديث حول مصلحة الوفد دون السماح لجموع الوفديين لأن الوفد ليس عزبة لأحد". وأوضح الشيخ أن عناصر من محافظات الشرقيةوالغربيةوالجيزة والبحيرة وسوهاج والإسماعيلية وبورسعيد وأكتوبر وغيرها يساندون مطلب ترشيح البرادعي. وفيما يتعلق بأسباب عدم البحث عن مرشح وفدي من جانب الجمعية العمومية علق "لم نلمس رغبة من أحد أعضاء الحزب ولم يفعل أحدهم ما يجعلنا نطالبه بالقيام بهذه الخطوة ويجب أن يبصر الوفد الأعضاء جميعهم بطبيعة الوضع حتي يكونوا أكثر قدرة علي اتخاذ القرار والإدلاء بالرأي. ومن جانبه، قال ياسر الديب رئيس لجنة مناوات بالجيزة إنه كان من الأجدي به أن يكتفي بضمانات أخري، ويحاول من خلال تواجده مع القوي السياسية تحقيق باقي مطالبه! كما أنه كان ينبغي عليه -أي البرادعي- أن يبادر بالانضمام للوفد إذا كان يرغب حقًا في الترشح، موضحًا أن موقف البرادعي هذا قد يدفعهم إلي وقف دعوتهم لترشيحه! فيما أيدت قيادات بوفد الغربية ما طالب به البرادعي باعتباره حقًا محترمًا لأي مواطن، لذا سوف تستمر الدعوة إلي دفعه نحو الدخول إلي انتخابات الرئاسة المقبلة!